كتب ابراهيم بيرم: تخالف حركة حماس موجة المخاوف التي يبثها البعض في بيروت، من تجدد المواجهات في مخيم عين الحلوة شرقي صيدا، ومن امكان انتقاله الى مخيمات اخرى. ويؤكد الناطق بلسان حركة “حماس” في لبنان القيادي جهاد طه أن في طيات هذا الكلام مبالغة. ويقول في حديث مع موقعنا ان “هذه المخاوف حسب تقديراتنا لم تعد في محلها، وبالعكس لدينا من المعطيات والدلائل، مما يدلل على ان وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه قبيل ايام ما زال ثابتاً وصامداً”.
ويضيف طه، في الافق خطوات واجراءات ميدانية وسياسية حثيثة من شأنها ان تعزز اجواء الهدوء التي تظلل المخيم من جهة، وان تعيد الامور في عاصمة الشتات الفلسطيني الى الوضع الذي كان عليه قبل اشتعال فتيل الاشتباكات المؤسفة الاخيرة.
ولا يرى طه مصلحة وفائدة في فتح باب الحديث الان عن العوامل والدواعي والجهات المسؤولة عن انفجار الوضع في عين الحلوة على هذا النحو الضاري والمأسوي، ويعتقد ان المهمة المحورية لنا الآن يتعين ان تنصب على:
– ادامة الاستقرار والهدوء في داخل المخيم وفي محيطه.
– ترسيخ الارادة الفلسطينية واللبنانية بغية تعزيز اجواء الهدوء ومعالم الاستقرار وترسيخها.
– اكثر من ذلك، اعادة الامور في المخيم الى ما كانت عليه قبل اندلاع الاحداث، وفي الطليعة تأمين اعادة النازحين الذين غادروا تحت وطأة ضراوة المواجهات وبطببيعة الحال تأمين التعويض على المتضررين، اضافة الى ايجاد اجراءات وتدابير وآليات محاسبة على نحو يساهم في الحيلولة دون تكرار ما حدث.
وعموماً، يضيف طه: نحن من جهتنا كحركة نريد ان نعزز الطمأنينة بين اهالينا وشعبنا في مخيم عين الحلوة وبين اخواننا في محيط المخيم، ونريد ايضاً أن نؤكد بأننا كفصائل وقوى فلسطينية حرصاء على شعبنا واننا ما زلنا قادرين على الامساك بزمام الامور، وان نبرهن بأن لا مكان اطلاقاً لموجة التخوف والهواجس التي يطلقها البعض. مع اعترافنا بأن ما حصل في ذلك المخيم والتداعيات التي طاولت الجوار والمحيط كان امراً معيباً ومؤلماً وكارثياً، وقد اساء الى كل الفصائل والمجموعات والقوى وبطبيعة الحال الى قضيتنا، وانه ما كان ينبغي ان يحصل في الاصل.
وعن نتائج الاتصالات والجهود المبذولة على المستويين اللبناني والفلسطيني، والرامية الى طي صفحة ما حدث واعادة الامور الى مجراها؟ اجاب طه: صار معلوماً وصول المشرف على الملف اللبناني في قيادة منظمة التحرير الاخ عزام الاحمد الى بيروت، وانطلاقه فور وصوله في رحلة اتصالات ولقاءات مكثفة مع الجانبين اللبناني والفلسطيني، وهو ما عكس نفسه مناخاً ايجابياً وجواً من الارتياح الواعد.
اضاف: المعلوم ايضاً انه بعد ان التقى الاحمد برئيس حكومة تصريف الاعمال في لبنان الرئيس نجيب ميقاتي وبمسؤولين آخرين، جرى اتصال مع رئيس المكتب السياسي في الحركة الاخ اسماعيل هنية حيث تمّ وضعه في نتائج الاتصالات واللقاءات وفي صورة ان ثمة توافقات حازمة وجادة جرى التوصل اليها بغية تعزيز الاستقرار في داخل المخيم من جهة، ولتأكيد الحرص على المصلحة اللبنانية والفلسطينية من جهة اخرى. وبحسب معلوماتنا ان الاخ هنية ابلغ بأن الخطوات التالية بعد تكريس الاستقرار وتعزيز وقف النار، ستكون وفق المندرجات الاتية:
– تأليف لجنة تحقيق تتولى مهمة اجراء تحقيقات ميدانية على ان تتولى وضع تقرير مفصل يرفع الى هيئة العمل الوطني الفلسطيني التي سميت منذ زمن بالتعاون مع السلطات اللبنانية، وتضم ممثلين عن كل الفصائل والمجموعات والقوى الفلسطينية، اي تلك المنضوية تحت لواء منظمة التحرير.
– تأليف لجان ميدانية تنزل الى الارض لازالة كل مظاهر التوتر والاستفزاز من جهة، والعمل على اعادة كل النازحين الى بيوتهم من جهة اخرى.
– تتواكب كل هذه الاجراءات مع متابعة التنسيق اليومي مع الجهات الامنية اللبنانية المعنية.
ورداً على سؤال عن مدى الالتزام بمندرجات هذه التفاهمات، اجاب طه: لقد حصلنا من كل الاطراف الفلسطينية على تعهدات بالالتزام الجاد بتنفيذ بنود هذه التفاهمات والالتزام بمقتضيات التنسيق مع الجيش اللبناني والمخابرات.
فضلاً عن ذلك، اضاف طه، لقد تولدت اخيراً لدى كل الفصائل والمجموعات الفلسطينية سواء في المخيم او في خارجه، ضرورة لتجاوز تداعيات الاحداث التي حصلت اخيراً، وهي كانت الاعنف والاكثر ضرراً بشعبنا وقضيتنا منذ فترة طويلة الى درجة انها ايقظت هواجس كانت كامنة.
وختم طه: نحن نشعر ضمناً بجسامة ما حصل، لذا نقول اننا انطلقنا جميعاً في رحلة جادة لضبط الامور واعادة الاوضاع الى نصابها الطبيعي.
