أخباركم – أخبارنا
كتب حلمي موسى:
على وقع التطورات المتسارعة والمفاوضات المتبادلة، تتواصل الأنشطة الدبلوماسية على جبهة غزة، حيث أُعلن عن تفاهمات مبدئية بين الأطراف، رغم استمرار الخلافات الكبيرة حول قضايا أساسية، على رأسها تسليح حماس ومدة وقف إطلاق النار. ففي الوقت الذي نقلت فيه وكالة رويترز عن مصدرين مصريين أن هناك “تقدماً كبيراً” في المحادثات، أكد مسؤولون إسرائيليون أن لا تقدم حقيقياً قد تحقق حتى الآن، وأن إسرائيل ترفض بشكل قاطع خطة خمس سنوات لوقف النار، إلا إذا وافقت حماس على نزع سلاحها بشكل كامل.
وفي إطار ذلك، قال مراسل الشؤون الدبلوماسية في قناة 24 العبرية، عميحاي شتاين، إن إسرائيل ترفض وقف إطلاق نار طويل الأمد إلا إذا وافقت حماس على تسريح عناصرها، وهو ما يبدو غير مستعد له حتى الآن. أما مراسل قناة 12، عميت سيغال، فاعتبر أن الخلاف حول امتلاك حماس للسلاح هو بمثابة مؤشر على عدم وجود تقدم حقيقي، موضحًا أن النزاع الحقيقي يبدأ عند الحديث عن القدس واللاجئين، وليس فقط عن توزيع المياه أو وقف النار.
وفي المقابل، نفت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية ما أوردته رويترز، وأكدت أن المفاوضات لم تصل إلى أي تقدم حقيقي، فيما جاء تقرير إيتامار آيخنر من يديعوت أحرونوت ليؤكد أن وفدًا إسرائيليًا برئاسة وزير الأمن الداخلي رون ديرمر توجه إلى القاهرة لمناقشة وقف إطلاق النار، وأن مصر ستقدم اقتراحًا بوقف خمس سنوات مقابل إطلاق سراح كافة الرهائن المحتجزين في غزة، وهو ما ترفضه إسرائيل بشكل قاطع.
أما المصادر المصرية، فهي تؤكد أن هناك “تقدمًا كبيرًا” في المحادثات، وأن اتفاقًا مبدئيًا على وقف طويل الأمد قد تم التوصل إليه، رغم وجود خلافات حول مسألة تسليح حماس والأسلحة التي بحوزتها. في حين، أعربت شخصية سياسية إسرائيلية عن معارضتها الشديدة لمبادرة وقف النار لمدة خمس سنوات، معتبرة إياها خطوة تسمح لحماس بالتعافي وتسليح نفسها مجددًا، وتعيدها إلى حرب ضروس ضد إسرائيل.
وفي سياق آخر، أشار مسؤول إسرائيلي كبير إلى أن عدم بدء حرب شاملة حتى الآن هو نتيجة لفرصة أُعطيت للمفاوضات، وأن الهدف هو إطلاق سراح الرهائن، لكن الصبر لن يطول. وأكد أن إسرائيل تضع نصب عينها إسقاط نظام حماس في غزة، واستعادة جميع الرهائن، مع استمرارها في التصعيد حتى تحقيق أهدافها.
وفيما يخص مستقبل الحرب، قال ديرمر إن إسرائيل ستنهي الحرب بنصر، وستضمن ألا تُهدد غزة أمنها، وأنها ستعمل على إعادة الرهائن. وأكد أن النصر هو المفتاح، وأن هناك رغبة واضحة لدى القيادة الإسرائيلية لإنهاء الحرب بشكل حاسم.
وفي الختام، تحدثت الإذاعة الإسرائيلية عن مقترح مصري جديد يقضي بوقف إطلاق نار لستة شهور بعد الإفراج عن نصف الأسرى، مع فتح المعابر، وهو ما يلقى اهتمامًا واسعًا، لكن يبقى على المفاوضات أن تتخطى الخلافات والتحديات الكبرى لتحقيق السلام المنشود.