كتب مسعود محمد: باطار التطبيع خطوة خطوة ما بين ليبيا وإسرائيل، جرى لقاء بين وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، ووزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، تم التنسيق له من قبل كبار المسؤولين في ليبيا وايطاليا، واستمر قرابة الساعتين.
وبحسب وكالة “رويترز”، فقد قام وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، بترتيب الاجتماع بين وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين ووزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش.
وقال كوهين في بيان: “تحدثت مع وزير الخارجية حول الإمكانات الكبيرة للبلدين من علاقاتهما، وكذلك أهمية الحفاظ على تراث اليهود الليبيين، والذي يشمل تجديد المعابد اليهودية والمقابر اليهودية في البلاد”.
كما نقلت صحيفة “معاريف” عن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين قوله، إن اللقاء مع المنقوش هو خطوة أولى في العلاقة بين إسرائيل وليبيا.
وأضاف كوهين: “تحدثت مع المنقوش حول الاستفادة الكبيرة لبلدينا التي يمكن أن توفرها العلاقات بين البلدين”.
وتابع: “بحثنا إمكانية التعاون بين بلدينا في القضايا الإنسانية وتكنولوجيا الزراعة وتقنية المياه”.
وأردف الوزير الإسرائيلي: “نعمل مع سلسلة من الدول في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا بهدف توسيع دائرة السلام”.
وتقدم كوهين بالشكر لوزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني على استضافة هذا الاجتماع الذي وصفه بالتاريخي في روما.
على اثر اللقاء انطلقت بعض الاحتجاجات في العاصمة الليبية طرابلس احتجاجاً على اللقاء والذي جرى في روما. مما اجبر رئيس الوزراء على أقالتها وغادرت المنفوش البلاد إلى تركيا.
ونفى جهاز الأمن الداخلي في الحكومة الليبية السماح لوزيرة الخارجية بمغادرة البلاد.
ونشر الجهاز اليوم، الإثنين 28 من آب، بيانًا، قال فيه إن المنفوش لم تغادر البلاد عبر القنوات الرسمية في مطار «المعيتيقة»، سواء الصالة العادية أو الخاصة أو الرئاسية.
وأدرج اسم المنفوش ضمن قائمة الممنوعين من السفر حتى امتثالها للتحقيق، وفق البيان، على خلفية لقائها بوزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، إيلي كوهين، في العاصمة الإيطالية روما.
واعتبر عضو مجلس الدولة الاستشاري وعضو المؤتمر الوطني العام منذ عام 2012 عادل كرموس الموالي لتركيا، أن لقاء وزيرة الخارجية بحكومة تصريف الأعمال نجلاء المنقوش بوزير الخارجية الاسرائيلي، خطوة كارثية وخطيرة تمس ثوابت الشعب الليبي.
كرموس قال في تصريح لشبكة «الرائد» الاخبارية المقربة من حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لجماعة الاخوان إن هذه الخطوة مجرّمة قانوًنا وفقًا للتشريعات الليبية، ومرفوضه رفضًا قاطعًا.
ودعا المؤسسات الليبية والمجتمع المدني إلى تكاتف الجهود واتخاذ موقف واحد وهو إقالة المنقوش، وإسقاط الحكومة إذا ثبت تورطها في الأمر.
وأكدت المتحدثة باسم المجلس الرئاسي نجوى وهيبة، أن المجلس الرئاسي طالب في خطاب مكتوب رئيس حكومة تصريف الأعمال بتوضيح بشأن لقاء وزيرة خارجيته مع ممثل الكيان الصهيوني.
وهيبة وفي تصريحات خاصة لمنصة «صفر»، قالت: إن ما تم تداوله بالخصوص لا يمثل السياسة الخارجية للدولة الليبية ويعد خرقاً للقوانين الليبية التي تجرّم التطبيع مع الكيان الصهيوني.
ونوهت إلى أن المجلس يشدد على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الرادعة وفقاً للقوانين والتشريعات النافذة حال حدوث اللقاء المشار إليه.
