أخباركم – أخبارنا/ تقرير لبنان السياسي
ليست زيارة عادية بل يبدو انها بداية لزيارات مكوكية، ستقوم بها السيدة الاميركية ونائبة المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط مورغان اورتاغوس، في سبيل تنفيذ جملة خطوات متوازية تسمح للبنان باطلاق دينامية جديدة، تساهم في اخراجه من المآزق المتشابكة والعالق في حبالها.
أورتاغوس حملت هذه المرة جملة ملفات الى المسؤولين اللبنانيين، لم تقتصر زيارتها على مسألة تسليم سلاح حزب الله، وترسيم الحدود البرية، فالجديد في زيارة أورتاغوس وفي موازاة خطوات تنفيذ القرار 1701، حسم قانون السرّية المصرفية ولعشر سنوات خلت والذي سيقره مجلس النواب، كخطوة مطلوبة ضمن ملف لبنان للاتفاق مع صندوق النقد الدولي، الى جانب هيكلة المصارف، وبالتالي الخطوات الاصلاحية التي يجب ان يسرّع لبنان باتخاذها من اجل التمهيد لمرحلة مساعدة لبنان، وكان الرئيس نبيه بري متحمساً لتقديم براءة ذمة مجلس النواب على هذا الصعيد، عبر تقديم لائحة بالقوانين التي اقرّها المجلس فضلا عن المشاريع المرسلة من الحكومة والتي أقرها.
فبعد عشاء اقامته اورتاغوس في عوكر ضم 5 وزراء: فايز رسامني (الأشغال)، جو صدي (الطاقة)، دجو عيسى الخوري (الصناعة)، فادي مكي (التنمية الإدارية)، كمال شحادة (وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعيّ). عقدت صباح امس اجتماعا ضم وزيري المالية ياسين جابر والاقتصاد عامر البساط وحاكم مصرف لبنان، مع الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس،
تناول اللقاء موضوع الاصلاحات التي باشرت بها الحكومة من خلال عرض للقوانين الاصلاحية المقرة والعمل على تطبيقها ولتلك التي يجري العمل على اقرارها و للبرنامج الاقتصادي الاصلاحي اللذين يؤشران الى مرحلة جدية وجديدة للسير بالاصلاحات التي التزمتها الحكومة والتي بدأت بالتعيينات الاخيرة.
وأوضحت المعلومات أن الوفد اللبناني قدّم لأورتاغوس مجموعة من الطروحات والتفسيرات المتعلقة بالقوانين التي تعمل عليها الحكومة الجديدة.
من جانبها، جددت أورتاغوس التأكيد على أن المساعدات الأميركية ستكون مرتبطة بتحقيق الإصلاحات، بالإضافة إلى الشأن الأمني. كما نقلت الموفدة الأميركية تأكيدها على أهمية الوضع الاقتصادي بالنسبة للولايات المتحدة واستعداد بلادها للتعاون مع لبنان في هذا الصدد.
وعبّرت أورتاغوس عن ثقتها باختيار الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام للوزراء في الحكومة الجديدة، وطلبت أن يقدم لبنان براهين وشواهد ملموسة عن الإصلاحات التي يعتزم تنفيذها.
يذكر ان الوزيرين جابر والبساط وحاكم مصرف لبنان سيشاركون كوفد رسمي في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي في واشنطن خلال نيسان الحالي.
وقالت أورتاغوس في الصبحية المالية، إن المطلوب “تطبيق إصلاحات بالفعل. وعليكم أن تساعدوا أنفسكم وتنفيذ عمليات إصلاحية جدية وأن لا تبقى حبراً على الورق”. وفي المعلومات إن جابر قدّم لها عرضاً مفصلاً عن مسار عمل الإدارات ومالية الدولة. وتناول ملف آلية التعيينات الإدارية وحرص الحكومة على إتمامها بالشفافية المطلوبة. ووعدها بأن تكون الحكومة في زيارتها المقبلة قد أتمّت الجزء الأكبر من التعيينات وخصوصاً في الهيئات الناظمة: الكهرباء والاتصالات والطيران. وركزت أورتاغوس على ضرورة أن تشق كل القوانين والمشاريع الإصلاحية طريقها إلى البرلمان بـ”جدية”. وظهرت في جلستها هذه بحضور السفيرة ليزا جونسون أبعد من مساحة قيامها بمهمة اسكشافية.
الى ذلك، أفادت مصادر اعلامية بأن “أورتاغوس أبلغت القادة اللبنانيين استحالة بقاء الوضع على حاله بظل وجود سلاح حزب الله، ومن غير المقبول وجود سلاحين وجيشين”.
وفي السياق، افادت مصادر مواكبة للاجتماع الذي جمع وزراء الطاقة، الأشغال، الصناعة، التنمية الإدارية، التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي مع الموفدة الأميركية في عوكر، أن أحد الوزراء أكد في مداخلاته على ضرورة دعوة الولايات المتحدة للعب دور الوسيط من أجل “التمكن من العمل بالأجندة الإصلاحية” والوصول إلى النتائج المرجوة.
