أخباركم – أخبارنا/ تقرير لبنان السياسي
في بداية الاسبوع، تنقل الحدث امس بين الزيارة السعودية للبنان واللبنانية لسوريا ، ولو ان الزيارتين على صلة بالحدث نفسه، ترميم العلاقات اللبنانية- السورية وحل الملفات الشائكة. فالرئيس نواف سلام توجه الى دمشق فوصلها في الاولى ظهرا حيث استقبله الرئيس احمد الشرع. وقبله وصل الى بيروت الموفد السعودي المُكلف بالملف اللبناني الامير يزيد بن فرحان وزار قصر بعبدا على ان يجول على عدد اخر من المسؤولين.
وما بين الزيارتين “نقمة” مالية عارمة على مشروع قانون اصلاح وضع المصارف في لبنان وأعادة تنظيمها الذي اقرته الحكومة في جلستها يوم السبت الماضي وأحالته إلى المجلس النيابي، بموجب مرسوم، ذلك ان نص القانون بالصيغة التي اقر فيها، يشكل بحسب خبراء ماليين ونقديين كارثة تحمل في مكنوناتها من الخطورة ما ينبئ بامكان اطلاق يد السلطة السياسية في مصرف لبنان المركزي واقحامه في أتون المصالح السياسية وتجاذباتها من خلال ادخال هيئة الرقابة والحكومة في صلب القرارات المصرفية، خلافاً للمرجو والمفترض ان يتمتع به المصرف المركزي من استقلالية لا يجوز المس بها.
مناصفة بيروت
برز موضوعان مهمان الاول له علاقة بروح لبنان ووجوده اي ” المناصفة”، وذلك بظل التحضيرات المتواصلة للانتخابات البلدية في لبنان، تحظى مناصفة مجلس بلدية بيروت بأهمية كبيرة في نقاشات القوى السياسية والمدنية. فمبدأ المناصفة في تشكيل المجلس يتراجع أحيانا ويتقدم في مناسبات أخرى تحسباً لتراكم الحساسيات الطائفية.
موقعنا علم: صورة رئيس الحكومة نواف سلام قد تكون مسرّبة من إسرائيل… وهنا تكمن خطورتها
علم موقعنا من مصادر خاصة أن الصورة المتداولة في الأيام الأخيرة، والتي تُظهر رئيس الحكومة اللبنانية القاضي نواف سلام في لقاء قديم مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، قد تكون مسرّبة من جهات إسرائيلية ضمن حملة منظمة لضرب مصداقية سلام وتشويه سيرته الوطنية. وإذا ما صحّت هذه المعطيات، فإننا أمام محاولة ممنهجة لضرب رأس الحكومة عبر أدوات تجسسية واختراقات معلوماتية تعكس حجم الاستهداف الإقليمي لأي مشروع إصلاحي لبناني مستقل.

تصعيد إعلامي منظم واستهداف شخصي
تشهد الساحة اللبنانية تصعيداً إعلامياً وسياسياً لافتاً يستهدف رئيس الحكومة نواف سلام وفريقه، ضمن حملة يُنظر إليها على أنها تتجاوز حدود النقد السياسي الطبيعي لتلامس المسّ المباشر بالتاريخ الشخصي والوطني لرجل لطالما عُرف بمواقفه الحقوقية ومناهضته للأنظمة القمعية، ودفاعه الدائم عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية.
وفي مواجهة هذا التصعيد، يبرز موقف عدد من المثقفين والسياسيين والإعلاميين الذين يرون أن ما يتعرّض له سلام يتجاوز البُعد الشخصي إلى صراع جوهري بين مشروع بناء دولة مدنية ديمقراطية، وبين قوى تسعى إلى تفكيك الدولة وإعادة إنتاج نظام فدرالي طائفي مقنّع.
رياشي والصورة القديمة: حين يصبح الانحياز لفلسطين تهمة!
في هذا السياق، خرج أمين عام “المؤتمر الدائم للفدرالية” ألفرد رياشي بهجوم مباشر على نواف سلام، مُعيدًا تداول صورة قديمة له مع ياسر عرفات، ومعتبراً أن “ماضيه المرتبط بمنظمة التحرير الفلسطينية” يستدعي التشكيك في أهليته لقيادة الحكومة اللبنانية.
رياشي، الذي لطالما دعا إلى تقسيم لبنان فدرالياً بحجة فشل الدولة المركزية، استخدم الصورة كأداة لإدانة سلام، في قراءة تفتقد إلى العمق السياسي والتاريخي، وتحوّل الانحياز النضالي لفلسطين إلى شبه جرم يحتاج صاحبه إلى التبرؤ منه!
