أخباركم – أخبارنا/ د. وفيق ريحان
في الوقت الراهن، تواجه الدولة اللبنانية تحديات جسيمة على كافة الأصعدة: العسكرية، الاقتصادية، الاجتماعية والسياسية. وبسبب التدهور المستمر في الأوضاع الداخلية، والأزمة الاقتصادية العميقة، أصبحت الدولة غير قادرة على مواجهة العدو الإسرائيلي عسكريًا بقدراتها الذاتية المحدودة، خاصة في ظل الوضع المتدهور في لبنان. ورغم ذلك، فإن التفاوض المستمر مع العدو الإسرائيلي يبقى خيارًا رئيسيًا عبر الوسطاء الدوليين، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية.
في إطار هذه المفاوضات، تبرز مطالب لبنان المتعددة؛ أهمها استرداد الأسرى، تثبيت الحدود وفقًا للاتفاقيات والقرارات الدولية، وإنسحاب القوات الإسرائيلية من المواقع الخمسة التي احتلتها مؤخرًا. وقد تم التأكيد على عدم اللجوء إلى القوة العسكرية كخيار، خاصة وأن الدولة لا تمتلك هذه القدرة، بل تبذل جهداً لتجنب المواجهة العسكرية وحماية المدنيين. وهذا يتطلب الحفاظ على الحوار والمفاوضات دون اللجوء إلى العنف.
من جهة أخرى، يُطرح سلاح المقاومة كعائق رئيسي في سياق التفاوض مع إسرائيل. فبينما تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى نزع سلاح حزب الله في أقرب فرصة، يُظهر حزب الله مواقف متباينة تجاه هذه الضغوط. إذ أن الحكومة اللبنانية تسعى إلى تقليص فترة المفاوضات حول السلاح، بينما يُصرّ حزب الله على الحفاظ على قدراته الدفاعية باعتبارها جزءًا من استراتيجيته الأمنية لحماية لبنان.
وقد تجددت معركة التأثير في هذا المجال في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي ضد حزب الله والمقاومة اللبنانية. حيث تعود هذه المواجهات لتزداد تعقيدًا مع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، من عمليات استهداف لمناطق حزب الله وتدمير منشآته.
وفيما يخص الوضع الاقتصادي، تواصل الأزمة المالية والتجارية ضرب الاستقرار الداخلي، مما يزيد من حدة الصراع الداخلي في لبنان. ولا يمكن للفئات السياسية المهيمنة الاستمرار في تأجيل هذه القضايا الهامة دون تأثيرات سلبية على استقرار لبنان.
ومع تصعيد الضغوط الاقتصادية والانتقادات من القوى الغربية، لا يملك لبنان إلا خيار المضي في المفاوضات الشاقة لاستعادة السيادة على أراضيه، رغم التحديات السياسية الداخلية والتداخلات الإقليمية.
ختامًا:
إن وضع لبنان في الوقت الحالي يتطلب اتخاذ قرارات حاسمة تتراوح بين التفاوض المستمر مع إسرائيل بشأن الأمن والحدود، وبين الحفاظ على التوازنات الداخلية مع القوى السياسية اللبنانية، وعلى رأسها حزب الله، الذي يبقى اللاعب الأساسي في هذه المعادلة.