كتب مسعود محمد: بعد مقتل قائدها السابق بريغوجين في حادث طائرة، أصبح مستقبل ميليشيا فاغنر محل تساؤلات وتكهنات. هناك سيناريوهات مختلفة حول الاتجاه الذي قد تسلكه الميليشيا في الفترة القادمة. من الممكن أن تتجه الميليشيا نحو تغييرات هامة في هيكليتها وأهدافها، وهناك أيضًا احتمالات لاستمرارها كما هي بتغيير في القيادة فقط.
توجد تكهنات حول انقسام ميليشيا فاغنر إلى مجموعتين رئيسيتين. المجموعة الأولى قد تختار الاندماج في القوات المسلحة الروسية بشكل رسمي، وهذا يعني أنها ستصبح جزءًا من الجيش الروسي بشكل مباشر. من الممكن أن تحافظ هذه المجموعة على بعض من قدراتها ومهاراتها العسكرية الخاصة، ولكنها ستكون تحت إشراف وقيادة الجيش.
أما المجموعة الثانية، فقد تختار البقاء مستقلة تحت قيادة جديدة. قائدًا جديدًا سيتم تعيينه لقيادة هذه المجموعة، وربما يكون لديه خلفية عسكرية وتجربة مماثلة لسابقه. هذه المجموعة قد تستمر في تنفيذ أنشطتها وعملياتها غير الرسمية بشكل مستقل، مع التركيز على العمليات المتخفية والمهام السرية.
من جهة أخرى، هناك رأي آخر يشير إلى استمرار شركة “فاغنر” كما هي دون تغييرات كبيرة في هيكليتها. في هذا السيناريو، ستتغير فقط القيادة العليا للشركة، دون تأثير يذكر على أنشطتها العسكرية والأمنية.
وفيما يتعلق بالجنرال المتقاعد أندريه تروشيف، هناك تقارير تشير إلى احتمالية تعيينه كقائد جديد لميليشيا فاغنر. تروشيف هو شخصية عسكرية ذات خلفية متنوعة وتجربة واسعة في مجموعة متنوعة من الصراعات. إذا تم تعيينه، قد يجلب خبرته ورؤيته الاستراتيجية إلى الميليشيا، وربما يسعى إلى توجيهها نحو أهداف جديدة أو تغيير استراتيجيتها في الميدان. هو عقيد متقاعد ووكيل سابق لوزارة الشؤون الداخلية في الاتحاد الروسي ومحارب قديم في الحرب السوفيتية الأفغانية وحرب الشيشان الثانية والتدخل العسكري الروسي في الحرب الأهلية السورية. حصل على لقب بطل الاتحاد الروسي تقديراً لخدمته العسكرية وهو أعلى لقب فخري في روسيا.
مع هذه التكهنات والتوقعات المتنوعة، من الصعب تحديد بالضبط ما سيحدث لميليشيا فاغنر في المستقبل. تعتمد النتائج النهائية على العديد من العوامل السياسية والاقتصادية والعسكرية التي قد تتغير مع تطور الأحداث والتطورات الجديدة.
من جهته كسر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صمته -أمس الخميس- بشأن تحطم الطائرة الذي قضى فيه قائد مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين وأعضاء كبار آخرون في هذه المجموعة، وعزى عائلته وعائلات الضحايا، في حين نأت الولايات المتحدة بنفسها عن أي تورط باستهداف طائرة بريغوجين، وتحدثت عن عدة فرضيات وراء تحطمها.
وقال بوتين أمس -خلال لقاء مع رئيس دونيتسك الموالي لموسكو دينيس بوشيلين- إنه عرف بريغوجين منذ حقبة التسعينيات، وكان شخصا “موهوبا” وليس في روسيا فقط، وفق تعبيره.
وأضاف الرئيس الروسي أن قدَر بريغوجين “كان معقدا، وله أخطاء كثيرة في حياته” لكنه أضاف أنه حقق نتائج مهمة.
وأشاد بوتين بما وصفها بالمساهمة الكبيرة التي قدمتها مجموعة فاغنر في “الحرب ضد النازية في أوكرانيا” وقال إن روسيا لن تنسى ذلك أبدا.
وفي ما يتعلق بسبب تحطم الطائرة، قال الرئيس الروسي “سننتظر ما تؤول إليه التحقيقات”.
وصرح بوتين بأن بريغوجين عاد إلى البلاد من أفريقيا -الأربعاء- وعقد اجتماعات مهمة في موسكو مع المسؤولين قبل تحطم طائرته.
وكان الرئيس الروسي قد واجه، في يونيو/حزيران الماضي، أكبر تحد لحكمه المتواصل منذ أكثر من عقدين عندما قاد بريغوجين تمردا مسلحا.