الافتتاحية | أخباركم – أخبارنا/ تقرير لبنان السياسي

من جديد، يعود ملف انفجار مرفأ بيروت إلى صدارة المشهد اللبناني، لكن هذه المرة من زاوية أكثر حساسية وإثارة: اتهامات مباشرة لحزب الله بالضلوع أو التستر على حقيقة ما جرى في 4 آب 2020. وبعد أكثر من أربع سنوات على الكارثة، التي هزّت العاصمة وأودت بحياة أكثر من 220 شخصاً، تتكشّف تدريجياً خيوط تُشير إلى أن الحصانة السياسية والعسكرية هي الحاجز الأكبر أمام الوصول إلى الحقيقة، وتحديداً في ظل تصاعد الشبهات حول علاقة محتملة لحزب الله بشحنة نيترات الأمونيوم أو طريقة إدارتها داخل المرفأ.

القاضي البيطار يعود… والتهمة تقترب من “المقدّس”:

مع عودة القاضي طارق البيطار إلى استكمال تحقيقاته، إثر اجتهاد قانوني منحه حق الاستئناف بعد أكثر من عام على تعطيله، برزت توجهات قضائية جديدة تدفع نحو فتح خطوط التحقيق في اتجاهات سياسية وأمنية كانت حتى الأمس القريب “محظورة”.

ضمن هذه الاتجاهات، بدأت تتوالى تقارير وتسريبات من داخل الأروقة القضائية والصحفية، تشير إلى أن البيطار يملك معطيات جدية حول احتمال وجود تورط غير مباشر أو علم مسبق لدى حزب الله بوجود نيترات الأمونيوم في المرفأ، أو على الأقل في جزء من عمليات التغطية التي منعت الكشف المبكر عن هذه المواد.
وقد عززت هذه الفرضية مواقف حزب الله نفسه، الذي شنّ حملة شرسة على القاضي البيطار واتهمه بـ”الاستنسابية والتسييس”، كما هدّده الأمين العام للحزب حسن نصرالله في أكثر من خطاب، مطالباً بإقالته.

خلفية الاتهامات:

رغم أن التحقيقات الرسمية لم تصدر اتهاماً مباشراً ضد حزب الله، إلا أن سياق الأحداث والقرائن غير المعلنة تشي بعكس ذلك. فقد سبق وأفادت مصادر دولية وتقارير إعلامية بأن شحنة نيترات الأمونيوم التي دخلت إلى مرفأ بيروت عام 2013، تم تفريغها في ظروف غامضة دون أن تُرحَّل أو تُتلف، وسط صمت مريب من الأجهزة الأمنية والجمركية.
الأخطر من ذلك، أن العنبر رقم 12 الذي وُضعت فيه الشحنة كان خارج الرقابة الرسمية الكاملة، وسط تساؤلات عن سيطرة موازية تمارسها جهات نافذة، بينها حزب الله الذي يُعرف بتوغله في المرفأ والمطار ومواقع أمنية أخرى.

حزب الله بين الاتهام والتهديد:

حزب الله ينفي أي علاقة له بالانفجار، ويصرّ على وصف التحقيق بأنه “مسيّس ويستهدف المقاومة”. لكنه في الوقت نفسه، رفض المثول أمام القاضي البيطار، وعمد إلى حماية شخصيات متحالفة معه عبر دعوات الرد والمخاصمة. هذه الاستراتيجية زادت من الريبة لدى عائلات الضحايا والرأي العام اللبناني، الذي بات يرى في سلاح الحزب أحد العوائق الأساسية أمام كشف الحقيقة.

مرفأ بيروت مرآة السيادة:

في المحصلة، فإن عودة مرفأ بيروت إلى الواجهة ليس مجرد ملف قضائي، بل اختبار سياسي وأخلاقي للبنان كدولة. فإذا كان السلاح فوق القانون، وإذا كانت الحقيقة تُطوى خوفاً من التصادم مع “المقدّسات”، فإن العدالة لن تُولد، والسيادة ستظل حلمًا مؤجلاً.

فهل تتحرّك الدولة لتثبيت استقلال قضائها؟ أم أن جريمة 4 آب ستبقى شاهدة على انهيار نظام لا يحاسب أحدًا؟
الأيام المقبلة ستُظهر إن كان ملف المرفأ سيُفتح فعلاً… أم سيُغلق بقفل السلاح.

