كتب مسعود محمد : 12 عام مروا ولم تخمد بعد “الثورة السورية” رغم تراجعها.
تبجح النظام وتبجحت ايران بقدرتهم على قمعها، وأعلنت ايران بكل وقاحة احتلال اربع عواصم عربية من ضمنها دمشق، وقالت انها سيطرت على قلب العاصمة السورية ومع ذلك لم تنكسر ارادة الشعب السوري. واستدعى النظام روسيا بغطرستها لقمع ثورة وإرادة الشعب السوري ومع ذلك بقي من يقول باعلى صوته” يا حيف” ويقاتل ولو بالكلمة والاغنية.
تلك الثورة بعد ان تراجعت الى الوراء خطوة، جددت نفسها وعادت الى الأصول وتقدمت خطوتان ورفعت من جديد شعاران مهمان من رصيد بدايات ثورة العام 2011 “السلمية” و “ارحل يا بشار”.
الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة التي ترزح تحتها المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، اعادت الاحتجاجات إلى الشارع، و لم تتوقف مطالبها عند حدود الأحوال المعيشية بل كما اسلفنا شهدت عودة لافتة إلى مطالب الثورة.
وعاد الشباب السوري لتداول أغاني الثورة وتتصدر تلك الأغاني مجموعة من أغاني الفنان السوري الملتزم ابن السويداء سميح شقير الذي وجه التحية لقريته “القرية” امس عبر صفحته للتواصل الاجتماعي عبر اغنية ” مد ايدك مديت ايدي .. يا سوري ويا عضيدي، ويلي خلاك معتر خلاني على الحديدة” وكان سميح اطلق من قبل الاغنية الاحب على قلب كل سوري “يا حيف”، كاشفاً الوجه القبيح لقمع النظام من خلالها لتصبح الاغنية ايقونة من ايقونات الثورة.
وفي حين تبدو محافظة السويداء في واجهة الحدث والاحداث، إلا أن الحراك لم يتوقف عليها بل امتد إلى الكثير من المناطق الخاضعة للنظام، كدرعا وبعض مناطق ريف دمشق الغربي، والساحل السوري (أي مناطق العلويين البيئة الحاضنة للنظام)، حيث كان النظام يعتقد انه لن يخرق.
انطلق الحراك وسط تشديد المحتجين على أن ما يحصل ليس مجرد مرحلة غضب ستنطفئ سريعاً.
مصدر سياسي رفيع المستوى في السويداء قال لموقعنا “اخباركم اخبارنا” هناك قلق من عدم مواكبة الاخوة “الكرد” الحراك فهم عودونا ان يكونوا في مقدمة أي حراك وقال القلق هو من دخول ايران على الخط وتحريكها تيارات معينة في حزب العمال الكردستاني تتبع “قيادة قنديل” لمنع الكرد من التجاوب مع الحراك.
وناشد المصدر السياسي الكرد الانضمام الى الحراك الجديد وعدم تفويت الفرصة وذلك لبناء تحالف عريض يمتد من السويداء الى الساحل وصولاً للجزيرة السورية ذو الكثافة السكانية للكرد.
ولتخفيف حدة الحراك في الشارع أصدر النظام السوري مجموعة من قرارات بهدف امتصاص حالة الغضب الشعبي الناجمة عن تردي الوضع المعيشي في المحافظات الواقعة تحت سيطرته، وذلك في وسط احتجاجات عارمة تجتاح جنوب البلاد.
وأصدر رأس النظام بشار الأسد، الأربعاء، مرسوماً بإنهاء تعيين عبد الحليم خليل محافظاً لمحافظة طرطوس، وتعيين فراس أحمد الحامد بدلاً منه.
وكان محافظ طرطوس المعزول تعرض نهاية الشهر الماضي للضرب من جانب بعض الأهالي في بلدة دوير رسلان، وذلك خلال لقاء جمعه مع أعضاء من مجلس البلدة المنحل ومجموعة من المواطنين الغاضبين، في أعقاب قرار وزير الإدارة المحلية في حكومة النظام السوري حل المجلس البلدي إثر تجاوزات خلال انتخابات المجالس.
وفي سياق، قرارات التهدئة هذه، بدأت شعب التجنيد العسكرية بمنح المتخلفين عن الخدمة الإلزامية في محافظة درعا، مهلة تأجيل 6 أشهر، بعد أكثر من شهرين على توقيع المطلوبين للخدمة تسوية جديدة مع النظام.
وأفادت المصادر من داخل سوريا أن شعبة التجنيد في منطقة الصنمين شمالي درعا بدأت في منح التأجيل للمطلوبين، بعد محاولات متكررة من جانبهم، دون الحصول على رد.
ووفق المصادر ، فإن أكثر من عشرة آلاف مطلوب للتسوية في درعا يسعون للحصول على تأجيل وجواز سفر لاحقاً لمغادرة سورية.
ويعتقد أهالي المنطقة أن خطوة النظام هذه، والمتزامنة مع حالة من الغليان الشعبي، في محافظتي السويداء ودرعا، تأتي في محاولة لتمكين أكبر عدد من الشباب من مغادرة سورية تماشياً مع سياسته الداعية الى خلق “مجتمع منسجم” يناسبه لا اعتراض فيه على رأيه وتوجيهاته، وتحسبا لتصعيد الاحتجاجات ضده في المرحلة المقبلة، وضمن محاولته لترضية الأهالي الذين كانوا يطالبون بتمديد مهلة العفو تسوية اوضاع من فروا من الجيش.
.
ولخلق تلك الحالة من الانسجام داخل سوريا لم يكتفي النظام بترحيل نصف الشعب السوري، فهو يجنس ويوطن بدل الشباب السوري المليشيات الإيرانية ويسهل مغادرة الشباب البلد عبر تزويدهم بجواز السفر ليرحلوا نحو ارصفة الشارع الباردة في أوروبا، خاصةً وان تركيا أقفلت أبوابها امام السوريين.
ووفق مصادر مطلعة فإن النظام، يحاول فصل محافظة درعا عن محيطها ليسهل عليه التعامل مع حراك السويداء خاصة في ظل القلق من إعادة تنشيط مجموعات ” رجال الكرامة” التي كانت تتحرك بقيادة الشهيد وحيد البلعوث.
وفي السويداء نفسها، ذكرت مصادر محلية لوسائل اعلام عربية أن مجموعة من الشبان في المحافظة ممن كانوا يحتشدون في ساحة السير (الكرامة) وسط المدينة توجهوا، الأربعاء، إلى طريق (دمشق- السويداء) لطرد القوات الروسية بعدما وردت معلومات عن أن الأخيرة بصدد إرسال مساعدات غذائية محاولة منها لتهدئة الشارع.