كما علق سهيل الغرياني نجل مفتي المؤتمر العام المعزول من قبل مجلس النواب الصادق الغرياني، على لقاء وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال نجلاء المنقوش مع وزير خارجية إسرائيل إيلي كوهين.
وقال في منشور له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، ان :”وزير الخارجية الصهيوني إيلي كوهين صرح بلقائه وزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش نقلا عن موقع إسرائيل 24 وجروزا لم بوست وبعض القنوات العبرية، هذا بداية التطبيع خطوة خطوة كخطوات الشيطان”.
واكد الغرياني انه : في انتظار بيان الحكومة بخصوص بالنفي أو عدمه.
وفي سياق متصل، شهدت العاصمة الليبية طرابلس، ومدينة مصراتة احتجاجات شعبية ليلة أمس، طالبت بمحاسبة المنفوش وإسقاط الحكومة.
وانتشرت فيديوهات وصورًا قيل إنها من اقتحام المحتجين لوزارة الخارجية وبيت رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة.
واليوم أعلن الدبيبة، عن إيقاف المنفوش احتياطيًا وإحالتها للتحقيق، وكلّف وزير الشباب بتسيير أمور وزارة الخارجية الليبية.
ونقلت قناة “كان” الرسمية الإسرائيلية، أمس، عن كوهين، تفاصيل اللقاء الذي هدف إلى “بحث إمكانيات التواصل والتعاون في مجال الزراعة والمياه، والحفاظ على تراث اليهود الليبيين”
وجاء اللقاء بمبادرة إسرائيلية لإقامة اتصالات مع ليبيا، وهي مستمرة منذ شهور، وتعد خطوة أولى في الطريق لتطبيع العلاقات و”توسيع دائرة السلام”.
وزارة الخارجية الليبية ردت على تصريحات كوهين عبر بيان، أمس، بأن اللقاء كان عرضيًا وغير رسمي وغير معدّ مسبقًا، ولم يتضمن أي مباحثات أو مشاورات.
وأضاف أن موقف ليبيا واضح من القضية الفلسطينية ورفض الاستيطان والاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين.
وكالة “رويترز” نقلت عن مسؤول إسرائيلي (لم تسمه)، أن اللقاء بين المنفوش وكوهين استمر لساعتين، ضمن اجتماع تمت الموافقة عليه من قبل “أعلى المستويات في ليبيا”.
وجاء اللقاء لأن رئيس الوزراء الليبي، عبد الحميد الدبيبة، يعتبر إسرائيل “جسرًا للغرب والإدارة الأمريكية”، وفق ما نقلت الوكالة.
واشار موقع «Times Of Israel» في تقرير نشره اليوم، الى وجود طرف ثالث لعب دوراً في ترتيب اللقاء بين الوزيرين، وهو رئيس اتحاد اليهود الليبيين، رافائيل لوزون.
الموقع نقل عن لوزون تسهيله للقاءات بين البلدين قبل ست سنوات، ما فتح الباب أمام اللقاءات الجديدة.
وأقيمت اللقاءات في حزيران 2017 في جزيرة رودس اليونانية، بين وزيرة المساواة الاجتماعية حينها، جيلا جمليئيل، التي تملك والدتها أصولًا ليبية، ووزير الاتصالات حينها، أيوب قرا.
كما حضر الاجتماع حينها نائب رئيس الكنيست، يهيل بار واللواء المتقاعد يومتوف سامية صاحب الأصول الليبية، ووزير الإعلام والثقافة والآثار الليبي عمر الجويري، واستمر اللقاء لثلاثة أيام.
وولد لوزون في مدينة بنغازي، وغادرت عائلته في أعقاب حرب 1967 إلى إيطاليا حيث درس العلوم السياسية وعمل صحفيًا ومراسلًا لعدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وتبع اجتماع 2017، عدة اجتماعات لمسؤولين ليبيين وإسرائيليين في اليونان وإيطاليا وتونس، وفق لوزون، الذي أشار إلى مد ليبيا بتقنيات إسرائيلية في مجالات الري والزراعة بشكل غير رسمي عبر طرف ثالث.