جواب السلاح من قصر بعبدا

مهما تكابر الحزب وهدد ووعد فما قبل حرب الاسناد ليس كما بعدها…فمن قصر بعبدا … جاء الجواب في مسألة سلاح حزب الله وموقفه ومصيره وموعد تسليمه.
فعلى ذمة نائب كتلة الاعتدال سجيع عطية قال الرئيس جوزاف عون ان “الحزب ابدى الكثير من الليونة والمرونة في مسألة التعاون وفق خطة زمنية معينة، وهو متفائل بأن الإيجابية لدى الحزب يجب مقابلتها بإيجابية ايضاً وبتفهم للواقع الجديد الذي يعيشه البلد”.
وايجابية رئيس الجمهورية قابلها بيان من الحزب نفسه دعا الى عدم الاخذ باي معلومات تصدر في بعض الاعلام منسوبة الى مصادره او الى مسؤولين فيه، لأنها عارية عن الصحة، ليس بيان الحزب جديدا في ما خص عدم وجود مصادر فيه الا انه يتخذ اهميته من كونه صدر عقب ما نقلته “رويترز” عن لسان مسؤول كبير في “الحزب” امس الاول مفاده “أن الجماعة مستعدة لمناقشة مستقبل سلاحها مع الرئيس عون إذا انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان وتوقفت عن ضرباتها”، وما ناقضه في اليوم التالي عضو المجلس السياسي غالب أبو زينب، عن أن الحوار المزمع عقده ليس لتسليم السلاح أو عدم تسليمه، الحوار حول المسار، وأن “لا نزع للسلاح ولا تسليم له ولا تدوير”.
ومن جهة ثانية، قال عون ان الانتخابات البلدية ستجري في مواعيدها، مشيداً بالتعاون المطلق مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام “والتناغم والتفاعل الكبير في موضوع التعيينات والقوانين والمراسيم التي ستصدر في اطار من الشراكة التي لم نشهد لها مثيلا في السابق”. وكشف ان “الحكومة أنجزت في خلال ستة أسابيع الكثير من الملفات”، معبّراً عن تفاؤل كبير بحل عدد من المسائل السياسية والاقتصادية. كلام الرئيس عون نقله عنه النائب سجيع عطية الذي زار قصر بعبدا قبل الظهر والتقى رئيس الجمهورية مع وفد “كتلة الاعتدال الوطني”.

من جهتها، أشارت العلاقات الإعلامية في حزب الله في بيان، الى ان “بعض وسائل الإعلام تناول في الآونة الأخيرة وبشكل لافت جدًا، أخبارًا ومعلومات منسوبة إلى مصادر في حزب الله أو إلى مسؤولين فيه، إنّ تلك الادعاءات هي عارية عن الصحة جملة وتفصيلًا. تؤكد العلاقات الإعلامية مجددًا، ما بات معلومًا، أنه لا يوجد مصادر في حزب الله، وأنّ مواقف حزب الله تصدر حصرًا عبر البيانات الرسمية الصادرة عن العلاقات الإعلامية في حزب الله أو عبر تصريحات مسؤوليه في المواقع الرسمية والحزبية. تدعو العلاقات الإعلامية وسائل الإعلام إلى توخي أقصى درجات الدقة والموضوعية، والامتناع عن نشر أو تبنّي ما لم يصدر عن الجهات المعنية بشكل رسمي، وتؤكد استعدادها لتقديم كل الإيضاحات والاستفسارات لتعزيز المهنية والمصداقية وتجنّبًا للوقوع في مغالطات من شأنها تضليل الرأي العام”.

