السبت, أبريل 19, 2025
20.4 C
Beirut

بين الحوار والتصعيد: مفاوضات أميركا وإيران في اختبار التوازن

نشرت في


أخباركم – أخبارنا/ ✍️ عايدة الأحمدية

في أجواء مشحونة بالتوتر والترقّب، تُفتح اليوم أبواب مفاوضات حساسة بين خصمين تاريخيين: الولايات المتحدة وإيران. لكن خلف ستار الدبلوماسية، تدور معركة صامتة، لا تخلو من احتمالات الانفجار في أي لحظة.

إلى سلطنة عمان، وصل المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، لبدء مفاوضات تقول واشنطن إنها مباشرة، وتصر طهران على أنها غير مباشرة وفقاً للاتفاق المسبق. وبحسب مراقبين، ستبدأ المفاوضات بشكل غير مباشر، لتتحول إلى مباشرة بعد تثبيت القواعد الأولية.

أبرز هذه القواعد، من وجهة نظر إيران، هو حصر التفاوض بالملف النووي دون التطرق إلى البرنامج الصاروخي أو الدور الإقليمي. كما تؤكد طهران أنها لا تفاوض على تفكيك برنامجها النووي أو وقف تخصيب اليورانيوم، بل على ضمانات دولية تؤكد الطابع السلمي للبرنامج وتطمئن الأطراف المتخوّفة من تحوّله إلى برنامج عسكري.

ليست هذه الجولة من المحادثات محطة تقليدية في مسار طويل من الأخذ والرد، بل تبدو فصلاً حاسمًا في لعبة إعادة ترتيب موازين القوى في الشرق الأوسط. واشنطن، المسلّحة بتحالفاتها العسكرية وقاذفاتها الاستراتيجية، تلوّح بسياسة الضغط الأقصى. في المقابل، تُشهر طهران أوراقها من التهديد بإغلاق مضيق هرمز، إلى تعزيز تحالفها مع موسكو، مرورًا باستخدام أدواتها الإقليمية كورقة ضغط استراتيجية.

ورغم اتساع الفجوة في المواقف، يُطرح خيار الاتفاق المؤقت كحل مرحلي: يسمح لإيران بمتابعة برنامجها النووي ضمن حدود معينة، ويمنح الولايات المتحدة فرصة احتواء الأزمة دون اللجوء إلى مواجهة مفتوحة، خاصة في ظل الانشغالات العالمية بالأزمات الاقتصادية والملفات الأمنية المعقدة. إنه “مُسكّن لألم مزمن”، لا يعالج جذور النزاع بين الطرفين، لكنه يجنّب انفجارًا واسع النطاق.

لكن خلف كل جولة تفاوض، تكمن رهانات تتجاوز الملف النووي إلى مشروع أوسع يُرسم في كواليس “الشرق الأوسط الجديد”: تفكيك الدول، ترسيخ الانقسامات، وتحويل الكيانات إلى دويلات متناحرة تضمن التفوق الإسرائيلي وتوسيع نفوذ واشنطن في المنطقة.

وسط هذه المعادلة المعقّدة، يبدو لبنان الحلقة الأضعف. فكل إخفاق في التفاهم الأميركي–الإيراني يُقرب احتمال التصعيد على جبهته، خاصة مع الضربات الإسرائيلية المتكررة التي تستهدف “الذراع الإيرانية” هناك. فهل يحتمل لبنان موجة تصعيد جديدة؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يُخفي معارضته لأي تقارب أميركي–إيراني، ويرى فيه تهديدًا مباشرًا لمصالح تل أبيب. وفي ظل انشغال العالم بالملف النووي الإيراني، يحاول نتنياهو اقتناص اللحظة لتعزيز موقعه الداخلي وخلط الأوراق على الساحتين الفلسطينية واللبنانية.

هكذا تبدو المفاوضات الجارية رقصةً على حافة الهاوية. تتقاطع المصالح، تتعارض الأجندات، وتُترك المنطقة رهينة لحسابات الكبار. وبين تفاؤل حذر باتفاق مرحلي، وشبح الانفجار الإقليمي الكامن خلف كل تعثّر، لا يملك الشرق الأوسط سوى انتظار نتائج هذه الجولة.
فهل تنتصر لغة الحوار أخيرًا؟ أم أن العاصفة المقبلة ستجرف ما تبقى من استقرار هشّ في المنطقة؟

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

ذاكرة انتقائية: حين ينسى حزب الله من أوقف الحرب .. الأمم المتحدة تؤكد دعمها للحكومة في تنفيذ أجندتها الإصلاحية .. تحليق للطيران المسير جنوبًا...

أخباركم - أخبارنا/ تقرير لبنان الميداني النار لم تنطفئ بالمقاومة، بل بالقرار الدولي….وقف القصف لم...

أورتاغوس لجنبلاط: المخدرات مضرّة وليد

أخباركم ـ أخبارنا علّقت نائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، على...

المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى: للالتزام بالبيان الوزاري والإسراع في تنفيذ بنوده!

أخباركم ـ أخبارنا رأى المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في بيان بعد اجتماعه الدوري برئاسة...

رسالة من حزب الله للعماد جوزاف عون!

أخباركم - أخبارنا حزب الله المنخرط بالصوت العالي بتنفيذ مصالح ايران اثناء تفاوضها مع...

More like this

تقنياً: إيران قادرة على إنتاج 6 قنابل نووية… وإسرائيل تتأهب لمنعها بينما تبدأ جولة ثانية من المحادثات مع واشنطن في روما!

أخباركم - أخبارنا/ مسعود محمد بدأت إيران والولايات المتحدة الجولة الثانية من المحادثات النووية في...

لن تقتلونا مرتين: إعادة فتح ملف لقمان سليم وملفات الاغتيال التي صيغت قراراتها بين الضاحية ودمشق وطهران!

أخباركم - أخبارنا/ بقلم: مسعود محمد أعادت محكمة التمييز فتح ملف اغتيال الكاتب والناشط...