أخباركم – أخبارنا/ تقرير فلسطين الميداني
كارثة انسانية تواجهها مدينة رفح جنوب في قطاع غزة بعد أن حولها الاحتلال الإسرائيلي إلى منطقة عمليات عسكرية مغلقة، وما تزال آلة القتل الإسرائيلية تسفك دماء المدنيين وتدمّر كل مظاهر الحياة.
فوفقًا لبيان المكتب الإعلامي الحكومي، فقد تعرضت رفح لتدمير ممنهج شمل أكثر من 90% من منازلها، حيث دُمرت 20,000 بناية تحتوي على 50,000 وحدة سكنية، إضافة إلى تدمير 22 بئر مياه من أصل 24، وتجريف 320 كم من الشوارع، ما جعل المدينة غير صالحة للحياة.
وجاء في بيان المكتب الحكومي أنّ 12 مركزًا طبيًا في رفح خرجت عن الخدمة، ودُمرت 8 مدارس وأكثر من 100 مسجد، فضلًا عن إبادة الأراضي الزراعية وتجريف عشرات آلاف الدونمات.
وفاقم إغلاق الاحتلال معبر كرم أبو سالم لأكثر من شهر، الأزمة الإنسانية، حيث منع وصول الوقود وقطع الغيار الضرورية، ما أدى إلى تفاقم معاناة السكان الذين يعيشون في ظروف مأساوية.
وتبلغ مساحة محافظة رفح جنوب قطاع غزة، 60 كيلومترًا مربّعًا، وكان يسكنها قرابة 300 ألف نسمة، وتمثل حوالي 16% من مساحة قطاع غزة.
وقال رئيس بلدية رفح، أحمد الصوفي، إنّ المدينة “منطقة منكوبة”، في ظل ما تعرضت له من تهجير قسري ودمار شامل لم تسلم منه لا المنازل ولا البشر، مشيرًا إلى أنّ المستشفيات فجّرها الاحتلال، والشوارع مجرّفة، والمباني مدمّرة، كما أن المساجد والأسواق والميادين العامة أُبيدت بالكامل.
وطال الدمار الذي خلّفه الاحتلال أكثر من 85% من شبكات الصرف الصحي في رفح، ما حوّل المدينة إلى بيئة موبوءة قابلة لتفشي الأوبئة والأمراض، إضافة إلى تدمير وتجريف 320 كيلومترًا طوليًا من الشوارع، بشكل كامل.
ووجّه المكتب الإعلامي الحكومي نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، مطالبًا بالضغط على الاحتلال للانسحاب من رفح، وتوفير ممرات آمنة لإغاثة السكان، وإرسال بعثات لتقصي الحقائق حول جرائم الحرب، والبدء الفوري بجهود الإعمار.
من جهة ثانية، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازره بحق المدنيين في قطاع غزة، حيث استُشهد 490 طفلًا خلال العشرين يومًا الماضية فقط، ليرتفع إجمالي عدد الشهداء منذ خرق الاحتلال لقرار وقف إطلاق النار إلى 1350 شهيدًا.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي، في بيان، الأحد، أن هذه الأرقام تعكس سياسة قتل ممنهجة تستهدف الأطفال الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن الاحتلال يدفن الطفولة تحت ركام المنازل ويُبيد الأسر بأكملها في هجمات عدوانية همجية.
وقال: “إننا أمام واقع مرير، تُباد فيه الأسر بأكملها، وتُدفن الطفولة تحت ركام البيوت، ويُكتب تاريخ أسود جديد في سجل الجرائم التي لن تسقط بالتقادم. الأرقام وحدها كافية لتأكيد وجود سياسة قتل ممنهجة ومتعمدة ضد الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة على يد جيش الاحتلال وليست مجرد أضرار جانبية كما يزعم الاحتلال لتبرير جرائمه أمام العالم”.
ميدانيا، تُواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ 21 على التوالي، حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين في قطاع غزة، تزامنًا مع ارتكاب مجازر مروعة بحق العائلات الفلسطينية والنازحين.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال لقاحات شلل الأطفال إلى قطاع غزة يشكل قنبلة موقوتة تهدد بتفشي الوباء.
