أخباركم – أخبارنا/ تقرير فلسطين السياسي
عمّ إضراب شامل، صباح اليوم الاثنين، جميع مدن الضفة الغربية، استجابة لدعوة أطلقتها القوى الوطنية والإسلامية تنديدا بحرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والعدوان المتواصل على المدن والبلدات الفلسطينية.
وشمل الإضراب كافة جوانب الحياة، من المؤسسات الرسمية والأهلية إلى القطاعات التجارية والتعليمية ووسائل النقل، وسط تحضير للمشاركة في مسيرات غضب.
وأغلقت المدارس الحكومية والخاصة والمؤسسات المصرفية أبوابها، وشمل الإضراب المواصلات العامة وخلت الشوارع من المركبات والمارة، كما أغلقت المصانع والمعامل.
يأتي ذلك بينما يواصل الاحتلال دهم مدن الضفة الغربية وبلداتها، بالتزامن مع حملات الاعتقال اليومية، إذ اعتقل 4 فلسطينيين من مخيم الجلزون شمال رام الله، واقتحم منازل في مخيم الأمعري. كما اعتقل شابا في الخليل وآخر في نابلس، بالإضافة إلى 7 شبان من مدينة قلقيلية شمال الضفة.
بالمقابل ارتقى فجر اليوم الاثنين، الصحفي في وكالة فلسطين اليوم الإخبارية، حلمي الفقعاوي، وأصيب عدد آخر، في قصف إسرائيلي استهدف خيمة للصحفيين بالقرب من مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وبارتقاء الفقعاوي؛ ارتفع عدد الشهداء الصَّحفيين إلى (210 صحفيين) منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة في بيان، إن 9 من الصحفيين كانوا في المكان المستهدف فجر اليوم وفي محيطه، وأصيبوا بجراح وصفت بعضها بالحرجة، وهم: حسن اصليح، أحمد منصور، أحمد الآغا، محمد فايق، عبد الله العطار، إيهاب البرديني، محمود عوض، ماجد قديح وعلي اصليح.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي استهداف وقتل واغتيال الاحتلال للصحفيين الفلسطينيين، داعيا الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، وكل الأجسام الصحفية في كل دول العالم إلى إدانة هذه الجرائم الممنهجة ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وحمل المكتب، الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية مثل المملكة المتحدة بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا؛ المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجريمة النَّكراء الوحشية. مطالبا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمنظمات ذات العلاقة بالعمل الصحفي والإعلامي في كل دول العالم إلى إدانة جرائم الاحتلال وردعه وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة وتقديم مجرمي الاحتلال للعدالة، كما ونطالبهم إلى ممارسة الضغط بشكل جدي وفاعل لوقف جريمة الإبادة الجماعية، ولحماية الصحفيين والإعلاميين في قطاع غزة، ووقف جريمة قتلهم واغتيالهم.
بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان، التطورات الإقليمية، بما فيها جهود العودة لاتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وضمان تنفيذ مراحله الثلاث.
وأضاف البيان أن الاتصال “جاء في إطار التواصل الدوري بين البلدين الشقيقين لمتابعة الجهود الرامية إلى العودة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضمان تنفيذ مراحله الثلاث، في ظل التصعيد الإسرائيلي الخطير في المنطقة”.
كما بحث الوزيران “التحركات المقبلة للجنة العربية-الإسلامية الوزارية، ونشاطها مع الأطراف الدولية، بشأن الخطة العربية للتعافي المبكر، وإعادة الإعمار في قطاع غزة”.
في المقابل، غادر الى وشنطن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو وسيلتقي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الاثنين. وأشارت صحيفة يديعوت احرونوت إلى أنّ المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، سيُشارك في اللقاء، موضحةً أنّه “جرى تنسيق حضوره بسرعة في مؤشر على مناقشة ترامب ونتنياهو ملف الأسرى”.
كما لفتت إلى أنّ ديوان نتنياهو يجهل سبب إصرار واشنطن على عقد لقاء مستعجل بين نتنياهو وترامب.
ورجحت مصادر إسرائيلية إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن غزة قبيل عيد الفصح اليهودي، مشيرة إلى أن صفقة تبادل الأسرى ستناقش في واشنطن بمشاركة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الموساد ديفيد بارنيا ويتكوف.
وبحسب الصحيفة فإن المطروح الآن على جدول الأعمال هو مخطط وسط يتراوح بين موافقة حماس على إطلاق سراح خمسة رهائن أحياء، ومخطط المبعوث الأمريكي ويتكوف الذي تحدث عن إطلاق سراح 11 رهينة.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن “هناك تحولات في حماس، والضغط العسكري يترك أثره”. اضاف: “نبذل جهودًا كبيرة لإخراج أكبر عدد ممكن من الرهائن، لكن ليس هناك يقين.
وترى المؤسسة السياسية الإسرائيلية أن التدخل المباشر للولايات المتحدة، وخاصة ويتكوف، يشكل وسيلة حاسمة لزيادة الضغط على حماس وتسريع التقدم نحو التوصل إلى اتفاق.
ومن المتوقع أن يطلب نتنياهو من ترامب استغلال نفوذه على الوسطاء الإقليميين.
من جهة ثانية، أعلن برنامج الأغذية العالمي، الأحد، “إغلاق جميع المخابز الـ25 التي يدعمها في غزة بسبب نقص الوقود والدقيق” على خلفية الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع.
وفي منشور على منصة إكس، قال البرنامج الأممي، إن الإمدادات الغذائية الحالية في مطبخ الوجبات الساخنة التابع له بقطاع غزة “يمكن أن تكفي لمدة تقل عن أسبوعين”.
