الثلاثاء, أبريل 29, 2025
18.4 C
Beirut

ما هي أبعاد حرب إسرائيل على البيوت الخشبيّة في المنطقة الحدوديّة؟

نشرت في

كتب ابراهيم بيرم لـ “أخباركم – أخبارنا”
منذ سريان اتفاق وقف الاعمال العسكرية في الجنوب قبل نحو اربعة اشهر، نجح الكيان العبري، وفق ما ابلغ الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد الياس فرحات، في ترسيم حدود معادلة نزاعية يومية على طول الجغرافيا المعروفة بالحافة الامامية الجنوبية، وتسييجها بالنار وحمم المسيّرات.
هذه المعادلة تنهض، كما يؤكد العميد فرحات، على الأسس الآتية:

  • التصفيات والاغتيالات اليومية المتتالية لكل من يعتبره هذا الكيان انه يدخل في دائرة الشبهة.
  • الإغارات الجوية بالمسيّرات والطائرات على مدار الساعة على بلدات هذه الحافة، وخراجاتها بما فيها الوديان السحيقة التي يمكن ان تصير يوماً ما مخازن وقواعد عسكرية للمقاومة.
  • تقويض أي نشاط اقتصادي يمكن أن يعود الى هذه البلدات، بما فيها صيد الاسماك في الناقورة والانشطة الزراعية في بقية البلدات الجبلية.
    مما لا شك فيه، ان واقع الحال المرير والشاق هذا صار معروفاً، لكن الجديد اللافت ان منسوب هذه الاعمال قد ارتفع في الآونة الأخيرة، فضلاً عن ان “عائدها ومردودها” قد ازداد عند الاسرائيليين، في حين ظل حزب الله في موقع العاجز عن أي فعل يمثل رداً أو إظهاراً لقوة الردع.
    وحسب تقديرات إحصائية، نجحت اسرائيل الى ما قبل يومين في اغتيال نحو 146 قيادياً محلياً وكادراً عسكرياً من عناصر الحزب، كان آخرهم محمد منصور الذي نعاه الحزب بصفته “مجاهد على طريق القدس”، فيما تحدث الاعلام الاسرائيلي عنه بصفته قائد مدفعية الحزب في المنطقة الحدودية.
    وفرادة المشهد ان اسرائيل ما زالت تقدم ادلة حسية على انها ما زالت “تتحكم تماماً في الميدان الجنوبي” اذ تعلن عن إسم المستهدف بعد “اصطياده” بوقت قصير جداً من عملية الاستهداف، في سعي منها لاظهار تفوقها الامني.
    وفي السياق عينه، تندرج عملية استهداف اسرائيل الدائم للبيوت الخشبية الجاهزة التي تقرر أن تكون الاقامة فيها لمن يرغب، تعويضاً مؤقتاً عن البيوت التي لم تعد صالحة للسكن في بعض بلدات الحافة الامامية، ولا سيما التي تعتاش بشكل رئيسي من الانشطة الزراعية التي تعد من أبرز موارد السكان هناك.
    ويرى العميد فرحات أن هناك من يقلل من اهمية الجهد الميداني الذي تبذله اسرائيل ويؤدي الى تدمير تلك البيوت الخشبية، لكن للأمر عند الكيان الآخر اكثر عمقاً، إذ أن له وجهين:
    الأول، انه يجسد صراع إرادات بين سكان المنطقة الحدودية في صراعهم المزمن مع الاحتلال ومواجهة مخططات اقتلاعهم وتهجيرهم، فهم باقامتهم في تلك البيوت انما يسعون الى الصمود فيها، واعادة بعث الحياة في قراهم المدمرة بنسبة لا تقل، وفق مجلس الجنوب، اي الجهة الرسمية المعنية عن 90 بالمئة.
    والثاني، من المعروف ان هذه البيوت مثلت تعويضاً عن قرار الحظر المنفذ عملياً على اعادة الاعمار مهما كان بسيطاً ومتواضعاً، وتتبناه جهة تطلق على نفسها جمعية “وتعاونوا”، تتكفل بشحن تلك البيوت وتركيبها وتوفير البديل في حال ضربتها المسيّرات الاسرائيلية.
    وحسب معلومات، قدر لإسرائيل أن تدمر في بلدات الناقورة ورامية ويارون نحو 65 بيتاً خشبياً لحد الآن.
    والامر نفسه يسري على عملية إلحاق الضرر الذي تمارسه اسرائيل بالمسيّرات غالباً والقصف احياناً بالمؤسسات التجارية والانشطة الزراعية لحظة تستشعر أنه اعيد للعمل فيها ولو على نحو محدود، كما حصل أخيراً في الطيبة وزبقين.
    واللافت ان الإغارات والاغتيالات تكثفت في الأيام الاخيرة على نحو غير مسبوق، إذ سجلت على سبيل المثال قبيل ثلاث ايام وفي يوم واحد، إغارات اسرائيلية أدت الى سقوط ما لا يقل عن 6 ضحايا بينهم عمال سوريون، وقد توزعت الاهداف على القطاعات الجنوبية الثلاثة.
    والواضح تماماً أن اسرائيل لم تكتف بهذا القدر من الاعمال العدوانية الموصوفة، فهي شنّت في الاسبوع الماضي غارتين على الضاحية الجنوبية وصيدا أدت الاولى الى سقوط أحد أبرز المسؤولين في الحزب عن الملف الفلسطيني، وقتل في الثانية أحد قيادي حركة “حماس”، حيث تبيّن لاحقاً ان كليهما له علاقة بتدبير إرسال الاسلحة والأعتدة العسكرية الى الضفة الغربية المحتلة. هذه الواقعة تعني أن اسرائيل ما زالت تعتبر نفسها في حال حرب مفتوحة ومكشوفة مع لبنان على غرار ما كان قبل اتفاق وقف الاعمال الحربية، فيما الطرف المعادي يبدو مكبلاً في التزماته وعاجزاً عن الرد وفاقداً لقوة الردع.
    ومن هذا كله، تبعث اسرائيل الى من يهمه الأمر برسالة عملانية، فحواها أنها سيدة الموقف في الساحة اللبنانية تحت وطأة انها مستمرة في حربها على لبنان، خدمة لأهداف ومقاصد آنية ومستقبلية أبرزها:
  • تصعيد المطالبة بنزع سلاح الحزب سواء من الداخل أو من الخارج، بما يعني ذلك افساح المجال لاستمرار التصعيد الميداني.
  • إبقاء المنطقة الحدودية حزاماً امنياً لها معدوم الحياة وغير صالح للعيش.
  • إبقاء تلك المنطقة مكشوفة عسكرياً للإسرائيليين، بحيث يمنع التسرّب اليها مجدداً واتخاذها قواعد وبيئات حاضنة.