وأوضحت المصادر أن الوزير أشار إلى أن البيان الوزاري يتضمن التزام لبنان الواضح بقرار مجلس الأمن 1701 وضرورة حصرية السلاح في يد الدولة، مؤكدًا أن الحكومة بحاجة لبعض الوقت لتحقيق هذه الأهداف.
كما استمعت الموفدة الأميركية إلى المداخلات، وأكدت أنها تتابع سير العمل في لبنان، مشددة على ضرورة تسريع وتيرة عمل الجيش اللبناني. ولفتت المصادر إلى أن الاجتماع تميز بطابع هادئ ولم يشهد أي لهجة تهديد أو وعيد، بل كان تواصلًا يركز على تسريع الإجراءات وتنسيق الجهود لتحقيق الأهداف المشتركة.
عظة الاحد
من جهة ثانية اعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد ان “غاية البعض هي السيطرة على الدولة، وليست تحديث النظام. يوم يصبح العدّ والطائفة معيار التقدّم تموت الحضارة. وحين يصبح تطوير النظام انتزاعَ الحكم، تولد الحرب الأهليّة. إنّ بعض الذين يطالبون بالتغيير الدستوريّ يرمون إلى توسيع سلطتهم في إدارة الدولة، لا إلى تحسين الدولة. المطلوب اليوم أن تتنازل الطوائف للدولة، لا الدولة للطوائف، وأن يحضن الطرفان المواطنين الباحثين عن دولة مدنيّة. فدور المواطن هو الغائب في دولة لبنان. فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، لكي تستنير الضمائر بنور الحقيقة التي مصدرها الله، فنصوّب نظرتنا إلى حياتنا ودعوتنا ورسالتنا، تمجيدًا للآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين”.
في المقابل اعتبرمتروبوليت بيروت للروم الاورثوذكس المطران الياس عودة إن التوبة ضرورية لمشاركتنا في زمن الفصح المقدس، لأنها تهيئنا للدخول إلى ملء قيامة المسيح. فإذ نحن نقترب من عيد الفصح المشرق، نحن مدعوون إلى اعتناق السر الفصحي بقلوب تطهرها التوبة وتتجدد بالنعمة. يقول الرسول بولس: «لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته، نصير أيضا بقيامته» (رو 5:6). بالتوبة، نموت عن الخطيئة والأنانية، ونقوم إلى جدة الحياة في المسيح، مشاركين في انتصاره على الخطيئة والموت”.
في المقابل، أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، أن هناك حديثاً في الآونة الأخيرة “عن إصلاحات في المجالات كافة: إصلاحات في المجال القضائي، إصلاحات في المجال الاقتصادي، إصلاحات في قطاع المصارف، إصلاحات في ما يتعلّق بمحاربة الفساد، وغير ذلك، لكن هذه الإصلاحات كلها لا يمكن أن تنجح، ولا يمكن أن تُعطي أي نتيجة قبل حصول الإصلاح الأوّل، ألا وهو استعادة الدولة سلطتها وسيادتها، باعتبار أنه ما لم تكن هناك دولة فعليّة، فلا إصلاح يمكن أن يُعطي أيّ نتيجة”.
كلام جعجع، جاء في كلمة له عقب قداس شهداء زحلة، الذي أحيته منسقيّة “القوّات اللبنانيّة” في زحلة في مقام سيدة زحلة والبقاع تحت عنوان “زحلة بعيونكُن”
وقال جعجع متوجهاً إلى أهالي زحلة: “أعتقد أنّكم من ناحيتكم، ومن موقعكم، رأيتم كيف أنّه بعد عقودٍ من التأخير، انتشر الجيش اللبناني على حدود لبنان الشرقيّة مع سوريا. ولكن ينبغي ألّا يكتفي بالانتشار، بل أن يبسط سلطته بالكامل، ويطبّق القانون بالكامل على الجميع، إذ “لا فضل لِلبنانيٍّ على آخر إلا بقدر التزامه القانون”، مشدداً على أن “هذه المسيرة مسيرة طويلة حتمًا، ولكن على الأقلّ، بدأت الآن”.
وأوضح جعجع أنه لم “يصحّ الصحيح” فحسب ورحل الأسد، بل رحل الأسد، ومن بعده بقليل أو قبله بقليل، رحل معظم ودائعه، والقسم المتبقّي من ودائعه يستعدّ للرحيل، وبدأت مسيرة بناء الدولة الفعليّة في لبنان، هذه الدولة الفعليّة التي نناضل منذ عقودٍ للوصول إليها. هذه الدولة التي لا حياة لنا من دونها. هذه الدولة التي نحلم بها منذ زمنٍ طويل. والآن بدأت مسيرة الوصول إلى هذه الدولة الفعلية، اللهمّ أن يبذل المسؤولون، وخصوصًا الكبار منهم، جهدهم لتسريع هذه المسيرة، كي نصل في أقرب وقت ممكن إلى الدولة الفعلية”.