وأشار إلى أن “الوجبة الساخنة الواحدة توفر 25 بالمئة أو أقل من الاحتياجات الغذائية اليومية للشخص”.
وحذّرت غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة في المحافظات الجنوبية من خطر توسّع المجاعة في قطاع غزة، نتيجة استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشهر الثاني على التوالي.
في سياق متصل، انطلقت دعوات شعبية وفصائلية ونقابية امس الأحد لإضراب شامل اليوم الإثنين؛ استجابة لنداءات التضامن العالمي مع قطاع غزة، ورفضاً لحرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، في محافظات الضفة الغربية والقدس.
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أنه لا خَيَار أمام جرائم الاحتلال الإسرائيلي إلا الانتفاض بوجهه وإشعال نقاط التماس كافةً، داعيةً أهالي الضفة الغربية للمشاركة في الإضراب الشامل اليوم الإثنين.
ودعا القيادي عبد الرحمن أهالي الضفة الغربية إلى المشاركة في الإضراب الشامل، والخروج في مسيرات الغضب والنصرة الحاشدة؛ رفضاً لعدوان الاحتلال على قطاع غزة وإسناداً للمقاومة.
وأهاب بأهالي الضفة الغربية كافةً أن يقوموا بدورهم الوطني الحاسم والمهم، خاصة في ظل ما يُمارس بحق قطاع غزة من مجازر مروعة وجرائم وحشية.
وأعلنت حركة فتح، عن الإضراب الشامل في محافظات الضفة الغربية؛ انتصاراً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ورفضاً للعدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة الجماعية التي تُرتكب في القطاع.
ودعت “فتح”، كافة القوى الوطنية والفعاليات الأهلية والمجتمعية إلى جعل يوم غد يوماً لرفع الصوت الفلسطيني في وجه العدوان والظلم والتأكيد على وحدة المصير الفلسطيني.
من جهتها، دعت القوى الوطنية والإسلامية في الضفة والقدس إلى الإضراب الشامل تنديداً بجرائم الاحتلال المتواصلة في غزة.
وطالبت نقابة المحامين الفلسطينيين بالإضراب، وعدم التوجه إلى المحاكم تنديداً باستمرار الإبادة الجماعية في غزة.
وبدورها، دعت نقابة المهندسين بالقدس، إلى الإضراب الشامل وعدم التوجه إلى الأعمال تنديداً بجرائم الاحتلال في غزة.
وفي سياق متصل، أعلن الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين عن إضراب شامل في جميع مدارس الضفة الغربية والقدس والمديريات والوزارة، مع عدم التوجه إلى الدوام،
وأكد الاتحاد أن هذا الإضراب يأتي انتصاراً للفلسطينيين في قطاع غزة ورفضاً واستنكاراً للمجازر التي ترتكب بحقهم وتنديداً بالصمت الدولي.
وأطلق نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي دعوات لإضراب شامل حول العالم، وقال النشطاء إنهم أطلقوا حملة من أجل الضغط باتجاه الإضراب الشامل على مستوى العالم، بهدف الضغط على الحكومات وإجبارها على التحرك بشكل جاد لوقف المجازر الإسرائيلية وجرائم الإبادة المتواصلة منذ أكثر من شهرين.
من جهة ثانية، أعلن رئيس “الوحدة اليهودية” في جهاز المخابرات الإسرائيلية “الشاباك”، المعروف بالحرف “أ”، عن تنحيه المؤقت عن منصبه امس الأحد، إثر انتشار تسجيل صوتي أثار جدلًا واسعًا.
أزمة جديدة تهز الشاباك إثر تسريب صوتي لرئيس “الوحدة اليهودية”، تضمّن تصريحات مثيرة للجدل حول التعامل مع الإرهاب اليهودي، في التسجيل، وصف “أ” المسلحين اليهود المتورّطين في أعمال إرهابية ضد الفلسطينيين بالضفة الغربيّة، بكلمات نابية، وتشير الشبهات إلى أنّ تسريب المقطع الصوتي جرى بواسطة ضابط رفيع في الشرطة الإسرائيلية، متهم بالتواطؤ مع “الإرهاب اليهودي”.
في بيان رسمي، قال “أ”: “لقد أخطأت في التعبير بطريقة تتعارض مع قيم الجهاز وقيمي الشخصية. ومن منطلق مسؤوليتي، قررت التنحي مؤقتًا لحين استكمال التحقيق”.
وفي التسجيل الصوتي حوار بين “أ”، رئيس “الوحدة اليهودية” في “الشاباك”، وقائد وحدة الجرائم الخطيرة في الشرطة الإسرائيلية، أفيشاي معلم، حيث اقترح “أ” وضع المشتبه بهم في زنازين قاسية مع الفئران لإطالة فترة التحقيق.
وقد أثارت تصريحات “أ” غضبًا سياسيًا في “إسرائيل”، حيث دعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى جلسة عاجلة لمناقشة “التجاوزات الخطيرة”، بينما طالب وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير بإقالة “أ” فورًا.
وأكد الشاباك أن التحقيق جارٍ حول التصريحات التي لا تتماشى مع قيم الجهاز، بينما وصف مكتب رئيس الحكومة التسجيلات بأنها “تهديد خطير للديمقراطية”، مشددًا على رفض أي سلوك ينتمي إلى أنظمة مظلمة.
ولاحقًا أصدر ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بيانًا قال فيه إنّه لا يمكن لرونين بار (رئيس جهاز الشاباك) الذي أقالته الحكومة، التحقيق مع رئيس قسم الوحدة اليهودية في “الشاباك”.