أخباركم – أخبارنا / تقرير سوريا
أشاد الرئيس السوري أحمد الشرع بمضامين منتدى أنطاليا الدبلوماسي في نسخته الرابعة، واصفاً إياه بـ”الفرصة الثمينة” لتعزيز الحوار بين الدول في ظل التحديات العالمية الراهنة.
وقال الشرع، في بيان نشرته رئاسة الجمهورية السورية: “سعدت بالمشاركة في منتدى أنطاليا الدبلوماسي في نسخته الرابعة، تحت شعار التمسك بالدبلوماسية في عالم منقسم”، مؤكداً أن المشاركة في المنتدى جاءت انطلاقاً من إيمان سوريا بأن الحوار والدبلوماسية “هما السبيل الأنجع لحل النزاعات وتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة والعالم”.
وأوضح أن المنتدى أتاح مجالاً لتبادل وجهات النظر مع عدد من القادة وصنّاع القرار، والتشديد على تمسك سوريا بسيادتها ووحدة أراضيها.
وأشار الشرع إلى أنه أجرى لقاءات ثنائية متعددة على هامش المنتدى مع عدد من الرؤساء والقادة المشاركين، ناقش خلالها تطوير العلاقات الثنائية، وتوسيع مجالات التعاون في ملفات ذات اهتمام مشترك، بما يصبّ في مصلحة شعوب المنطقة والعالم ويعزز الأمن والاستقرار.
وتوجه بالشكر إلى نظيره التركي رجب طيب أردوغان على “اهتمامه الكريم وحسن استقباله”.
وجاءت مشاركة الشرع على رأس وفد رسمي، ضم عقيلته لطيفة الدروبي، ووزير الخارجية أسعد الشيباني.
وشكّل الملف السوري محوراً بارزاً في جلسات المنتدى، سواء في اللقاءات الثنائية أو على هامش الفعاليات، وذلك بحضور الشرع، الذي حظي باهتمام إعلامي كبير منذ لحظة وصوله، حيث لاحقته عدسات الصحفيين والتُقطت صورٌ لحركته وتنقّلاته.
الأمم المتحدة تطلق منصة سوريا هي الوطن
وأمس، مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن إطلاق منصة رقمية جديدة تهدف إلى مساعدة اللاجئين السوريين في اتخاذ قرارات مدروسة بشأن العودة إلى بلادهم.
وصرّحت المتحدثة باسم المفوضية، سيلين شميت، خلال مؤتمر صحفي، أن المنصة تحمل اسم “سوريا هي الوطن”، وتوفّر معلومات آنية وموضوعية حول إجراءات العودة، بما يشمل الخطوات القانونية، ووثائق الهوية، والحصول على السكن، والرعاية الصحية، والتعليم، وغيرها.
وأوضحت أن المنصة صُممت لتكون مرجعاً عملياً وشفافاً، حيث تتضمن قسماً خاصاً بالأسئلة الشائعة، يتناول موضوعات مثل تجديد الوثائق الشخصية، ودعم إصلاح المنازل المدمرة أو المتضررة، والحصول على المساعدة القانونية والاستشارات.
وأوضحت أن المفوضية تقدّم من خلال هذه المنصة معلومات موثوقة ومحدّثة، “ضرورية لمساعدة الأشخاص على اتخاذ قرارات مستنيرة، والتخطيط لمستقبلهم، والحفاظ على الأمل”.
بعد سقوط الأسد
وتؤكد الأمم المتحدة أن ما يقرب من 400 ألف لاجئ سوري عادوا من دول الجوار منذ سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول الماضي، إلى جانب أكثر من مليون نازح داخلي عادوا إلى مناطقهم داخل سوريا، ليصل العدد الإجمالي للعائدين إلى أكثر من 1.4 مليون.
وترجح المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن يمثل فصل الصيف فترة حاسمة للعودة الطوعية، نظراً لانتهاء العام الدراسي، لكنها تحذر في الوقت ذاته من أن غياب التمويل يهدد بإجبار كثير من العائدين على مغادرة مناطقهم مجدداً، بسبب نقص الخدمات الأساسية.
تسهيلات مصرية للعودة
في مصر، أصدرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في مصر تعليمات جديدة تعتبر تسهيلات للاجئين المقيمين على أراضيها ومن ضمنهم السوريين. وذكرت التعليمات بأن الحكومة المصرية قد رفعت الطاقة الاستيعابية اليومية لإصدار تصاريح إقامة اللجوء إلى 1000 شخص، بدلا من 600 شخص يوميا.
