أخباركم – أخبارنا/ تقرير فلسطين الميداني
في زمن تغرق فيه غزة تحت نار القصف ورائحة البارود، وتُهدّ البيوت على رؤوس ساكنيها، هناك من قرر أن يقاوم بطريقة مختلفة، لم يرفع سلاحًا، ولم يعتلِ منبرًا سياسيًا، بل حمل هاتفًا محمولًا، ومشى وسط الأنقاض، ليصوّر ضحكة.
فمن قلب الكارثة، ظهر صنّاع محتوى غزيون يحوّلون مشاهد الدمار إلى لحظات ساخرة، ليس سخرية من الألم، بل من عبثية الواقع، ومن حربٍ تحاول أن تسحق الحياة، هؤلاء ليسوا ممثلين محترفين، بل نازحون، ممرضون، طلاب، وأطفال، قرروا أن يصنعوا فنًّا شعبيًا، بسيطًا، لكنه عميق الأثر.
ففي مقطع مصوّر، يظهر سامر العامودي، المعروف بـ “أبو سمير”، يعلّق على أخبار الهدنة بكلمات ساخرة وبلهجة غزية محبّبة خلف ضحكته، تختبئ مآسٍ كثيرة: بيته دمّر، وأقارب له استشهدوا، لكن ما زال يختار السخرية ردًّا على الحرب.
هو ممرض في الأصل، وله جمهور واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، كان يصنع محتوى ساخرًا حتى قبل الحرب، لكنه وجد نفسه اليوم أكثر التصاقًا بالناس من أي وقت مضى، يتحدث بلغتهم، ويحكي وجعهم، ويضحكهم على ما لا يُضحك، من حديثه عن الجنود الأسرى إلى يوميات النزوح والجوع، تحوّلت فيديوهاته إلى مساحة للغزيين للتنفّس وسط الضيق.
انها الحرب..انه الموت..
من جهة ثانية، بثت كتائب عز الدين القسام، رسالة قصيرة مصوَّرة، وجهتها إلى أهالي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة. وتضمنت المشاهد التي اقتبستها القسام من أرشيف سابق لتسليم جثث أسرى بواسطة الصليب الأحمر في نعوش سوداء “كونوا مستعدين. قريبًا سيعود أبناؤكم في توابيت سوداء”.
وكتبت الحركة في المقطع: “كونوا مستعدين، قريباً سيعود أبناؤكم في توابيت سوداء وجثث مزقتها شظايا صواريخ جيشكم، جهزوا من الآن أماكن دفنهم”. وأضافت: “فقد وقعت قيادتكم على قرار إعدام الأسرى في قطاع غزة”.
من جهة ثانية، قال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة:فقدنا الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألكسندر بعد قصف مباشر استهدف مكان وجودهم.
واضاف “تقديراتنا أن جيش الاحتلال يحاول عمدا التخلص من ضغط ملف الأسرى مزدوجي الجنسية لمواصلة حرب الإبادة”.
في سياق آخر، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفيروآلاف المستوطنين امس الثلاثاء الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، قد اغلقت الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، أمام المصلين المسلمين، فيما سمحت للمستوطنين استباحة الحرم بكافة أرقته وساحاته، للاحتفال بعيد ما يسمى “الفصح”.
وقال مدير أوقاف الخليل جمال أبو عرام، إن قوات الاحتلال أغلقت الحرم الإبراهيمي، وأروقته وساحاته كافة منذ الليلة الماضية، وسيتواصل حتى مساء اليوم الأربعاء.
كما اغلقت قوات الاحتلال المحال التجارية في منطقة باب البلدية القديمة بالبلدة القديمة من مدينة الخليل وعدد من المحال في شارع الشلالة.
ميدانيا، يتواصل العدوان الإسرائيلي الدموي على قطاع غزة، منذ 18 مارس/ آذار الماضي، بعد تهدئة هشة سرعان ما انقلب عليها نتنياهو، واستأنف حرب الإبادة والتهجير ووقف المساعدات وإغلاق المعابر، التي بدأت قبل نحو 16 شهرًا.
