ترجمة فريق / أخباركم – أخبارنا
نشرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” تقريرًا تحليليًا موسعًا يتناول التصعيد المتوقّع في الملف النووي الإيراني، ويتطرّق إلى سيناريوهات الهجوم المحتمل على المنشآت النووية الإيرانية، والدور الذي يمكن أن تلعبه كلّ من إسرائيل والولايات المتحدة. ويربط التقرير بين التطورات العسكرية والانقسامات السياسية داخل إسرائيل، والأبعاد الاقتصادية والسياسية التي تحكم القرار الأميركي، معتبرًا أن عام 2025 قد يشهد انفجارًا إقليميًا واسع النطاق في حال تجاوزت إيران “الخطوط الحمراء” النووية.
إيران والبرنامج النووي: الاستثمار في القنبلة
يشير التقرير إلى أن إيران أنفقت مئات مليارات الدولارات خلال العقود الماضية على تطوير برنامجها النووي، وتعتبره “وثيقة التأمين” الاستراتيجية ضد أي هجوم أميركي محتمل، خاصة إذا قررت واشنطن شنّ حملة عسكرية على السعودية أو دول الخليج الأخرى الغنية بالنفط. النظام الإيراني، بحسب التحليل، لا يسعى فقط للسيطرة على الموارد، بل يحمل في طموحاته بُعدًا دينيًا قائمًا على مفهوم “الجهاد الشيعي” ضد الدول السنية المجاورة.
الهجوم: مسألة وقت وتنسيق
يؤكد التقرير أن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية ليس مسألة “إذا”، بل “متى”، وأنه سيكون بتنسيق أميركي–إسرائيلي مشترك لتجنّب أي ردّ إيراني انتقامي قد يصيب مصالح البلدين. ويُقدّر أن طهران تمتلك حاليًا ما يكفي من اليورانيوم المخصّب لإنتاج خمس قنابل نووية، ولا ينقصها سوى قرار سياسي برفع التخصيب من 60% إلى 90%.
نتنياهو والرهان على الحرب
يظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كشخصية محورية في التقرير، إذ يواجه عزلة سياسية داخلية وقضايا فساد، ويعتقد بعض المحللين أنه يراهن على حرب ضد إيران لاستعادة شعبيته، وربما لتأمين صفقة قضائية تقيه السجن، ومن ثمّ التقاعد المريح في الولايات المتحدة.
الحسابات الأميركية: الحرب مكلفة
من جهة أخرى، تسعى الإدارة الأميركية، خصوصًا في حال عودة دونالد ترامب إلى السلطة، لتأجيل أي عمل عسكري لأسباب اقتصادية. فالحرب مع إيران سترفع أسعار النفط إلى مستويات قياسية، وقد تؤدي إلى انهيارات مالية عالمية، في وقت يعاني فيه الاقتصاد الأميركي أصلًا من التضخم واضطرابات السوق. لذلك، يفضّل ترامب إبقاء باب التفاوض مفتوحًا ريثما تتحسن المؤشرات الاقتصادية.
مفاوضات مسقط: الدبلوماسية المتأرجحة
المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف باشر بالفعل مفاوضات غير مباشرة مع الإيرانيين في سلطنة عمان، وفق التقرير، وسط تعقيدات تتعلق برفع العقوبات. وتدور المفاوضات في حلقة مفرغة ما بين “إبداء حسن النية” ورفض إيران التخلي عن طموحاتها النووية.
مفاجآت متوقّعة: من غزة إلى طهران
في حال ضغطت واشنطن على نتنياهو لإنهاء حرب غزة، قد تُطلق إسرائيل حملة تسريبات عن تقدّم إيران النووي، لتهيئة الأجواء لضربة استباقية ضد طهران. وبحسب التقرير، فإن الردّ الإيراني سيكون “عقابيًا” ويستهدف الموارد الحيوية لكل من إسرائيل والولايات المتحدة.
عام حرج في تاريخ الشرق الأوسط
تختم الصحيفة تحليلها بالتحذير من عام 2025 باعتباره عامًا بالغ الخطورة، حيث تتقاطع الرهانات العسكرية مع الطموحات السياسية الداخلية. وكل تأخّر في الحسم أو سوء تقدير قد يؤدي إلى حرب كبرى تغيّر موازين القوى وتُعيد رسم خرائط المنطقة بالكامل.