أخباركم – أخبارنا/ كتب حلمي موسى من غزة
مع مرور أكثر من عام ونصف على الحرب المستمرة في غزة، ومع ارتفاع تكاليفها البشرية والاقتصادية، تتزايد التساؤلات حول نتائج العملية العسكرية “الجرأة والسيف” التي شنها الجيش الإسرائيلي في غزة. على الرغم من التصريحات الأولية التي أشادت بنجاح الهجوم الجوي الافتتاحي، إلا أن الانتقادات بدأت تتزايد داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، مشيرة إلى عدم وجود تقدم حقيقي على الأرض.
تراجع الضغوط على حماس
وفقًا لتقارير من صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، فإن العمليات العسكرية في غزة لم تحقق الأهداف المرجوة، وأصبحت الضغوط على حماس أقل تأثيرًا مما كان متوقعًا. حيث أفاد مراسل الصحيفة أفي أشكنازي أن “الضغط الذي كنا نتوقع أن يحقق نتائج على الأرض لم يحدث، مما أدى إلى صعوبة في تحقيق تقدم في المفاوضات بشأن إطلاق سراح الرهائن”. وعليه، يبدو أن حماس تستغل الوقت لإعادة تأهيل نفسها، مما يعكس تراجع فعالية الضغوط العسكرية على الحركة.
المعارضة الداخلية في الجيش الإسرائيلي
من جهة أخرى، أظهرت الأيام الأخيرة تصاعد المعارضة داخل الجيش الإسرائيلي، حيث بدأ عدد متزايد من جنود الاحتياط في رفض الالتحاق بالخدمة العسكرية. وقد وقع مئات من أفراد القوات الجوية على وثيقة تطالب بوقف الحرب في غزة والإفراج عن الرهائن، مما أضاف ضغطًا إضافيًا على القيادة العسكرية. وقد أشار المراسل السياسي للقناة 12، يارون ابراهام، إلى أن الجيش الإسرائيلي حاول منع نشر الوثيقة، مما يثير تساؤلات حول الوضع الداخلي في المؤسسة العسكرية.
ضغوط شعبية وصراعات على القيادة العسكرية
في الوقت الذي تشهد فيه العمليات العسكرية فشلاً ملحوظًا في تحقيق الأهداف، تتزايد الانتقادات حول طريقة تنفيذ العملية، حيث أشار أحد المصادر الأمنية إلى أن “الخطوة الافتتاحية لسلاح الجو كانت ممتازة، لكن لم يكن هناك خطوات تكميلية فعالة، ما أدى إلى فقدان القدرة على الضغط على حماس”. هذه الانتقادات تترافق مع تزايد الرفض لخدمة الاحتياط، خاصة من قبل الطيارين الذين شاركوا في العملية العسكرية.
وقد أثارت هذه الوثيقة الاحتجاجية مخاوف في الجيش الإسرائيلي بشأن الانقسامات الداخلية والتأثيرات على سير العمليات العسكرية. ويُظهر تصاعد هذه المعارضة أن الجيش الإسرائيلي يواجه تحديات كبيرة على عدة مستويات، سواء على الصعيد العسكري أو في التعامل مع الاحتجاجات الداخلية من جنود الاحتياط.
المواقف الإسرائيلية الرسمية
في سياق متصل، صرح مسؤولون إسرائيليون أن الجيش يتبع سياسة صارمة تجاه رفض الخدمة الاحتياطية، وأنه يتم إجراء محادثات مع قادة القوات الجوية لحل الأزمة. كما التقى قائد سلاح الجو الإسرائيلي مع قادة سابقين للبحث في تداعيات هذه الاحتجاجات على الأمن الوطني.
إن الوضع العسكري والسياسي في غزة يتجه نحو طريق مسدود بالنسبة لإسرائيل. ورغم التغيرات في القيادة العسكرية والتصعيد في العمليات العسكرية، فإن الضغوط على حماس لم تحقق تقدمًا ملموسًا. وفي الوقت نفسه، تظهر المعارضة الداخلية في الجيش الإسرائيلي، خاصة من جنود الاحتياط، كأحد التحديات الرئيسية التي تواجه الجيش في هذه المرحلة. يضاف إلى ذلك، أن المفاوضات بشأن الإفراج عن الرهائن وتبادل الأسرى لم تحقق أي تقدم يذكر، مما يزيد من تعقيد الوضع السياسي والعسكري في المنطقة.