أخباركم – أخبارنا / تقرير فلسطين الميداني
“كسرنا العظم بأيدينا”… هذا ما رواه الممرض الفلسطيني مصطفى أبو الكاس، ابن حي الشجاعية، تفاصيل المشهد الذي لا يغيب عن الذاكرة، لحظة ارتكاب المجزرة في حي الهواشي شرق مدينة غزة، حين اضطرّ إلى اتخاذ القرار الأشد قسوة في حياته، بتر ساق جاره مؤمن أبو عمشة تحت الأنقاض، لإنقاذه من موتٍ كان يزحف إليه بثقل الخراب.
وارتكب الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، مجزرة مروّعة شرقي مدينة غزة، عقب استهداف مربع سكني مكتظ في حي الشجاعية، ما أسفر عن ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين، معظمهم من النساء والأطفال.
وقالت مصادر طبية إن الإصابات التي وصلت إلى المستشفيات تراوحت بين حالات بترٍ كاملة، وحروقٍ شديدة، وتشوهاتٍ جسدية صادمة، في وقتٍ عجزت فيه الطواقم الطبية عن التعامل مع حجم الكارثة.
ويُكمل “أبو الكاس” وصوته يتقطّع من فرط ما رأى: “كنت نازحًا عن الحي، لكن قلبي ظلّ معلقًا هناك، في ذلك اليوم عدت لأطمئن على الجيران، كنت أُحادثهم حين دوى الانفجار، هرعت نحو حي الهواشي كمن يركض في حلمٍ كابوسي، فوجدت الحي كومة رماد، أجساد ممدة، أنين في كل زاوية، وصراخ الأمهات يشقّ الحجر.”
لم يكن الدمار وحده ما أصابه بالذهول، بل المشهد الذي بدا كأن القيامة قد قامت، يقول: “الشارع انفجر، النوافذ تفحّمت وطارت، الأطفال تحوّلوا إلى أجساد هشة تحت الركام، والدم يخطّ الأرصفة كأنه يروي حكاية الذبح، وجدت ابنة عمي تحت الردم، وعمي بجوارها، بلا نبض، كل بيت من بيوت الشارع فقد روحًا أو أكثر.”
ويتابع: “بأدوات لا تليق حتى بذبح دجاجة، بدأ مصطفى عملية البتر، كل ضربة مشرط كانت كأنها تنحر قلبه، لا لحم مؤمن، كان يمسك عنقي كمن يبحث عن نجاة، لم يصرخ، لم يشتم. فقط نظر إليّ بعينين ترجواني: خلّصني.”
حين وصلوا إلى العظم، لم تكن هناك منشار جراحي، ولا غرفة عمليات، ولا أي أداة طبية، مصطفى، الممرض، ورجل الدفاع المدني، كانا يملكان فقط أيديهما المرتجفة وقلبيهما المثقلين، أمسكا بالساق المكسورة، وتحت ضغط الوقت وصرخات مؤمن الموجوعة، كسرا العظم بأيديهما، دم كثير تدفق، وألم لا يُحتمل انفجر في وجه كل لحظة”….وختم: “نُقل مؤمن إلى العناية المركزة، وكان رأسه مصابًا، ما زال يُصارع من أجل الحياة، لكنني كنت أعلم أنني حملت معه شيئًا من الألم، شيئًا لن أتمكن من نسيانه أبدًا.”.. انها الحرب…
ميدانيا، أعلن الجيش الإسرائيلي، امس الخميس اغتيال قائد كتيبة الشجاعية في حركة حماس اثر غارة جوية استهدفت الأربعاء، غارة “مجمع قيادة وسيطرة” في مدينة غزة.
وادعى الجيش أن عددا من عناصر حماس تواجدوا داخل المجمع، وكانوا “ضالعين في التخطيط لهجمات ضد قوات الجيش ومواطنين إسرائيليين”.
وبحسب البيان، فإن الغارة أسفرت عن مقتل هيثم رزق عبد الكريم الشيخ خليل، الذي يُعرّف في البيان بأنه قائد كتيبة الشجاعية في حركة حماس.
وادعى الجيش أن الشيخ خليل كان من بين من “شاركوا وأشرفوا على عملية اقتحام الحدود في هجوم ناحال عوز في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر”، كما اتهمه بـ”تنفيذ عمليات زرع عبوات ناسفة وتفخيخ مناطق القتال” خلال الحرب المستمرة.
وبحسب بيان جيش الاحتلال، فإن الشيخ خليل عُيّن قائدا للكتيبة بعد مقتل قائديها السابقين جميل وادية ووسام فرحات.
وفي بيانه، جدّد الجيش اتهامه لحركة حماس بـ”استخدام المباني المدنية والسكان دروعًا بشرية”، معتبرا أن ذلك “يشكل خرقا للقانون الدولي”.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الــ74 على التوالي، ولليوم الـــ61 على مخيم نور شمس، وسط تعزيزات عسكرية وتصعيد ميداني وتفجير لمنازل.
وقالت اللجنة الإعلامية في طولكرم حول العدوان الإسرائيلي ان قوات الاحتلال فجّرت صباح اليوم منزل الأسير محمد جودت قاسم شحرور في طولكرم، كما هدمت منزل إبراهيم محمود دروبي في قرية شوفة دون إنذار.
وافادت اللجنة انأكثر من 4000 عائلة نزحوا من المخيّمين. ولفتت اللجنة الى ان تعزيزات عسكرية مكثفة تابعة لقوات الاحتلال في طولكرم مع نصب حواجز طيارة في مناطق مختلفة.
كما قامت قوات الاحتلال بتفريغ شاحنة محملة بالخنازير في منطقة اكتابا لتهديد سلامة الأهالي.
وقالت اللجنة ان 13 شهيدا ارتقوا خلال العدوان بينهم طفل وامرأتان كما اعتقلت قوات الاحتلال عشرات المواطنين.
كما قام جيش الاحتلال بتدمير 396 منزلًا كليًا و2573 منزلًا جزئيًا في المخيّمين، وإغلاق عدة شوارع بالمخيّمين بالسواتر الترابية.
من جهة ثانية، استشهد 21 مواطن فلسطيني واصيب العشرات في سلسلة من الغارات الجوية الاسرائيلية على قطاع غزة اليوم الخميس.
واستشهد مواطنان بينهما طفلة في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة أبو دقة في منطقة الشحايدة شمالي بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة
وكان خمسة مواطنين ارتقوا في هجمات اسرائيلية على رفح وخان يونس جنوب القطاع منذ الفجر.
كما ارتقى ستة شهداء ومصابون بقصف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة أبو العون في منطقة إجديدة بحي الشجاعية شرقي المدينة.
واستشهد طفلين من عائلة حسنين اثر استهدافهم من قبل طائرة مسيرة شرق منطقة الشعف بحي الشجاعية شرقي المدينة.
وأوضح التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة انه وصل مشافي قطاع غزة ٤٠ شهيد، و ١٤٦ إصابة خلال ٢٤ ساعة الماضية.
وبلغت حصيلة الشهداء والاصابات منذ ١٨ مارس ٢٠٢٥ بلغت (١٥٢٢ شهيد، ٣٨٣٤ اصابة).
وارتفعت حصيلة العدوان الاسرائيلي الى ٥٠٨٨٦ شهيد و ١١٥٨٧٥ اصابة منذ السابع من اكتوبر للعام ٢٠٢٣م..