كتب ابراهيم بيرم: خلال الساعات القليلة الماضية اقتحم نبأ عن “لقاء سري” عقد بين رئيس كتلة نواب (ح ز ب الله) الحاج محمد رعد وبين قائد الجيش العماد جوزف عون، المشهد السياسي والاعلامي، ليطغى على ما عداه من تطورات، ولتنطلق بعد ذيوعه موجة تكهنات وتأويلات سياسية..
وكان بديهياً أن يأخذ هذا الامر، هذا الحيز الواسع من الاهتمام بناء على جملة اعتبارات، ابرزها:
– توقيت اللقاء وطبيعة المرحلة التي عقد فيها، خصوصاً ان ثمة من ذكر سابقاً بأن الحوار الدائر منذ نحو شهرين بين (ا ل ح ز ب) والتيار الوطني الحر ذهب اليه التيار بهدف اساسي مضمر، وهو قطع الطريق تماماً امام اي فرصة لبلوغ العماد عون سدة الرئاسة الاولى.
– ان هذا اللقاء اتى مباشرة بعد العشاء الذي وزعت صوره وكان فيه الموفد الاميركي هوكشتاين والسفيرة الاميركية في بيروت شيا ضيفين على مائدة عشاء العماد عون .
– من حيث المبدأ قد لا يبدو مستغرباً ان يلتقي العماد عون بقيادي من (ا ل ح ز ب) فالعلاقة بينهما ما انفكت دافئة، لكن ليس في هذا التوقيت بالذات، حيث يحفل الوسط السياسي منذ فترة بكلام فحواه ان (ا ل ح ز ب) صار في وارد ان يعيد النظر بخياراته الرئاسة المعلومة منذ زمن، وانه سيمضي نحو البحث عن خيارات اخرى بعد عمليات جس نبض واجراء اختبارات للمرشحين.
– الامر يكتسب بلا شك اهمية كبرى بعد ان سرت في مرحلة ما بعد جلسة 14 حزيران الماضي في مجلس النواب، قناعات سياسية مفادها ان فرصة العماد عون لبلوغ قصر بعبدا صارت اكبر من ذي قبل، كون ان فرصة مرشح الثنائي سليمان فرنجية صارت شبه موصدة، في حين ان المعارضة على اختلاف مشاربها بذلت جهوداً جبارة لتأييد مرشحها الوزير السابق جهاد ازعور لكنها لم تستطع ان تؤمن الارقام المنشودة. لذا صار الطريق امام مرشح ثالث اقوى من اي وقت مضى.
حسب معلومات توافرت لموقعنا من مصادر في (ا ل ح ز ب) ان اللقاء المفاجىء بين رعد والعماد عون تم فعلا ولكن قبيل ايام وظل محجوباً الى الامس، وقد كان على مائدة عشاء في دارة قائد الجيش.
وحسب المعلومات نفسها ايضاً، فان العماد عون بادر الى اطلاق كلام ينطوي على رسائل تطمين لـ (ا ل ح ز ب) واهمها انه لا يرغب اطلاقاً بيوم يتصادم فيه مع (ا ل ح ز ب) وانه يعرف تماماً ان اكثر من نصف الشعب اللبناني يؤيد خيار المقاومة، لذا من العبث التفكير بحالات وخيارات صدامية معها تحت اي اعتبار او ظرف.
بطبيعة الحال، وحسب المصادر اياها، لم يسمع العماد عون من ضيفه اي كلام يمكن اعتباره وعداً او تعهداً في شأن مستقبل الاستحقاق الرئاسي.
ومع ذلك، ان يتخذ (ا ل ح ز ب) قراراً بعقد مثل هذا اللقاء في هذا التوقيت بالذات، لا يمكن النظر اليه على انه امر عابر يخلو من الدلالات. الاكيد ان (ا ل ح ز ب) لم يعد النظر في خياره البكر المعلن تكراراً وهو تسمية فرنجية مرشحه الحصري لسدة الرئاسة الاولى، لكنه اختار ان يبعث الى من يعنيهم الامر برسالة فحواها انه ليس في وارد ان يسقط من قائمة حساباته ورقة سياسية لا يستهان بأهميتها ومن ثم يخضعها للنقاش، اذ ليس من الحكمة بمكان قفل الابواب والتمترس عند خيار بعينه.