بين عرفات وسلام: صورة للمواجهة لا للاتهام
الصورة التي وُظِّفت في الحملة الممنهجة ضد سلام ليست مجرّد مشهد أرشيفي، بل جزء من مسار نضالي طويل لشخصية لبنانية شغلت مناصب دولية مرموقة، وكانت ولا تزال صوتاً مدافعاً عن الشعوب المضطهدة. استخدام هذه الصورة في هذا التوقيت الحساس، وفي ظل معطيات عن تسريبها عبر قنوات مرتبطة بإسرائيل، يُنذر بتحوّل خطير في أدوات المواجهة السياسية في لبنان، ويضع الرأي العام أمام سؤال محوري: هل باتت معاداة إسرائيل تُحسب على السياسيين، والانحياز لفلسطين يُستخدم كأداة تخوين؟
بيروت والمناصفة المهددة
تتردد في الأوساط البيروتية مطالبات مستمرة لتأكيد مناصفة المجلس البلدي وكفاحات لعدم التغاضي عن هذا المطلب، لما يعكسه من توازن طائفي مفصلي في العاصمة بيروت. وفي هذا السياق، تشهد كواليس القوى السياسية نقاشات مكثفة ومتقلبة لوضع لوائح توافقية تراعي هذه التوازنات الحساسة.
من الملفات المطروحة للنقاش كذلك موضوع انتخاب رئيس بلدية بيروت وموقع النائب في مجلس البلدية، مع وجود مطالب تناوب ومدولة للمناصب. وفي مواجهة التركيبة الطائفية الحاكمة وتوزع المسؤوليات، يتحدث بعض النشطاء عن ضرورة فصل مفهوم المناصفة عن التجذر الطائفي لفتح آفاق إصلاحية أكبر لبلدية العاصمة.
في النهاية، يبقى ملف المناصفة في بلدية بيروت مستمرًا في جذب النقاش العام والسياسي، مع ارتفاع سقف المطالب والتشاورات في سياق التراشح والتحالفات المنتظرة.
“التزكية بلون ديمقراطي”: حزب الله وحركة أمل يباشران تحضيرات الانتخابات البلدية في الجنوب
أخباركم – أخبارنا
مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان، بدأت ماكينتا حزب الله وحركة أمل تحركاتهما الميدانية في قرى وبلدات الجنوب، من خلال لقاءات ومشاورات مع الفاعليات والعائلات، بهدف إرساء “توافقات محلية” تؤدي إلى تزكية المجالس البلدية، أي انتخابها بالتوافق ومن دون معركة ديمقراطية فعلية.
ورغم أن هذا التوجّه يُسوَّق له على أنه “حل توافقي” يُجنّب القرى الخلافات ويخفف التكاليف وسط أزمة اقتصادية خانقة، إلا أن مراقبين يعتبرونه انحرافًا خطيرًا عن مسار الديمقراطية المحلية، خصوصًا في ظل غياب أي حماية فعلية للمعارضين، وضيق هامش الحريات السياسية في الجنوب، حيث تُواجه الأصوات المعارضة إقصاءً أو تهميشًا ممنهجًا.
التزكية هنا ليست مجرّد اتفاق تقني، بل هي تعبير عن اختلال واضح في التوازن السياسي، وتكريس لهيمنة ثنائية تتحكم بكل مفاصل القرار المحلي، من دون منافسة، ولا حتى فرصة لإبداء الرأي أو المحاسبة. فهل نحن أمام ديمقراطية شكلية تُمارس بقبضة من حديد، أم أمام نموذج مُقنَّع من الإلغاء السياسي؟
وبالعودة الى السياسة، فقد وصل سلام في الأولى والنصف بعد ظهر امس الى مطار دمشق يرافقه وفد وزاري ضم وزراء الدفاع اللواء ميشال منسى ، الداخلية العميد احمد الحجار والخارجية يوسف رجي. ثم انتقل رئيس الحكومة والوفد المرافق على الفور الى قصر الشعب، حيث استقبله الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني. ثم عقد اجتماع حضره وفدا البلدين.
وأعلن المكتب الإعلامي لوزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي أن “المحادثات إلى سوريا كانت إيجابية وبناءة، تناولت الملفات العالقة منذ زمن بين البلدين، وفي مقدمها ترسيم الحدود وضبطها، ملف اللبنانيين المفقودين، ملف الموقوفين في السجون اللبنانية، ملف النازحين السوريين، مصير المجلس الأعلى اللبناني – السوري وإعادة النظر بمعاهدات الأخوة والتعاون بين البلدين”.
وأشار الرئيس سلام إلى أن هذه الزيارة من شأنها فتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين البلدين على قاعدة الاحترام المتبادل واستعادة الثقة، وحسن الجوار، والحفاظ سيادة بلدينا وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضنا البعض، لأن قرار سوريا للسوريين وقرار لبنان للبنانيين.
كذلك، تم التداول في تسهيل العودة الآمنة والكريمة للاجئين إلى أراضيهم ومنازلهم بمساعدة الأمم المتحدة، والدول الشقيقة والصديقة.
وقد بحث الوفد اللبناني في مصير المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في سوريا، بالإضافة إلى مطالبة السلطات السورية بالمساعدة في ملفات قضائية عدة، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة وزارية مؤلفة من وزارات الخارجية، الدفاع، الداخلية والعدل لمتابعة كل الملفات ذات الاهتمام المشترك. على ان يستكمل البحث في ملفات أخرى من قبل، وزارات الاقتصاد، الأشغال العامة والنقل، الشؤون الاجتماعية والطاقة.
