كتب ابراهيم بيرم: في ظل السخونة الدائمة في المنطقة الحدودية بين لبنان والكيان الاسرائيلي، ثمة من يطرح السؤال: هل ان “ا ل ح ز ب” يبيت امراً تصعيدياً في تلك المنطقة؟
ثمة وقائع ومستجدات ميدانية تحصل بين ساعة واخرى، تبرر اثارة هذا السؤال من جهة، وتبرر موجة المخاوف التي يدأب الجانب الاسرائيلي على اطلاقها يومياً؟
فالمعلوم ان (ا ل ح ز ب) يستعد لاحياء ذكرى انتهاء حرب تموز عام 2006، والتي يعتبر انها حققت له “نصراً إلهياً” .
وفي الوقت عينه، يفترض ان يلتئم مجلس الامن الدولي خلال الساعات المقبلة لاقرار التمديد الروتيني للقوة الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل). ومع كل تجديد لهذه القوة التي اتت الى لبنان بموجب القرار الاممي 1701 تبذل عواصم غربية جهوداً لادخال تعديلات على مهمات هذه القوة على نحو يلبي الاهداف الاسرائيلية. ولقد بات معلوماً ان هناك مساعي فرنسية تبذل اخيراً بغية ضم المخيمات الفلسطينية الثلاثة الواقعة بالقرب من صور (الرشيدية والبرج الشمالي والبص) الى نطاق عمل اليونيفيل انفاذاً لرغبة اسرائيلية.
وعليه، ثمة من يسارع الى ربط هذا الامر بحادث موضعي محدود الاثر، سجل حصوله خلال الساعات القليلة الماضية على السياج الفاصل بين لبنان واسرائيل، معتبراً انه رسالة اعتراض يبعث بها (ا ل ح ز ب) الى الامم المتحدة للحيلولة دون اقرار هذا التعديل.
فعند الخامسة من عصر الاحد، اقترب من الجانب اللبناني شاب يستقل دراجة نارية من هذا السياج قبالة مستوطنة المطلة، والقى عليه قنبلة حارقة كان يحملها ثم فرّ.
ورغم ان الاعلام الصهيوني اعلن ان القنبلة لم تنفجر، الا انه اشار الى ان القوات الاسرائيلية المتواجدة في المكان، اكتفت باطلاق النار في الهواء ومن دون ان تتعمّد الرد مباشرة.
ولقد اعتبر الاعلام الاسرئيلي هذا الحدث تصعيداً واستفزازاً من جانب (ا ل ح ز ب) يوازي “خيمة (ا ل ح ز ب) ” في مزارع شبعا، والتي تمثل ايضاً استفزازاً كونها اقيمت في بقعة تعدّها اسرائيل تابعة لسيادتها.
والمعلوم ايضاً، ان الاعلام الاسرائيلي روّج اخيراً بأن (ا ل ح ز ب) اخلى هذه الخيمة من عناصر الحراسة فيها.
لكن مصادر (ا ل ح ز ب) ابلغت موقعنا انها على جاري العادة لا تعلق على اي كلام اسرائيلي تجاهها، لكنها اكدت ان (ا ل ح ز ب) زود اخيراً هذه الخيمة المقامة منذ ايار الماضي بمراحيض جاهزة البناء.
وفي كل الاحوال، يبدو (ا ل ح ز ب) محكوماً دوماً بابتكار اساليب واجراءات ميدانية جديدة، تشعر العدو بأنه يتعمد الاستفزاز ولا يركن اطلاقاً الى اي تهديدات تأتي من جانبه.
ومما يذكر، ان نائب الامين العام لـ (ا ل ح ز ب) الشيخ نعيم قاسم، اعلن اخيراً ان (ا ل ح ز ب) لن يكون البادىء في شن اية هجمات على اسرائيل، بل هو في موقع دفاعي ضد اي عدوان من الجانب الاسرائيلي.