كما تم زيادة مدة تصريح الإقامة من ستة أشهر إلى عام واحد، ودخلت هذه التغييرات حيز التنفيذ اعتبارا من اليوم السبت، 12 نيسان/أبريل 2025، بالإضافة إلى إعادة جدولة مواعيد تصاريح الإقامة.
وتعتبر التعليمات الجديدة انفراجة كبيرة للسوريين اللاجئين في مصر والذين بلغت أعدادهم بحسب آخر إحصائية حوالي 150 ألف لاجئ بحسب “مفوضية اللاجئين” حاصلين على بطاقة اللجوء، في حين يبلغ عدد السوريون المقيمون في مصر نحو مليون ونصف المليون سوري.
الاتحاد الأوروبي يتعامل رسميا مع الحكومة
من جهة أخرى، أوضح رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، ميخائيل أونماخت، أن الاتحاد الأوروبي غيّر طبيعة حضوره في سوريا بالكامل بعد سقوط النظام السابق، مشيراً إلى انتقال العلاقات من مستوى إنساني صرف إلى انخراط سياسي مباشر مع الحكومة الانتقالية.
وقال أونماخت في لقاء مع تلفزيون سوريا إن الاتحاد الأوروبي أعاد افتتاح بعثته في دمشق بعد غياب طويل، مشيرا إلى أن “الوضع تغيّر بعد إسقاط النظام، ونحن الآن نتعامل رسمياً مع الحكومة الانتقالية الجديدة، ونجري لقاءات دورية مع الوزراء”.
ودعا إلى “إشراك جميع مكونات المجتمع السوري، ليس فقط في الحكومة، بل في مختلف الهيئات السياسية والاجتماعية”.
الجيش الإسرائيلي يلغي الجولات السياحية
على صعيد التحركات الإسرائيلية داخل سوريا، ألغى الجيش الإسرائيلي أمس، جميع “الجولات السياحية” المخطط لها إلى مناطق حدودية داخل الأراضي السورية، والتي كانت مخصصة لمجموعات إسرائيلية مصحوبة بمرشدين وبتراخيص رسمية.
وأوضح جيش الاحتلال في بيان أن القرار جاء عقب “تقييم للوضع العملياتي”، مشيراً إلى أن “الدخول إلى طرق عبور السياج الحدودي لن يُسمح به في هذه المرحلة”، في إشارة إلى مناطق تقع بمحاذاة الجولان السوري المحتل.
وبموجب القرار، شملت الإلغاءات ثلاثة مسارات رئيسية هي: نهر الرقاد، وجسر الهامة على ضفاف نهر اليرموك، ونفق سكة حديد الحجاز في منطقة اليرموك، وفقاً لما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
واستُثني المسار الرابع الواقع على جبل الشيخ، المطل على الحدود اللبنانية، من قرار الإلغاء، حيث أكد الجيش أن هذا المسار سيبقى مفتوحاً مؤقتاً في الوقت الراهن.
وكانت قيادة الجيش الإسرائيلي، أبلغت قبل أيام، مستوطنين بعزمها تنظيم جولاتٍ سياحية خاصة داخل أراضٍ سورية تقع خارج الشريط الحدودي، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى ترسيخ “السياحة الأمنية” تحت حماية مباشرة من قوات الاحتلال.
ووفقاً لصحيفة “هآرتس”، فإن الدعوة المفاجئة للجولات صدرت عن قيادة المنطقة الشمالية في الجيش والفرقة 210، بالتنسيق مع مجلس الجولان الإقليمي، وتشمل مناطق يُمنع الوصول إليها عادة، أبرزها وادي الرقاد، ومعبر الحمة، وجبل الشيخ، ونفق سكة الحجاز قرب نهر اليرموك، وهي مواقع تخضع للاحتلال الإسرائيلي وتُصنَّف على أنها خارج السياج الحدودي.
وتُنظَّم هذه الرحلات للمرة الأولى منذ إعلان قيام “دولة إسرائيل” عام 1948، وتتم بمشاركة مؤسسات استيطانية وسلطة الطبيعة والمتنزهات، وترافقها حماية أمنية مشددة خلال عطلة عيد الفصح اليهودي.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، كان من المقرّر أن تشمل إحدى الجولات الوصول إلى نقطة مراقبة في جبل دوف، المطل على جنوبي لبنان وسهل البقاع، في حين تقع بعض المناطق الأخرى التي تُنظَّم فيها الجولات ضمن أراضٍ كانت تسيطر عليها قوات النظام المخلوع قبل الإطاحة به، وأخرى سيطرت عليها إسرائيل لاحقاً.
