خاص / أخباركم – أخبارنا
بدأت منذ فترة عملية بحث واستقصاء في اوساط سياسية واعلامية، عن “المصير السياسي والشخصي” لرئيس المجلس السياسي للحزب ورئيس خلية التحليل اليومي فيه السيد ابرهيم امين السيد، فيما الامر لا يزال ملتبساً.
اذ، وعلى الرغم من انقضاء نحو اربعة اشهر على سريان وقف اطلاق النار، فإن هذا القيادي المخضرم الذي بدأ في الأعوام الأولى لنشأة الحزب، وكان اول المتحدثين السياسيين باسمه، لا سيما انه كان اول من ظهر في حسينية الشياح في شهر شباط عام 1985 ليتلو “الرسالة السياسية الاولى” للحزب الذي كان حتى ذلك التاريخ إطاراً عسكرياً مقاوماً للاحتلال في ميدان مقارعة الاحتلال الاسرائيلي يومذاك، لا يزال محتجباً تماماً عن الأضواء ولم يسجل له أي نشاط او ظهور سياسي، مما عزز الاعتقاد عند القائلين بأن هذا الرجل قد “وضع على الرف”، أو جمدت عضويته بناء على اعتبارات ووقائع عدة، أبرزها خروجه الى العراق إبان فترة احتدام المواجهات بين الحزب والاسرائيليين.
فمن المعلوم أن الغالبية العظمى من القيادات السياسية في الحزب التي بقيت على قيد الحياة، قد عادت لتأخذ مكانها في الهرم القيادي للحزب، خصوصاً بعد عملية اعادة التموضع وترتيب البيت الداخلي التي قررها الحزب، في اعقاب حدث اغتيال أمينه العام السابق السيد حسن نصر الله، ومن ثم خليفته المحتمل السيد هاشم صفي الدين بغارتين اسرائيليتين على مخبأيهما في الضاحية الجنوبية، إلا أن المصير السياسي للسيد بقي يكتنفه الغموض.
الظهور الاعلامي اليتيم، كان عبر كلمة رثاء للسيد نصر الله وخليفته نشرتها له صحيفة “الاخبار” التي يعتبرها البعض ناطقة بلسان الحزب، ثم عاد بعدها ليتوارى عن الانظار، على الرغم من ان ثمة وسائل اعلامية على صلة بالحزب سمته في يوم الايام مرشحاً محتملاً ليتولى منصب نائب الأمين العام للحزب خلفاً للشيخ نعيم قاسم الذي انتقل الى منصب الامين العام خلفاً للسيد نصرالله، إلا ان هذه المعلومة لم تتحقق اطلاقاً وبقي الرجل غائباً عن السمع والبصر لحد اليوم.
أبعد من ذلك، راجت أخيراً معلومة مفادها أن قراراً ضمنياً اتخذته قيادة الحزب قضى بتعليق عضوية السيد، وكف يده عن المهمات الحزبية التي يتولاها نتيجة تخليه عن أداء هذه المهمات المنوطة به عند اشتداد الهجمة الاسرائيلية على الحزب وقياداته، ومغادرته الى العراق من دون أخذ الاذن، أو انه غادر بعلم القيادة، لكنه اطال البقاء هناك اكثر مما يفترض فاعتبر “فاراً” أو “متقاعساً”.
لكن أحد قياديي الحزب الذي يشغل نائب رئيس المجلس السياسي، محمود قماطي (اي نائب السيد) نفى في مقابلة متلفزة له اخيراً أن يكون رئيسه التنظيمي قد أبعد من الحزب أو جمدت عضويته لسفره الى العراق، الا ان قماطي لم يحدد مكان تواجد السيد او زمان ظهوره مجدداً لاستئناف الدور الموكل اليه، وهو ما زاد من منسوب الغموض الذي يكتنف المصير السياسي لهذا الرجل الذي كان ايضاً أول من تولى مهمة رئاسة كتلة نواب الحزب في دورتي عامي 1992 و1996 قبل ان يمنع من الترشح بناء على قرار قضى بإبعاد رجال الدين التابعين للحزب عن مجلس النواب.
وفي كل الأحوال، سواء كان الرجل قد بات عاجزاً عن استكمال دوره السياسي بفعل صدمة سياسية ألمّت به بفعل نتائج حرب الاسناد كما قال البعض، أو انه قد وضع خارج دائرة التداول السياسي لـ “مخالفته التعليمات”، فان الثابت وفق مصادر على صلة بالحزب ان الرجل قد خرج الآن وعدم عودته الى المناصب التي كان يشغلها سابقاً هي الامر المرجح. اذ لا يمكن لرجل له هذا الدور الريادي التاريخي في مرحلة التكوين ونشأة الحزب، أن يظل محتجباً عن الاضواء طوال كل هذه الاشهر ولا يظهر اطلاقاً.