وبين حين وآخر، تشن طائرات الاحتلال غارات على مناطق متفرقة في قطاع غزة، وتطال كل شيء ينبض بالحياة فيه، في حين تضرب المدفعية الإسرائيلية قذائفها لتبيد كل ما تصل إليه، لتفرغ في أجسام أطفال القطاع ما احتوته من ذخائر أمريكية، لم يتوقف مددها عن “إسرائيل” منذ بدء الإبادة.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، في تقريرها اليومي، بوصول 17 شهيداً و69 إصابة إلى مستشفيات القطاع خلال 24 ساعة مضت.
وأشارت الوزارة إلى أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وبلغت حصيلة الشهداء على قطاع غزة منذ استئناف حرب الإبادة الجماعية على القطاع في 18 مارس/ آذار المنصرم 1630 شهيداً، و4302 إصابة.
وارتفع إجمالي شهداء القطاع إلى 51 ألفاً، بينما سُجلت 116 ألفاً و343 إصابة في القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023.
وأُعلن مساء الثلاثاء، عن استشهاد الشاب علاء ثابت في قصف الاحتلال سطح منزل محيط مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، وسط قطاع غزة.
ونقلًا عن مصادر محلية،اطلق الطيران المسير الإسرائيلي الحربي أطلق النار في محيط مفترق شارع المنصورة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي، بعد مغرب الثلاثاء، شمال بلدة عبسان الكبيرة شرق خانيونس جنوب قطاع غزة.
وشنّ طيران الاحتلال الحربي، غارة جوية على شمال غرب رفح جنوب القطاع، وأخرى عنيفة على حي الشعف بالقرب من روضة البشير شرقي غزة، وثالثة على حي التفاح شرقي المدينة.
ونفذت طائرات الاحتلال الحربية غارة جوية على شمال رفح جنوب قطاع غزة، وأخرى استهدفت جنوب مدينة خانيونس جنوبي القطاع. بينما قصفت طائرات الاحتلال بغارتين بلدة الزوايدة وسط القطاع.
واستهدف طيران الاحتلال الحربي موقع البحرية على شاطئ النصيرات وسط قطاع غزة.
واستشهد الشقيقان إبراهيم سعد عليان المصري ومصعب سعد عليان المصري وأصيب آخرون إثر قصف من طائرات الاحتلال على بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، كما أصيب عدد من المواطنين في قصف إسرائيلي لاحق على البلدة.
واضطر آلاف النازحين لإخلاء مراكز الإيواء في مدارس اربيكان والرافعي وفاطمة بنت أسد في جباليا البلد شمال القطاع بعد أن هدد جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصفها.
وأفادت مصادر طبية باستشهاد مانع حنون، أحد موظفي مستشفى الكويتي، متأثرًا بجراحه بعد نقله إلى مستشفى الأوروبي، عقب استهداف البوابة الخلفية للمستشفى غربي مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وأصيب في نفس الحادثة 10 آخرون من الكوادر الطبية في المستشفى.
وأفاد مدير مستشفى القدس التابع للهلال الأحمر في غزة بشار مراد، أن العمليات الجراحية قد توقفت وعاد الأطباء لاستخدام الوسائل البدائية للتعامل مع الجرحى، نتيجة نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية.
وقالت وزارة الصحة إن الخدمة الصحية في المستشفيات تُقدم وفق أرصدة محدودة من الأدوية والمهام الطبية.
وأكدت في بيان لها، أن أزمة نقص الأدوية تُعيق عمل الطواقم الطبية لإتمام التدخلات الطارئة للجرحى، فيما مئات المرضى والجرحى لا تتوفر لهم أدوية وتزداد معاناتهم مع اغلاق المعابر.
وبينت الصحة أن مرضى السرطان والفشل الكلوي والقلب الأكثر تأثرًا بنقص الأدوية والمهام الطبية.
وأشارت إلى أصناف أخرى من قائمة الأدوية مُهددة بالنفاد، ما يعني تفاقم مستويات العجز عن 37% من الأدوية و59% من المهام الطبية.
وطالبت المؤسسات الدولية بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإدخال الإمدادات الطبية والمستشفيات الميدانية.
