تقرير لبنان الميداني
يبدو ان وقائع جديدة حول تسليم حزب الله سلاحه في جنوب لبنان، وشروط جديدة وضغوط يقوم بها الجيش اللبناني، جعلت الحزب يرضخ بعد عناد ويكشف عن معسكرات أسلحة وصواريخ ضخمة.
ويأتي هذا التحرك على الأرض، تزامنا مع مساعي رئيس الجمهورية جوزاف عون لحوار مع الحزب حول تسليم سلاحه، وفي حين أصدر الأخير توضيحا بشأن ما يثار، فالدولة اللبنانية عازمة على نزع السلاح وتطبيق خطاب القسم والبيان الوزاري.
فحزب الله أمام نسخة جديدة لا تشبه سابقاتها وهو مرغم على ولادة جديدة، فالجيش اللبناني بالتعاون مع اليونيفيل أصبح على وشك الإنتهاء من تفكيك كامل البنية العسكرية لحزب الله جنوب الليطاني.
وكشفت مصادر من الجنوب أن بعض المنشآت على ضفاف مجرى الليطاني خصوصا لناحية يحمر الشقيف كادت أن تفجر العلاقة بين الجيش اللبناني وحزب الله مطلع الأسبوع الفائت بعد إصرار الجيش الدخول إليها وإعتراض حزب الله باعتبار النفق يقع شمال الليطاني وليس جنوبه، وان معالجة هذه المواقع مرتبط بالحوار الثنائي الذي تحدث عنه رئيس الجمهورية.
من جهة ثانية، أشارت العلاقات الإعلامية في حزب الله في بيان، الى ان “بعض وسائل الإعلام تتناول في الآونة الأخيرة وبشكل لافت جدًا، أخبارًا ومعلومات منسوبة إلى مصادر في حزب الله أو إلى مسؤولين فيه، إنّ تلك الادعاءات هي عارية عن الصحة جملة وتفصيلًا.
تؤكد العلاقات الإعلامية مجددًا، ما بات معلومًا، أنه لا يوجد مصادر في حزب الله، وأنّ مواقف حزب الله تصدر حصرًا عبر البيانات الرسمية الصادرة عن العلاقات الإعلامية في حزب الله أو عبر تصريحات مسؤوليه في المواقع الرسمية والحزبية.
في المقابل، قال مندوب إسرائيل في مجلس الأمن عن العمليات في سوريا، اليوم الخميس، ان قوة إسرائيلية خاصة نفذت عملية برية في وسط سوريا”، موضحا أن “العملية البرية في وسط سوريا فككت مصنعا للصواريخ بنته إيران”، مشيرا إلى ان “المصنع الإيراني الذي تم تفكيكه في سوريا أنتج قذائف استخدمت ضد إسرائيل وكان يستخدمه حزب الله”.
وأكد أن “الجيش الإسرائيلي صادر ودمر في سوريا قرابة 3300 قطعة سلاح لحزب الله”.
ميدانيا، استهدفت ٣ غارات إسرائيلية شنتها مسيرة بعد ظهر اليوم، حفارة في عيتا الشعب.
وبعد قصف ثلاث منازل بالأمس في بلدة ياطر، قضاء صور، أفادت معلومات بأن الجيش الاسرائيلي طلب عبر لجنة الاشراف التزام الجيش واليونيفيل مراكزهم في عيتا الشعب وهو ما فُهم كتمهيدٍ لاعتداء ممكنٍ من قبله كما حصل يوم أمس في ياطر قبل قصفها وابلغ الأهالي لتوخي الحذر.
قوات “االيونيفل” أبلغت بدورها المعنيين في بلدة عيتا الشعب بتهديد إسرائيلي بضرب هدف في البلدة من دون تحديده، وقد تم إبلاغ المتواجدين فيها لأخذ الحيطة والحذر.
تزامناً، وردت رسائل نصية واتّصالات تبيّن أنّ مصدرها أفريقيا، إلى سكان منطقة السموقة في بلدة جبشيت لجهة بلدة عبا، في قضاء النبطية، تُنذر السكان بإخلاء منازلهم.
وجاء في التهديد: “إلى المتواجدي في حي السموقة، حزب الله يستعمل بيوتكم لتخزين الذخيرة والصواريخ، لسلامتكم يُرجى الإخلاء فوراً… آخر إنذار”.
وعلى الرغم من الشكوك حول صحة التهديد، إلّا أنّ هذه الرسائل تسبّبت بحالات هلع بين السكان.
وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، استهدفت القوات الإسرائيلية المتمركزة في قرية الغجر سيارة عند أطراف الوزاني بالرصاص من دون وقوع إصابات.
وقرابة الخامسة والنصف من عصر اليوم، أغارت مسيّرة اسرائيلية على حفارة ثانية في عيتا الشعب.
في المقابل، قال الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تينتي في بيان “إن التقارير التي تحدثت عن قيام قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل بابلاغ الجيش اللبناني والطلب إلى الأهالي في عيتا الشعب وقرى أخرى في جنوب لبنان بإخلاء منازلهم غير صحيحة ولا أساس لها من الصحة”.
واضاف تينتي: “هذا وتواصل اليونيفيل العمل دعما للقوات المسلحة اللبنانية أثناء إعادة انتشارها في جميع أنحاء جنوب لبنان”.