خاص: كشفت مصادرنا الخاصة من سوريا انه برزت منذ أيام في المناطق السورية التي يسيطر عليها النظام حركة منتفضة ثائرة على تردّي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والحياتية في مناطق نفوذ وسيطرة بشار الأسد وجماعته.
وأطلق على هذه الحركة اسم “حركة ١٠ آب”، وهي تضم شباب ومجتمع سوري مدني قوامها أناس كانوا موالين للأسد ثم غيّروا قناعاتهم وانقلبوا عليه، وآخرين كانوا “رماديين” في مواقفهم ثم قرّروا الانضمام للحراك، وأناس كانوا صامدين لكن مع وصول الأمور الى مرحلة مأساوية لم يعد بالإمكان السكوت عنها، فتشكّلت هذه الحركة التي تتبنّى أفكاراً وطنية سيادية.
ولفتت المصادر إلى أن الشباب السوري النخبوي عاد الى الواجهة بعدما تم التنكيل بهم العام ٢٠١١ واختُرقت الثورة السلمية بتيارات إسلامية وإرهابية ودول إقليمية ساهمت في إضعاف الثورة وفشلها وانقسام المعارضة، ما خدمَ الأسد ونظامه الذي لطالما اعتاش على الفوضى وتقطيع أوصال البلاد.
نقاش حاد ما بين اهل السويداء وفوزات شقير امين حزب البعث في المنطقة
واوضحت ان هذه الحركة تحمل شعارات مدنية سلمية انطلقت من قلب مناطق النظام ومن حاضنته الطائفية والمذهبية في جبلة والقرداحة لكن من دون سلاح ولا تسلّح لا بوجه النظام ولا بوجه الخصوم لهذا النظام ومن دون الخروج في تظاهرات علنية وتكرار أخطاء الثورة الأولى العام ٢٠١١، بل بالمناشير والتعبئة في الأحياء ونشر الشعارات المناهضة للنظام بما يقضّ مضجعه ويجعله في حال خوف وقلق لعجزه عن الاهتداء على وجوه وأشخاص يقفون خلف هذا الحراك الاحتجاجي.
واكدت مصادرنا أن النظام يستميت حالياً لمعرفة تفاصيل حركة ١٠ آب ومَن يقف وراءها ومَن هم أعضاؤها، وقد باشرت الاستخبارات الأسدية حملات دهم منازل الناس في منطقته وفي الساحل للتفتيش والبحث عن أعضاء في هذه الحركة من دون نتيجة الى الآن، علماً أن بشار الأسد لايمكنه قمع أبناء مذهبه كما فعل مع المذاهب الأخرى ولا يستطيع التنكيل بهم واضطهادهم وقتلهم وإعدامهم.
ورأت أن هذا الحراك بدأ يستقطب أعداداً كبيرة من مؤيدين لسلميته وأهدافه المدنية والمعيشية والاقتصادية ويفضي الى ديمقراطية الدولة ووحدة البلاد والخلاص من الاهتراء الداخلي المتعاظم ووقف التدخّل الخارجي وطرد المحتلّين.
والجدير ذكره أن في هذا الحراك والى جانب العلويين، هناك دروز وكرد وعرب سنّة وعلمانيين وليبراليين وشيوعيين ويساريين،أي باختصار شباب سوريين من مختلف المشارب والانتماءات والمعتقدات.
وختمت مصادرنا أن هذا الحراك تلقائي داخلي من دون أي تحريض أو تمويل أو تحريك من الخارج.
اذاً هذا الحراك في سوريا، الى جانب حركة الضباط العلويين الأحرار، بارقة أمل لإسقاط النظام من الداخل وقد أدرك أهل الساحل السوري أن بشار الأسد يأخذهم الى الموت والى حرب لن تبقِ شيئاً في سوريا، في ظل أجواء حقد وطائفية واقتتال وتجارة ممنوعات ودعارة وإفلاس وفقر وسقوط التعليم وفقدان الكرامة والحرية واستباحة البلاد إيرانياً وروسياً وتركياً وأميركياً وإسرائيلياً …