اما في الداخل، زار موفد المملكة العربية السعودية الأمير يزيد بن فرحان المُكلف بالملف اللبنانيّ صباح امس رئيس الجمهورية جوزاف عون لعرض التطورات في لبنان والمنطقة. كما التقى الأمير يزيد بن فرحان، وكان على جدول أعماله الملف اللبناني السوري. وكشفت مصادر سياسية عليمة ان المسؤولين السعوديين ينتظرون نتائج زيارة سلام لسوريا، وما قد يسفر عنها من خطوات عملية وتشكيل لجان لمعالجة المواضيع الخلافية ، ليقرروا موعد الاجتماع الثاني لوزيري دفاع لبنان وسوريا في جدة، بعدما رعى وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان اتفاقا بين الوزير اللبناني منسى والسوري اللواء مرهف ابو قصرة يتصل بترسيم الحدود لاهميتها الاستراتيجية.
وكان سلام، استقبل قبل سفره الى الشام، أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على مائدة فطور صباحا في منزله. وقد جرى خلال اللقاء البحث في تطورات الوضع في لبنان والمنطقة، مع التشديد على عمق علاقات لبنان العربية، ومساعدة الأشقاء العرب للبنان على تجاوز الأزمات، انطلاقاً من التزامه بإقرار برنامج الاصلاحات، ومساعدته في تثبيت سيادته على كامل أراضيه والضغط لتأمين الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب، وبسط الدولة سلطتها الكاملة بقواها الذاتية. كما جرى التطرق إلى تطورات الوضع في فلسطين وخصوصاً في قطاع غزة، مع التشديد على وجوب وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، ومواصلة المساعي العربية مع القوى الدولية للالتزام بمقررات قمة بيروت العربية في العام ٢٠٠٢ والتي تنص على حلّ الدولتين.
في غضون ذلك، استقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون، الذي يتوجه الى قطر والامارات في الساعات المقبلة، رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، وتم خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة والتطورات السياسية في البلاد. الى ذلك، أبلغ رئيس الجمهورية، العضو في اللجنة الفرعية لتخصيص الاعتمادات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بول غروف، إن “مسيرة الإصلاحات انطلقت وهي حتماً لمصلحة لبنان قبل أن تكون بناء على رغبة المجتمع الدولي”. بدوره، أكد المسؤول الأميركي “استمرار المساعدات الأميركية لدعم لبنان”.
وفي المواقف، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل أن أي حوار داخلي يجب أن ينطلق من الأولوية الوطنية والقضية المحورية وعنوانها أن اسرائيل عدو لبنان، وأن طردها من أرضنا وتحرير اسرانا ووقف عدوانها واستباحتها لسيادتنا وإعادة اعمار ما دمره العدو هو واجب ملقى على عاتق اللبنانيين المخلصين لبلدهم وعلى عاتق دولتهم ومؤسساتها.
وقال فضل الله: إن الحملة التحريضية على المقاومة تقودها الادارة الاميركية وتجد صداها في لبنان لدى جهات أو مجموعات معروفة وهي الجهات نفسها التي كانت دائما ضد مقاومة الاحتلال وفي بعض المحطات جزءا من مشروعه التدميري، وهي اليوم تروج لتهديداته وتبرر ممارساته ضد اللبنانيين، وبذلك لا تخالف الدستور والقانون فحسب، بل هي تخرج عن منطق الدولة وعن الفطرة الوطنية.
ماليا، عقدت لجنة المال والموازنة جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان وحضور وزير المال ياسين جابر لمتابعة درس زيادة مساهمة لبنان في صندوق النقد الدولي وتعديل الزيادات على الرسوم التي أقرتها الحكومة في موازنة 2025. وقال كنعان بعد الجلسة : “موافقون على زيادة الاكتتاب بحصة لبنان في صندوق النقد وفق تصور واضح على قاعدة امكانات الخزينة التي ستحددها وزارة المال في الهيئة العامة”.
وفي السياق، اكد وزير المالية ياسين جابر بعد اجتماع لجنة التفاوض مع صندوق النقد ان خلال أسابيع قليلة سيشعر الجميع بتغيير كبير سيحصل في البلد من خلال التعيينات الجديدة التي وضعت لها آلية شفافة. من جهته، اشار وزير الاقتصاد عامر بساط لـ”بلومبرغ” الى ان المودعين اللبنانيين سيستردون أموالهم تدريجيا كجزء من أي إصلاح مالي شامل.
على صعيد آخر، بحث رئيس مجلس النواب نبيه بري الأوضاع العامة والمستجدات السياسية وشؤونا تشريعية خلال لقائه رئيس كتلة جمعية المشاريع النيابية النائب عدنان طرابلسي، مع وفد من جمعية “المشاريع الخيرية الاسلامية”. وبعد اللقاء، تحدث النائب طرابلسي :”سيكون هناك إجتماع نيابي، لانها بيروت وهي تهم كل لبنان ولأنها العاصمة، كما تم التأكيد، أنه لا بد ان يكون الانماء فيها موضع إهتمام من الجميع وان شاء الله خلال ايام سيكون هناك توافق على تشكيل لائحة يكون الكل مشارك فيها”.