وتحتل إسرائيل منذ عام 1967 معظم مساحة هضبة الجولان، وقد استغلت مرحلة انهيار النظام السابق للتوغل خارج المنطقة العازلة المنصوص عليها في اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، وصولاً إلى مواقع استراتيجية كجبل الشيخ، متجاوزة بذلك الخطوط المتفق عليها مع سوريا سابقاً.
ماذا يحدث في بصرى الشام
أمنيا، أعلنت وزارة الداخلية السورية عن دخول قوات إدارة الأمن العام إلى مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي لتسلم عدد من المطلوبين، في إطار “الجهود المبذولة لتعزيز الأمن والاستقرار وفرض سيادة القانون في المنطقة”.
وأكد “تجمع أحرار حوران” المحلي أن عناصر الأمن العام شرعوا في تسلم السلاح من مقاتلي اللواء الثامن سابقاً في مختلف مدن وبلدات محافظة درعا. وأشار إلى التوصّل إلى اتفاق يشمل سحب السلاح الخفيف والثقيل من معقل اللواء الثامن في مدينة بصرى الشام، شرقي درعا.
كما تم الاتفاق، بحسب المصدر، على تسليم الأشخاص المطلوبين الذين يُشتبه بتورطهم في إطلاق النار على القيادي “بلال الدروبي” يوم أمس.
وقد ساد توتر أمني في ريف درعا الشرقي، ولا سيما مدينة بصرى الشام، منذ مساء الخميس، إثر حملة اعتقالات نفذها “اللواء الثامن” التابع لـ”الفيلق الخامس” بقيادة أحمد العودة، ترافقت مع إطلاق نار، وانتشار أمني مكثّف، وفرض حظر تجوال في عدد من الأحياء.
وفي حين روجت صفحات مقربة من العودة أن الحملة تستهدف متورطين في تجارة المخدرات، نفت مصادر مطلعة هذه الادعاءات، مؤكدة أن الاعتقالات طالت عناصر سابقين في فصائل المعارضة و”اللواء الثامن”، ممن قدموا طلبات انتساب حديثة إلى وزارة الدفاع السورية.
وقد شهدت محافظة درعا، خلال الـ 48 ساعة الماضية سلسلة حوادث دامية في عدد من مدنها وبلداتها، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، وفي الوقت نفسه، سادت مدينة بصرى الشام حالة من التوتر الأمني، تخللها انتشار مكثف للقوى الأمنية وفرض حظر تجوال في عدد من الأحياء، عقب حوادث إطلاق نار شهدتها المنطقة.
وشهدت بلدات ريف درعا الشرقي، صباح اليوم، نداءات عبر مكبرات الصوت في المساجد دعت عناصر “الفيلق الخامس” إلى الالتزام بقرار وزارة الدفاع القاضي بحل التشكيل وتسليم أسلحتهم بشكل فوري.
وجاءت الاحداث في سياق تصاعد عمليات الاغتيال بمحافظة درعا، وسط حالة من الانفلات الأمني المستمر، على الرغم من سقوط نظام الأسد. ويُعزى هذا التدهور الأمني إلى انتشار السلاح بيد مجموعات مسلّحة دعمتها أجهزة النظام المخلوع على مدى سنوات، ما أدى إلى زعزعة الاستقرار وخلق بيئة خصبة للفوضى والعنف المستمر.
ضحية بانفجار لغم
*قتل شخص وأُصيب آخر امس، نتيجة لانفجار أرضي مجهول السبب على الطريق الواصل بين مدينة أريحا ومحمبل، ضمن طريق اللاذقية – حلب في ريف إدلب الجنوبي.
وانتشلت فرق الدفاع المدني السوري جثمان القتيل، ونقلته إلى الطبابة الشرعية في مدينة إدلب، كما عملت الفرق على تأمين مكان الانفجار.
حصيلة 100 يوم
وبلغ عدد المدنيين الذين استشهدوا منذ بداية عام 2025 نتيجة انفجار أجسام من مخلفات الحرب السورية 335 شخصاً، بينهم 71 طفلاً و 17 سيدات، بالإضافة إلى إصابة 338 آخرين بجراح، بينهم 140 طفلاً و3 سيدات.