
كتب ابراهيم بيرم: ينقل بعض فريق العمل في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، ان مناخات من الارتياح والطمأنينة عاودت رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد وقت قصير من حادثة الكحالة المشؤومة والمستنكرة.
واكثر من ذلك، فان بري صار متأكداً بعد الحادثة وما تلاها، ان ما من احد او جهة قادرة على دفع الامور في البلاد نحو هاوية التفجير، رغم كل مناخات الضغط والتهويل والتوتير التي اتقنها البعض ومضى فيها بعيداً خلال الفترة السابقة.
وهذه القناعة، وفق المصادر عينها، ترسخت عند الرئيس بري بناء على رصد دقيق من جانبه لمسار الأمور والتطورات الدراماتيكية في اعقاب الحادث اياه، وخصوصاً لجهة طبيعة ردود الفعل المتعلقة والواعية التي صدرت عن الشارع المسيحي عموماً.
صحيح، يضيف هؤلاء، ان الرئيس بري يعلم يقيناً ان ثمة من استثمر في هذه الحادثة، واشاع موجة عارمة من التهويل والتخويف اعادت الى ذاكرة قسم من اللبنانيين محطات سيئة الذكر ومشؤومة.
وابعد من ذلك، ثمة من اثرت عليه هذه الموجة الى درجة انه توقع ان تخرج الامور عن السيطرة وتذهب في اتجاهات بالغة السلبية، لكن والحمد للله ظهر خلال وقت قصير عدد من المعطيات والوقائع الواعدة والايجابية، مما طرد المخاوف وبدد الهواجس التي فرضت نفسها على المشهد سريعاً.
وتنقل تلك المصادر عن بري قوله أن في طليعة تلك المعطيات والوقائع الباعثة على الارتياح، يأتي الكلام الذي ورد في عظة مطران بيروت للطائفة المارونية يولس عبد الساتر، ابان تشييع جثمان البجاني، ضحية هذه الحادثة، في كنيسة الكحالة نفسها. وبالنسبة الينا عكس هذا الكلام رغبة جلية لدى المرجعية الروحية المارونية، ولدى شريحة واسعة من الشارع المسيحي باطفاء فتيل الفتنة سريعاً وباعادة الهدوء الى نفوس اللبنانيين جميعاً.
وتؤكد المصادر اياها ان الرئيس بري سارع بعد سماعه هذه العظة الى الاتصال بالمطران عبد الساتر، مثنياً على خطابه ومعلناً تبنيه له.
ومن تلك المعطيات ايضاً، عدم مشاركة فريق حزبي مسيحي اساسي في عمليات التجييش والشحن التي ارتفعت منسوباً بعد الحادث، فبدا هذا الفريق وكأنه ينأى بنفسه عن نهج تصعيدي – توتيري مارسه فريق آخر بلا حدود وضوابط، معتبراً ما حصل فرصة له لكي يثبت انه ما زال موجوداً في شارعه، وهذا ما يدل على ان يعاني عقدة ضعف ونقص.
يضاف الى ذلك، المناخات المتعقلة والمرنة والواعية التي صدرت عن اهالي بلدة الكحالة بعد وقت قصير على الحادثة المشؤومة.
وفي العموم، تضيف المصادر اياها، ان الرئيس بري يعتبر ان البلاد قد تجاوزت قطوعاً كبيراً وقت حصول الحادث، خصوصاً ان هناك من سعى الى الاستثمار في الحادثة سعياً الى بلوغ فتنة عمياء ضارباً بعرض الحائط تأثيراتها السلبية على البلاد والعباد.
وتخلص تلك المصادر الى اطلاق استنتاج فحواه ان الوقائع التي تلت الحادثة، جعلت بري “يتحرر” الى حد بعيد من هواجس ومخاوف انتابته في السابق، خصوصاً انه تيقن من وجود رغبة عارمة عند شريحة كبيرة من اللبنانيين عموماً تسعى الى الحيلولة دون الانزلاق نحو الفتنة.