وأكدت “الصحة” في بيانٍ أن هذا الإجراء يعد “إمعانًا في الاستهداف غير المباشر لأطفال قطاع غزة”، مشيرة إلى أن 602 ألف طفل يواجهون خطر الإصابة بالشلل الدائم والإعاقات المزمنة ما لم تتوفر اللقاحات اللازمة لهم.
ولليوم الثالث، يتعرض حي الشجاعية شرق مدينة غزة لقصف عنيف ومتواصل، حال دون تمكن طواقم الدفاع المدني من دخول المنطقة.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إن طواقم الإنقاذ عاجزة عن دخول حي الشجاعية، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي العنيف على مناطق شمال القطاع.
وأضاف بصل أن الاحتلال يستخدم وسائل متعددة لقتل المواطنين في غزة، في عملية تطهير عرقي مكتملة الأركان تُنفذ على مرأى من العالم.
وأشار إلى أن المنظومة الخدماتية في القطاع دُمّرت بنسبة 90%، وأن الاعتماد بات كبيرًا على الجهود البشرية في ظل الانهيار التام للبنية التحتية.
وبلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ استئناف حرب الإبادة الجماعية في 18 مارس/ آذار 1335 شهيد، و3297 إصابة.
وارتفعت إجمالي حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 50 ألفاً و695 شهداء، و115 ألفاً و338 إصابة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ونبهت مصادر طبية إلى أن 21 شهيدًا، على الأقل، ارتقوا وأصيب عشرات المدنيين في الغارات الإسرائيلية المستمرة على مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، منذ صباح الأحد، من أصل أكثر من 40 شهيدا منذ فجر اليوم في القطاع المحاصر.
واستشهد، مساء الأحد، مواطنين مدنيين وأصيب آخرون، بقصف طيران الاحتلال مجموعة من الفلسطينيين بمحيط مدرسة هارون الرشيد في حي الأمل، غرب خانيونس. بينما ذكر مراسل “وكالة سند للأنباء” أن القصف استهدف مواطنين أمام منزل لعائلة الشقيري.
وقصف طيران الاحتلال قصف، مساء امس، مجموعة من الفلسطينيين بمحيط مدرسة هارون الرشيد في حي الأمل، غرب خانيونس جنوب قطاع غزة.
وبيّن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن جيش الاحتلال قتل 490 طفلاً خلال الـ 20 يوماً الماضية؛ ليرتفع عدد الشهداء إلى 1350 شهيداً منذ خرق الاحتلال لقرار وقف إطلاق النار.
وأصيب عدد من المواطنين، برصاص مُسيّرة إسرائيلية بمنطقة “بلوك 7” داخل مخيم البريج، وسط قطاع غزة.
وصرحت مصادر طبية، بأن عشرات المصابين يعالجون على الأرض في المستشفى المعمداني في غزة بسبب نقص الأسرة.
ونفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بحق الأطفال والمواطنين في مدينة غزة، عقب قصف مدفعي مُكثف طال “شارع النخيل” في المدينة.
وأفادت مصادر طبية ومحلية متطابقة، بأن 11 مواطنًا؛ بينهم 9 أطفال، ارتقوا شهداء، بالإضافة لتسجيل إصابات خطيرة، عقب قصف مدفعي إسرائيلي استهدف شارع النخيل في حي التفاح بمدينة غزة.
ووصل مستشفى شهداء الأقصى 7 شهداء من بينهم طفل مقطوع الرأس، إثر استهداف إسرائيلي لمنزلة عائلة “أبو عيسى” في منطقة يافا بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، تزامن ذلك مع وصول شهيد إلى المستشفى نفسه بعد استهداف مدفعي في منطقة “أبو العجين” شرق المدينة.
أعلنت مصادر محلية عن استشهاد مواطنين وإصابة آخرين نتيجة قصف مدفعي إسرائيلي استهدف عزبة عبد ربه شمالي قطاع غزة.
وفي تطور آخر، استهدفت طائرات الاحتلال فجر امس مسجد الإسلام المدمر في منطقة التحلية بمدينة خانيونس، بينما شنت طائرات الاحتلال غارة على منطقة ميراج شمال مدينة رفح، تزامنًا مع قصف مدفعي متجدد شمال رفح جنوب قطاع غزة.