كتب ابراهيم بيرم: الى اين تتجه الامور في مخيم عين الحلوة بعد دور بيان اجتماع “هيئة العمل الفلسطيني المشترك” في السفارة الفلسطينية امس، واصدارها بيان مستوحى من تقرير لجنة التحقيق في جولة العنف الاخيرة التي شهدها المخيم؟ واستطراداً، هي ستطوي مظاهر الاحتقان والاستنفار السائدة في المخيم منذ نهاية الشهر الماضي؟
بعد اقل من اربع وعشرين ساعة على الكشف عن مضمون محضر اللجنة التي اسند اليها مهمة اجراء تحقيق في احداث مخيم عين الحلوة، والذي سلم الى “هيئة العمل الفلسطيني المشترك” في لقاء حاشد في مقر السفارة الفلسطينية في بيروت، والذي صدر بعده بيان تضمن توصيات باجراءات يتعيّن تنفيذها لمعالجة الموقف، تحدثت تقارير امنية عن قنبلة يدوية القيت من مدرسة بيسان التابعة لوكالة الاونروا في اتجاه مدرسة السموع المقابلة.
وعلى الفور انبرى من العالمين بالشأن الفلسطيني الى اطلاق استنتاج فحواه، ان الموقع الذي منه اطلقت القنبلة تلك تشغله حالياً عناصر من المجموعات الفلسطينية المتشددة (جند الشام والشباب المسلم)، وان الموقع الذي استهدفته تلك القنبلة التي عكرت هدوء المخيم، تتمركز فيه عناصر من حركة “فتح”.
وهذا يعني ان تلك المجموعات، تبعث بردها الميداني السلبي على ما ورد في لجنة التحقيق التي كانت باشرت مهمتها منذ ان وضعت المواجهات في المخيم اوزارها قبل اكثر من ثلاثة اسابيع.
وكان ثمة تفاهم مسبق على ان يكون تقرير اللجنة بعد انجاز مهمتها، والذي سيردف ببيان بمثابة العنصر الفصل الذي ستبنى عليه خطة اعادة الهدوء والاستقرار الى المخيم، بعد ان شهد جولة عنف غير مسبوقة بضراوتها استمرت نحو خمسة ايام وكانت حركة فتح هي الخاسر الاكبر فيها.
وعلى الرغم من ان القنبلة التي دوت في المخيم صبيحة امس كانت صوتية ولم تؤد الى اية اضرار، الا ان ثمة من اعتبرها اعتراضاً اولياً من جانب هذه المجموعات المتشددة في المخيم والتي احرزت تقدماً في المواجهات الاخيرة على التقرير والبيان.
وواقع الحال هذا عزز من استنتاج كان يطلقه خبراء في اوضاع المخيم وتعقيداته، وفحواه انه يستحيل على هذه المجموعات المتشددة ان تقبل باعادة عجلة الامور الى ما قبل جولة الاشتباكات الاخيرة في المخيم وما رسمته على الارض من موازين قوى.
وواقع الحال هذا يوجب على فتح عدم المضي في التحدي واللجوء الى استيعاب ما حدث والاقتناع انها باتت عاجزة عن اعادة الامور الى الوراء حيث كان لها السطوة المطلقة.
وتعليقاً على بيان السفارة الفلسطينية وتقرير التحقيق، ابلغ الناطق بلسان حركة “حماس” في لبنان جهاد طه الى موقعنا: “ان الحركة ترى ضرورة الالتزام بمضمون بيان اول من امس خصوصاً لجهة متابعة آليات تسليم المشتبه بهم الى الجهات المعنية في الدولة اللبنانية المخولة اجراء التحقيقات وكشف ملابسات كل ما جرى”.
اضاف: “نحن كحركة ندرك تماماً ان المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان خصوصاً لجهة البدء بالتنقيب عن الغاز في بحره، ولجهة السعي للتمديد لقوة “اليونيفيل” في الجنوب التي تتم وسط محاولات لادخال تعديلات على قرار التمديد وغيرها من الوقائع، كلها تفرض علينا ان نتعامل مع كل القضايا خصوصاً تلك المتعلقة بأحداث عين الحلوة، بروح من المسؤولية العالية للحفاظ على الامن والاستقرار في هذا المخيم وفي كل المخيمات”.
وختم: “هناك متابعة ميدانية خلال الايام المقبلة لكل القضايا والتداعيات التي خلفتها احداث عين الحلوة المؤسفة والمؤلمة، ومن ثم ترسيخ الطمأنينة والاستقرار في داخل المخيم باجماع القوى الوطنية والاسلامية كافة”.