أخباركم – أخبارنا
كتب حلمي موسى من غزة يسعد صباحكم وأمل لا يتزعزع بقرب الفرج وزوال الاحتلال.
أخيرًا، عقد اللقاء الطارئ بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن. وقد شغل هذا اللقاء الأوساط السياسية والإعلامية في إسرائيل والعالم، حيث كانت التوقعات تتفاوت بشكل كبير. المنطقي أن من يتبع نهجًا عقلانيًا في قراءة المعطيات سيصل إلى استنتاجات منطقية، لكن هناك عامل غير منطقي وهو شخصية الرئيس الأمريكي ترامب وعلاقته بإسرائيل. لذا، من الضروري قراءة التطورات بحذر شديد.
أولاً، لا بد من الإشارة إلى أن هذا اللقاء جاء في ظل معطيات جديدة، بما في ذلك بدء مفاوضات حول المشروع النووي الإيراني التي أعلن ترامب عن بدئها يوم السبت المقبل. ثانيا، قدمت مصر مقترحًا جديدًا للوساطة بهدف تحقيق اختراق في الجمود القائم في قضية تبادل الأسرى ووقف الحرب في غزة. ثالثًا، فرض ترامب ضرائب على العالم، بما في ذلك إسرائيل، ما يشكل ضغطًا إضافيًا. ورابعًا، الزيارة المرتقبة لترامب إلى السعودية مطلع الشهر المقبل، التي يأمل من خلالها تحقيق إنجازات سياسية هامة لأمريكا، بما في ذلك فتح باب التطبيع مع إسرائيل.
من بديهيات الأمور أن هذه المعطيات تستدعي التوجه نحو تهدئة الأوضاع، وليس زيادة التوترات، ما يعني أن أمريكا ينبغي أن تمارس ضغطًا على إسرائيل لتحقيق هذه التهدئة. لكن شيئًا من هذا لم يتحقق بعد أو لم يظهر بشكل واضح على الأرض حتى الآن. الأخطر من ذلك هو التصريحات التي صدرت عن ترامب ومساعديه قبل وبعد اللقاء، التي تشير إلى العكس.
على سبيل المثال، تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي عن تفهم ترامب لإعدام القوات الإسرائيلية للطواقم الطبية والدفاع المدني في رفح، وهو الحدث الذي هز المجتمع الدولي. ثم هناك تصريحات ترامب المتناقضة بعد لقائه بنتنياهو في البيت الأبيض، خصوصًا حول قرب انتهاء الحرب، ولومه لإسرائيل على انسحابها من غزة، وأكد استمراره في تنفيذ خطته لتهجير أهل غزة وتحويلها إلى “منطقة حرية”.
ومع ذلك، هناك نقطتين لا بد من الالتفات إليهما: الأولى هي حديث ترامب عن صداقته للرئيس التركي أردوغان، وهو ما يثير غضبًا واسعًا في إسرائيل، ويعني في بعض الأحيان عدم الوقوف إلى جانب إسرائيل في مخططاتها ضد الحضور التركي في سوريا. والثانية هي أنه ترك الباب مفتوحًا أمام المقترح المصري للجسر على الخلاف بين ما يقدمه وسطاء مثل ويتكوف وبين المقترحات المصرية.
بالإضافة إلى ذلك، هناك نوع من الصمت فيما يخص الموقف من الضرائب، حيث لم يلتزم ترامب بتخفيض هذه الضرائب، وذهب إلى القول إن إسرائيل تحصل على مساعدة سنوية من الولايات المتحدة بمقدار 4 مليار دولار، وهو مبلغ كبير.
من الواضح أن اللقاء لم يحسم أي توجهات بشكل كامل، أو على الأقل لم تُظهر النتائج الظاهرة بعد هذه النقاشات. ولكن زيارة نتنياهو الطارئة إلى واشنطن تمت بشكل استدعاء عاجل، مما يجعل من المستبعد أن تكون النتيجة الظاهرة هي النتيجة النهائية. الأيام المقبلة قد تحمل مزيدًا من الوضوح حول التوجهات السياسية.
جدير بالذكر أن القمة الثلاثية الفرنسية-المصرية-الأردنية، التي جرت قبل اللقاء بين ترامب ونتنياهو، كانت قد أعربت عن رفضها للتهجير والحصار، ودعت إلى وقف الحرب. في هذا السياق، نقل باراك رافيد في موقع “والا” عن الزعماء الثلاثة أنهم طالبوا “بإنهاء الخطوات الأحادية الجانب التي تقوض فرص تحقيق حل الدولتين”، وطالبوا أيضًا بـ”وقف كل الخطوات التي تضر بفرص الحل”. كما دعوا إلى دعم خطة إعادة إعمار غزة، مشيرين إلى ضرورة أن تكون حكومة “اليوم التالي” في غزة حصريًا تحت سلطة السلطة الفلسطينية.
فيما يتعلق بالرهائن، يذكر رافيد أنه تم الاجتماع مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في واشنطن لمناقشة جهود إطلاق سراح الرهائن ومحاولات الوسطاء تقديم اقتراحات جديدة. المصدر المصري أكد أن القاهرة قدمت اقتراحًا متوازنًا لوقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن.
كما ناقش ترامب مع نتنياهو بعض القضايا التجارية، مؤكدًا دعمه لإسرائيل، لكنه شدد على ضرورة إزالة جميع الحواجز التجارية مع الولايات المتحدة.
خلال المحادثات، أشار ترامب إلى أن هناك الكثير من القضايا التي تحدث في الشرق الأوسط، وأوضح أن المشكلة مع إيران كانت بسبب الأموال الإيرانية التي تم استخدامها لدعم هجمات على إسرائيل، مؤكداً أنه سيكون هناك خطوات إضافية للتعامل مع ذلك.
الخاتمة:
يبدو أن اللقاء بين ترامب ونتنياهو لم يثمر عن نتائج حاسمة، ولكن الأيام القادمة قد توضح المزيد حول التوجهات السياسية الأمريكية والإسرائيلية، وكيف سيتعامل الطرفان مع التحديات الحالية في الشرق الأوسط، خاصة في ظل التصعيد المستمر في غزة والتطورات المتعلقة بالرهائن.