أخباركم – أخبارنا/ الكاتب السياسي مصطفى أحمد
#همسة_صباحية
لا يوجد أطرف من الذين يقولون إن نتائج الحرب الأخيرة كانت أقسى من النتائج التي ترتبت بفعل الاجتياح الإسرائيلي للبنان سنة 1982، ويقومون بتعدادها بشكل مفصل، وهذا صحيح، ويعرفه كل من عايش تلك الحرب، وكل من قرأ عنها…
لكن الإصرار في الوقت نفسه على الترويج للاستمرار بنفس السياسة، وبنفس الأساليب التي اعتُمدت في الحرب الأخيرة – والتي لا زالت مستمرة بأشكال مختلفة، بكل أسف – يتجاهل مدى عقم هذه السياسة، ومدى عقم هذه الأساليب في كل المجالات، والتي أدت إلى ما أدت إليه من نتائج كارثية غير مسبوقة، تشبه، إذا أضفنا إليها ما جرى ولا زال يجري في قطاع غزة، نكبة عام 1948…
فهنا تقع الواقعة، وهنا تقع المصيبة.
أن من يعتمد مثل هذا المنطق ويروج له، لأسباب شتى، يفضّل – على ما يبدو – أن يُصبح المثل الشائع وفق الصيغة التالية: “الإمعان في الخطأ فضيلة.”
وهذا المنطق لا يدخل فقط في باب الخطأ، بل في باب الخطيئة، وجحيم الرهانات الخاطئة، في انتظار المروجين لها، عاجلاً أم آجلاً.
وفي هذا السياق نفسه، لا يمكن تجاهل استخدام بعض الأطراف، عن وعي أو عن جهل، للخطاب العقائدي المرتبط بـ”المهدي المنتظر” كوسيلة تعبئة وتبرير سياسي.
فأمام كل كارثة، وكل انهيار، وكل حصار، يخرج علينا من يقول: “قالوا لنا أن المهدي مرتاح!” وكأننا أمام قنوات اتصال مفتوحة مع الغيب، يُستعمل فيها “المهدي” كمرجعية لتبرير كل قرار وكل حرب وكل مجزرة.
#نكزة
وهنا يبرز قاسم قصير كنموذج، لا لكونه الشخصية المحورية، بل لأنه يعكس خطابًا بات مألوفًا: أن نعلّق فشلنا على الغيب، وأن نربط خياراتنا السياسية التي جرّت الويلات على الشعوب، برضا “المهدي”، أو بالانتظار المقدّس.
هكذا تُصبح الكارثة قدرًا، والمقاومة وسيلة للسلطة، والشهداء مجرد فواتير سياسية، ويُدفن العقل تحت عمامة الخطاب المقدّس.