أخباركم – أخبارنا/ عايدة الأحمدية
مع اقتراب موعد الاستحقاق البلدي، تشهد منطقة الجبل حراكاً انتخابياً واسعاً، تتقاطع فيه الحسابات السياسية مع التوازنات العائلية. فعلى الرغم من التفاهم السياسي القائم بين “الحزب التقدمي الاشتراكي” و”الحزب الديمقراطي اللبناني” في العديد من البلدات، إلا أن المنافسة تبقى حاضرة، وغالباً ما تتخذ طابعاً عائلياً محلياً، يحكمه حرص الجميع على عدم كسر الاستقرار القائم في المنطقة.
تشير مصادر سياسية متابعة إلى أن التوافق بين “الاشتراكي” و”الديمقراطي” يظل هو القاعدة في غالبية بلدات الشوف وعاليه وحاصبيا، إلا أن ذلك لا يمنع حصول مواجهات انتخابية في بعض القرى، سواء داخل البيت الحزبي الواحد أو بين أبناء العائلة نفسها. ويرى مراقبون أن هذا المشهد يعكس خصوصية الجبل، حيث تلعب العائلات دوراً محورياً في تحديد المسارات الانتخابية.
الشوف: العائلة أولاً
في الشوف، حيث يحظى “الاشتراكي” بتأثير واسع، تتوزع المعارك البلدية بين تفاهمات شبه شاملة، وتنافسات داخلية بين العائلات، وحتى داخل الحزب الواحد. أما الأحزاب الأخرى، كـ”الديمقراطي”، و”السوري القومي الاجتماعي”، و”التوحيد العربي”، فلها حضور فاعل في بلدات معينة، لكنها لا تخوض المعركة من منطلق حزبي صرف.
عاليه: وجدي مراد يتجه للتجديد
في مدينة عاليه، تميل الكفة نحو إعادة تجديد الثقة برئيس البلدية الحالي وجدي مراد، رغم بروز بعض الأصوات المنادية بالتغيير من داخل البيت “الاشتراكي” نفسه. وتفيد مصادر مطلعة أن التوجه السائد هو دعم مراد لإكمال مهمته، مع إمكانية إعادة هيكلة المجلس البلدي بما يضمن التوازن السياسي والعائلي.
الشويفات: توافق درزي وسط معركة انتخابية
مدينة الشويفات بدورها تسير نحو لائحة توافقية يُتوقع أن يرأسها نضال الجردي(رئيس البلدية الحالي) ، بدعم مشترك من جنبلاط وأرسلان. ورغم التوافق، فإن المشهد لا يخلو من التحديات، خاصة في حي العمروسية، حيث يشهد المقعد الاختياري المسيحي معركة حقيقية بين مرشحين يتمسكان بالترشح، في ظل تقاليد تاريخية تقضي بوجود مختار واحد.
اللافت أيضاً هو ارتفاع عدد المرشحين الدروز ضمن العائلات الواحدة، ما يُنبئ بإمكانية حصول معركة داخل الصف نفسه، تعكس مدى تعقيد التركيبة الاجتماعية في المدينة.
حاصبيا: الصورة لم تكتمل بعد
في المقابل، لا تزال الرؤية في بلدات حاصبيا غير محسومة. ويؤكد متابعون أن المشهد يتجه نحو توافق تقليدي بين “الاشتراكي” و”الديمقراطي”، لكن احتمال دخول المجتمع المدني في بعض القرى يبقى وارداً، ما قد يضفي طابعاً مختلفاً على المعركة.
نشاط انتخابي واستعدادات مستمرة
على الأرض، تنشط الاتصالات بين الأحزاب والتكتلات والعائلات لتشكيل اللوائح الانتخابية، وسط تفاوت في الأجواء بين بلدة وأخرى، حيث يتخذ بعضها طابع التوافق، فيما تستعد أخرى لمعركة انتخابية فعلية، قد تحمل مفاجآت في حال دخول لوائح من المجتمع المدني على خط التنافس.
تبدو الانتخابات البلدية في الجبل مرآةً حقيقيةً لتركيبته السياسية والاجتماعية. فالتوافق السياسي، رغم أهميته، لم يتمكن من إلغاء طبيعة المعركة البلدية التي غالباً ما تحكمها الحسابات العائلية والانتماءات المحلية. ومع مرور الأيام، تترقب المنطقة ما ستُفرزه صناديق الاقتراع من توازنات جديدة، ضمن سقف الاستقرار الذي تسعى القوى كافة إلى الحفاظ عليه.
