كتب ابراهيم بيرم: بدا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي خلال الساعات الماضية منفعلاً ومتوتراً، لدرجة انه صرح بعد لقائه برئيس مجلس النواب نبيه بري، اول من امس: “ان المرحلة صعبة جداً، واذا لم نصل الى (اجتراح) حلول، فليتحمل كل واحد مسؤوليته”.
بطبيعة الحال، ليست المرة الاولى التي يفصح فيها الرئيس ميقاتي عن حجم التذمر ومدى الاستياء الذي يختزنه من مآلات الاوضاع وعدم تعاون الشركاء في الحكم معه، لكن يبدو انه اراد هذه المرة ان يعلّي الصوت الى اقصى الحدود، وان يحذر وينذر.
وحيال ذلك، بادر كثر الى تعميم استنتاج فحواه ان ميقاتي الذي يقبض على جمر الحكم وعلى كرة نار من المسؤوليات الجسام منذ ما يقرب من ثلاثة اعوام، يوشك ان يجنح نحو الاعتكاف وفق ما تكهنت به صحف ووسائل اعلام.
لكن ميقاتي ابلغ الى متصلين به صباح اليوم انه لم يتخذ قراراً بالاعتكاف، لكنه قال: “إنّ للصبر حدوداً، وان الله سبحانه لا يحمّل نفساً إلا وسعها”.
وقال: “إن مسألة الاعتكاف لا ترد لحد الآن على الاقل في قاموسي، لكن اذا ما ظلت الامور تنسج على منوال التعطيل وعدم التجاوب والتعاون، فساعتها تصير كل الاحتمالات واردة عندي”.
وأضاف: “ليست المرة الاولى التي يواجهنا مثل هذا الكم من العراقيل والمعوقات ومثل هذه المناخات التعطيلية، فنحن على دراية بما ينتظرنا منذ اليوم الاول لحكومتنا، لكننا بتنا نستشعر في الآونة الاخيرة بأن ثمة من وضع في حساباته الضمنية ان يقطع الطريق علينا، وان يعرقل حتى عملية تصريف الاعمال التي نقوم بها”.
ولفت ميقاتي الى عرقلة البعض القوانين الاصلاحية، “فكيف لنا والحال هذه ان نصرّف الاعمال وندير الأمور بالحد الادنى”.
وقال: “فوق كل هذا، يخيم علينا شبح خطر داهم بدأ يفرض نفسه اخيراً. ففي ظل العجز المتعمد والعرقلة المقصودة لاقرار قانون اعادة هيكلة القطاع المصرفي والذي سبق ووضع واشبع نقاشاً، صارت المصارف اللبنانية في وضع القاصر عن العمل والعاجز عن التفاعل مع الاسواق المالية العالمية، مما قد يؤثر سلباً على وضعها العالمي”.