أخباركم – أخبارنا/ كتب حلمي موسى من غزة
مر عام ونصف من الحرب المستمرة، والتي لم تحقق إسرائيل خلالها أي من أهدافها المعلنة، بل إنها باتت تظهر الوجه الحقيقي لطبيعتها الاجرامية. وما كان يعتبر دعمًا دوليًا لها في الماضي، أصبح الآن في انحسار كبير، خاصة في الولايات المتحدة، حيث تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة تراجعًا في الدعم الشعبي لإسرائيل. باتت إسرائيل في نظر الكثيرين في أميركا بعيدًا عن الصورة التي كانت تحملها كدولة تدافع عن نفسها ضد هجمات “الذئاب العربية”، وأصبحت تُعتبر “غولًا” يتطلب وقفه من قبل المجتمع الدولي.
مستجدات زيارة ترامب ونتنياهو
وفي سياق زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، لا يبدو أن اللقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد حقق أهدافًا كبيرة. فقد جاء اللقاء في وقت حساس للغاية، مع استمرار الحرب في غزة وضغط أميركي متزايد لإنهاء النزاع وفتح قنوات للتسوية، خاصة في ظل التوجه الأميركي نحو إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة، بما في ذلك ملف السلام مع السعودية. ومع ذلك، أظهر نتنياهو شعورًا بالتذلل إثر لقائه، خاصة بعدما أشار ترامب إلى أنه منح إسرائيل فترة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع لإنهاء الحرب وتبادل الأسرى.
مواقف ترامب من الحرب ومفاوضات الأسرى
أكد ترامب أن قضية الأسرى كانت على رأس جدول أعمال الاجتماع، وأوضح أنه منح نتنياهو فرصة أخيرة لتحقيق تقدم في هذا الملف. وأشار ترامب إلى أنه يتطلع إلى إنهاء الحرب بسرعة، في إطار خطة شاملة تشمل التطبيع مع السعودية، وهو أمر قد ينعكس على مجريات الأحداث في الشرق الأوسط في الأشهر القادمة.
التراجع في الدعم الشعبي الأميركي لإسرائيل
وفقا لاستطلاع رأي أجراه مركز بيو، أظهرت النتائج تراجعًا حادًا في الدعم الشعبي الأميركي لإسرائيل. فقد أظهر الاستطلاع أن 53% من الأميركيين لديهم آراء سلبية تجاه إسرائيل، مقارنة بـ 42% فقط في مارس 2022. كما أظهر الاستطلاع تراجعًا كبيرًا في الثقة في رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث أعرب 32% فقط من الأميركيين عن ثقتهم فيه. بالإضافة إلى ذلك، لوحظ تزايد الانقسامات داخل المجتمع الأميركي بشأن مواقف الحكومة الأميركية تجاه الحرب، مع دعوات من بعض القوى الديمقراطية لتغيير السياسة والتركيز أكثر على حقوق الإنسان.
مواقف الحزبين الأميركيين من إسرائيل
أظهرت النتائج أيضًا أن هناك فجوة واضحة بين الجمهوريين والديمقراطيين في ما يتعلق بالدعم لإسرائيل. في حين أن معظم الجمهوريين ما زالوا يدعمون إسرائيل، فإن الديمقراطيين يعربون عن قلق متزايد بشأن استمرار الدعم الأميركي لها، ويشددون على ضرورة تغيير السياسة لتكون أكثر انحيازًا لحقوق الإنسان.
التوجهات المستقبلية:
يشير الاستطلاع إلى أن تراجع الدعم الشعبي لإسرائيل قد يكون اتجاهًا مستمرًا بسبب تطور الأحداث في غزة وتداعياتها على السياسة الأميركية. ومع استمرار التصعيد في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يبدو أن مواقف الأميركيين ستتغير بمرور الوقت، مع استمرار تداخل السياسة الأميركية مع الأحداث في الشرق الأوسط وتأثيراتها على الرأي العام.
السؤال الآن، هل سيستمر تراجع الدعم الأميركي لإسرائيل أم أنه مجرد ظاهرة مؤقتة؟ وهل ستؤثر التطورات السياسية والاجتماعية في المنطقة على السياسة الأميركية في المستقبل؟