فضل الله

بدوره، اعتبر عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله من مجلس النواب ان “الحكومة هي المسؤولة عن القيام بأي جهد رسمي لوقف الاعتداءات الاسرائيلية وعليها التزام ما جاء في بيانها الوزاري”، واعتبر ان هناك “بندًا أساسيًا يجب أن يكون على جدول أعمال الحكومة وهو وقف استباحة لبنان وهذه هي الأولوية الوطنية”، ورأى أن “المواطنين يعانون الاعتداءات الإسرائيلية ويطالبون الدولة بالقيام بدورها الفعلي”. وأشار الى ان “النقاش الجدي يجب أن يركز على الحقائق المرتبطة بالاعتداءات الاسرائيلية وكيفية مواجهتها ضمن استراتيجية وطنية وحوار بين الحرصاء على هذه الوطنية”، لافتا الى ان “الجيش الإسرائيلي ارتكب جرائم حرب ضد مدنيين عزّل على مرأى لجنة مراقبة وقف النار والأمم المتحدة والدولة اللبنانية”. ونفى”الادعاءات حول تهريب السلاح عبر مرفأ بيروت داعياً القضاء المختص إلى اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة بحق مروجي هذه الاكاذيب”. ورأى ان “هناك من يعمل على ضرب الأسس التي يقوم عليها لبنان كبلد للتنوع والشراكة ولا يتوانى عن استهداف وحدة مؤسسات الدولة”.

رجي

في غضون ذلك، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد البخاري وبحث معه التطورات في لبنان والمنطقة.
ونقل السفير البخاري دعم المملكة الكامل لمسيرة الاصلاح في لبنان، التي يقودها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام والحكومة.
من جهته، أكد الوزير رجّي التزام الحكومة اللبنانية بكامل أعضائها بتنفيذ الاصلاحات الاقتصادية والمالية والادارية المطلوبة، وحصر السلاح بيد الدولة، لوضع لبنان على سكة التعافي والنهوض. وعبّر رجّي عن امتنانه لدعم المملكة وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء سمو الأمير محمد بن سلمان، للبنان وشعبه. وأكد رجّي أن عودة العلاقات بين البلدين الى سابق عهدها وضَع لبنان مجدداً في مكانه الطبيعي بين أشقائه العرب.
ايضا، استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى البخاري الذي هنأه بعيد الفطر وتباحث معه في الشؤون اللبنانية، وأفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى بان” السفير البخاري اكد خلال اللقاء ان المملكة العربية السعودية حريصة ان يكون لبنان آمنا ومستقرا وموحدا تحت سقف الدولة ومؤسساتها الشرعية انطلاقا من اتفاق الطائف”، وشدد على ان “قوة لبنان في وحدته الوطنية وتعاونه مع أشقائه العرب وأصدقائه”.

دريان

من جهته اعتبر المفتي دريان ان “لبنان يعيش مرحلة جديدة في التعاطي البناء الداخلي والخارجي بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وينبغي ان تعزز في التعاون والتضامن وتبادل الثقة لكي ينهض لبنان من أزماته المتراكمة” وقال: “المملكة العربية السعودية هي في طليعة الدول التي تساند لبنان وشعبه في شتى المجالات، والمملكة هي صمام أمان للدول العربية كافة من دون استثناء ومنها لبنان”.
على صعيد آخر، عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة المستجدات السياسية والميدانية وإستحقاق الإنتخابات البلدية والإختيارية وشؤوناً تشريعية خلال لقائه رئيس لجنة الدفاع والداخلية والبلديات النيابية النائب جهاد الصمد الذي قال بعد اللقاء: الموضوع المحلي هو موضوع الساعة، أي الإنتخابات البلدية والإختيارية وموضوع إنتخابات بلدية بيروت تحديداً، وكما عودنا دولة الرئيس وحرصه الدائم على أن يكون المجلس البلدي في بيروت مجلس مناصفة بين المسلمين والمسيحيين وهو هاجس عنده وعند كل الوطنيين الغيارى، لأن العاصمة هي واجهة لبنان ويجب ان تحظى دائماً بتمثيل يرضي الجميع ويحقق المطلوب من هذا الشيء. وأضاف: أكدنا وشددنا على إجراء الانتخابات البلدية، لأن البعض بدأ يشكك بتأجيلها وهذا شيء غير مطروح وغير واقعي وسبق أن قال دولة الرئيس انه في الجنوب سوف نجري الانتخابات لو على التراب وهذه رسالة للقاصي وللداني بأن اللبناني متمسك بأرضه وخاصة أبناء الجنوب المقاوميين الشرفاء الذين لم يفرطوا يوماً بأرضهم.