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

هدوء حذر في جرمانا بعد اشتباكات دامية على خلفية إساءة دينية وتحركات لاحتواء الأزمة

أخباركم - أخبارناهدأت الاشتباكات التي اندلعت في جرمانا على خلفية تسجيل صوتي يسيء للرسول،...

خاص:”أورتاغوس” تؤكد دعمها للرئيس عون والجيش اللبناني وستبلغ الرئيس نيتها لتمديد فترة السماح .. والرئيس بري داعم ومتفهم .. زيارة جيفرز مقدمة لزيارة أورتاغوس...

أخباركم - أخبارنا/ تقرير لبنان الميداني ما زالت اثار وتداعيات الغارة العدوانية الاسرائيلية على الضاحية...

أسود يُحاول فرض سيطرته على جزين مجددًا.. وذكريات الماضي تفضح مخططه

أخباركم - أخبارنا ينشغل الجزينيون بالتحضير للانتخابات البلدية والاختيارية المقررة في الرابع والعشرين من...

رويترز عن مصادر أمنية سورية: ارتفاع حصيلة اشتباكات منطقة جرمانا إلى 12 قتيلاً!

أخباركم - أخبارنا ذكرت وكالة رويترز نقلاً عن مصادر أمنية سورية أن حصيلة الاشتباكات...

More like this

الضربة الجوية الاسرائيلية بلا قيمة عسكرية فما هي مقاصد تل أبيب السياسية من التصعيد؟

كتب ابراهيم بيرم لـ "أخباركم - اخبارنا"كانت الضربة الاسرائيلية الاخيرة على الضاحية الجنوبية الأكثر...

مسارات التطبيع في عنق الزجاجة الأميركي

أخباركم - أخبارنا / كتب د. وفيق ريحان: يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية تعاني منذ...

هياف ياسين ومقاربته للسنطور

هالة نهرا/ أخباركم - أخبارنا بين السنطور الفارسي والسنطور المشرقي العربي وفي العالم صلة...