أخباركم – أخبارنا/ همسة/ مصطفى أحمد
يعاني حزب الله من تعدد وجهات النظر في داخله ، وهو ليس بقادر بذاته على اتخاذ اي قرار يتعلق بحاضره وبمستقبله . لذا نرى بعض قادته ينبشون الماضي لاستخدامه في موقفهم من القضايا المطروحة عليهم ومنها موضوع السلاح …، وهذا الاستحضار للماضي اسهل عليهم ويعبر عن الحالة الصعبة التي يمرون بها .
لذا ، اعتقد ان حل قضية سلاح حزب الله يقع امام عدة احتمالات :
_ الاول : قرار ايراني يطلب من الحزب تسليم سلاحه وهذا له متطلباته، بعد التوصل الى اتفاق مع الأميركيين ، او ان يسقط النظام الايراني بفعل عجزه عن ايجاد الحلول لمشاكله وبفعل عدم قدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة التي تساعد على ايجاد الحلول لأزماته وبالتالي على انقاذه .
_ الثاني : ان تقوم الدولة اللبنانية عبر مؤسساتها الرسمية بتنفيذ هذا القرار ولهذا الامر مخاطره الجمة يعرفها الجميع. ويمكن لهذا الامر ان ينجح اذا حصل انقسام جدي بين القوتين السياسيتين الاساسيتين اي امل وحزب الله ، وهذا الامر غير وارد في المستقبل المنظور
_ الثالث : ان تعود الحرب من جديد وبشكل اكثر عنفا ، وهو احتمال وارد لا ينبغي استبعاده ، وان يفرض حصار خارجي على لبنان ، وحتى هذه اللحظة هو اكثر الاحتمالات ترجيحا.
_ الرابع : ان تحل لغة العقل في حزب الله ، وتتوصل قيادته الى اتخاذ قرار تلقائي بتسليم سلاح الحزب للدولة اللبنانية والتحول الى حزب سياسي ، وهذا الامر مستبعد ، وهو ينسف فكرة تأسيس حزب الله كتنظيم مسلح على يد الحرس الثوري اللبناني . لذا ، فان مطالبة حزب الله بالتحول الى حزب سياسي امر شبه مستحيل ولن يكتب له النجاح في ظل المعطيات الراهنة .
_ الخامس : ان يحصل انقسام في حزب الله بفعل ضغط المشاكل الذاتية التي تواجهه وستواجهه يوما بعد يوم ، وهي كثيرة وستزداد اكثر فأكثر ، من جهة ، وبفعل الضغوطات الخارجية والداخلية عليه ، من جهة ثانية ، مما قد يسهل ويساعد في ايجاد حل لسلاح حزب الله ولغيرها من القضايا.
فأي احتمال سيتقدم على غيره بالنسبة لسلاح حزب الله ، لندع التطورات القادمة تجيبنا على هذا الامر … ولن تطول الفترة التي ستحمل الجواب .