أخباركم – أخبارنا/ تقرير فلسطين الميداني
انه الطعام المغمّس بالدماء …أمام إحدى تكايا الطعام في مواصي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، كان يصطف عشرات النازحين في طابور اعتيادي لأخذ وجبة الطعام اليومية. كان المشهد طبيعيًا والطعام يغلي على نار الحطب، والمشرفون والمتطوعون يتسابقون في إعداد الوجبات، قبل أن تحول صواريخ الاحتلال إلى مشهد يغطيه الدمار وتملؤه الدماء، ليرتقي إثر ذلك 7 شهداء بينهم أطفال.
في هذا الصباح القاتم، لم تكن الطفلة دعاء (6 أعوام) تتخيل أن الطريق الذي تسير فيه حاملة طبقًا فارغًا على أمل أن تعود بداخله طعامها لذلك اليوم، هو ذاته الطريق الذي يأخذها إلى نهاية حياتها. يقول والدها محمد أبو جامع: “كانت كل ما تريده دعاء فقط الحصول على بعض الطعام لعدم توفر المواد الغذائية في الأسواق وارتفاع أسعارها، وكانت هذه أول مرة ترافق فيها دعاء شقيقاتها إلى التكية التي تبعد عن مكان وجودنا مسافات طويلة”.
وأوضح محمد أبو جامع، أن طفلته دعاء كانت ترتدي الثوب الفلاحي المطرز الأقرب لقلبها، “وكأنها كانت تشعر أنها ستُستشهَد في ذلك اليوم فأرادت أن تتزين بأفضل الملابس” حسب قوله.
انها الحرب ..انه الموت..!
من جهة ثانية، وصل 9 أسرى، اليوم الإثنين، إلى مستشفى “شهداء الأقصى” في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة عبر بوابة “كيسوفيم” أفرجت عنهم إسرائيل بعد أشهر من الاعتقال.
ووصل الأسرى إلى مستشفى “شهداء الأقصى” وسط القطاع عبر مركبات الصليب الأحمر، لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لهم، ووصفت حالتهم الصحية بالسيئة.
ودخل الأسرى المفرج عنهم القطاع عبر بوابة “كيسوفيم” بالسياج الفاصل شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وبحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين، فإن هناك أكثر من 2000 معتقل من قطاع غزة محتجزين في سجون: سيديه تيمان، وعنتوت، وعوفر العسكري، والنقب.
ومنذ استئناف الجيش الإسرائيلي قصفه لقطاع غزة في 18 مارس الماضي، قتل أكثر من 1480 فلسطينيا، وأصيب 3688 آخرون، فيما ارتفعت حصيلة القتلى في القطاع منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023 إلى 50846، أغلبيتهم من الأطفال والنساء.
ميدانيا، أعلنت وزارة الصحة، يوم الإثنين، وصول 39 شهيدًا إلى مستشفيات قطاع غزة، مع دخول حرب الإبادة الإسرائيلية يومها الـ555، دون أي تقدم في المفاوضات الجارية في القاهرة.
وبحسب الاستخبارات الإسرائيلية فإن نحو 20 ألفًا من مقاومي كتائب القسام ما زالوا على قيد الحياة، بما في ذلك بعض قادتها.
وأفادت وزارة الصحة بوصول 38 شهيدًا و118 إصابة إلى المستشفيات بعد ارتقائهم وإصابتهم في غارات خلال الـ24 ساعة الماضية، إضافة لشهيد تم انتشاله من تحت الأنقاض.
وأوضحت أن حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر ارتفعت إلى 50 ألفًا و983 شهيدًا، بينهم 1613 شهيدًا ارتقوا منذ استئناف الحرب في 18 آذار/مارس الماضي.
وأعلنت سرايا القدس، يوم الإثنين، أنها تمكنت من قنص جندي يعتلي تلة المنطار في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. جاء ذلك بعدما أعلنت كتائب القسام، يوم أمس، عن تفجير منزل مفخخ مسبقًا في قوة إسرائيلية خاصة تسللت إلى منطقة أبو الروس شرق مدينة رفح، وقالت إنها أوقعت الجنود بين قتيل وجريح.
ونشرت منصات غير رسمية إسرائيلية عن “حدث أمني” في قطاع غزة أسفر عن إصابة جنديين بجروح متوسطة وطفيفة، وقالت إنهما نقلا بالمروحيات لتلقي العلاج في إسرائيل.
بينما قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، إن القوات الجوية هاجمت نحو 35 هدفًا في قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
ووفقًا ليوآف زيتون، المحلل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن كتائب القسام، وعلى عكس ما توقعه الجيش الإسرائيلي، لا تشن هجمات أو كمائن أو حتى قذائف هاون باتجاه محيط قوات الجيش المحدودة نسبيًا، التي تم نشرها في عمق المنطقة العازلة على الحدود وبين خان يونس ورفح.
ورأى يوآف زيتون أن ما تفعله كتائب القسام يأتي في سياق سياستها الاستراتيجية المُتَّبعة منذ بداية العملية البرية، التي تتلخص في الحفاظ على قدراتها، حتى لو تعرضت للقصف.
من جهة ثانية، يدخل عدوان الاحتلال “الإسرائيلي” على مدينة ومخيم جنين يومه الـ 84 وسط عمليات تجريف وإحراق منازل، وتحويل أخرى إلى ثكنات عسكرية.
واعتقلت قوات الاحتلال فجر اليوم شابين من بلدة اليامون بعد اقتحام البلدة ومداهمة منازل فيها، كما داهم جنود الاحتلال منازل في بلدة كفر دان غرب جنين وفتشوها. وانتشر جنود الاحتلال يوم أمس في محيط مستشفى الامل ومحيط عمارة الربيع في شارع المحطة بفرق المشاة، وداهم عددا من المباني في المنطقة، كما اقتحم جنود الاحتلال أمس المنطقة الصناعية في المدينة واحتجزوا مركبة واستجوبوا صاحبها، وفي قرية جلبون شرق جنين أطلق جنود الاحتلال القنابل المسيلة للدموع .
وبحسب محافظ جنين كمال أبو الرب، فإن عدد النازحين وصل الى 21 ألف نازح، موزعين على عموم المحافظة، حيث يتواجد في المدينة 6000 نازح، فيما يسكن 3200 نازح في سكنات الجامعة العربية الامريكية، وتستقبل ببدة برقين 4181 نازحا.
وقال أبو الرب: إن الاجتماعات مع الحكومة والوزارات ذات الاختصاص مستمرة لتوفير بيوت متنقلة للنازحين في مدينة جنين، حيث تم اعتماد خطة لاستجلاب 200 منزل متنقل في المرحلة الاولى لإيواء النازحين. فيما يستمر الاحتلال في دفع تعزيزات عسكرية ومدرعات إلى المدينة والمخيم، وجرافات الـ D10، من حاجز الجلمة العسكري الى محيط المخيم، ونشر قوة من الجنود المشاة في منطقة الغبز في محيط المخيم ومنطقة واد برقين، وشق الطرق وتوسيعها، وتغيير معالم المخيم، وهدم منازل المواطنين. ويواصل جيش الاحتلال تدريباته العسكرية في محيط حاجز الجلمة العسكري شمال جنين، حيث يطلق الرصاص الحي من وقت إلى آخر في محيط مخيم جنين الخالي من السكان.