ماذا يجري في عين الحلوة؟ ولماذا أدخلت فتح قوة خاصة من حركة “فتح” داخل مخيم عين الحلوة، لتشتبك من نقطة صفر مع المجموعات الإرهابية وتوقع إصابات مؤكدة وتجبرهم على الانسحاب؟ وما الذي دفع فتح الى القتال من جديد؟
عادت الاشتباكات التي اندلعت مساء الخميس، لتسيطر على مخيم عين الحلوة أمس، بعد أسابيع من هدنة تم التوصل اليها لقاء تسليم من اشتركوا في عملية اغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا أبو أشرف العرموشي ورفاقه أواخر شهر تموز الماضي، لكن التسليم لم يحصل بعد حتى هذه اللحظة. هذه الاشتباكات كانت عنيفة، واستخدم فيها الأسلحة الرشاشة والصاروخية، وكان سبقها انفجار قنبلتين يدويتين بين منطقتي الطوارئ والبركسات، وسمعت أصوات الاشتباكات في صيدا وجوارها، حتى إقليم الخروب ليلاً.
مصادر امنية ابلغت موقعنا ان سبب اندلاع الاشتباكات في عين الحلوة هو ان (ا ل ح ز ب) قد وضع خط احمر ومنع اسقاط المجموعات الإسلامية الإرهابية، التي زودها بالأسلحة ويتم نقل الاسلحة عبر وحدات من الجيش اللبناني وبإشرافه وليس الامن العام وهذا ادى الى تضارب في الصلاحيات.
لقد تحول الجيش اللبناني في حرب المخيمات الى اداة بيد الحزب الذي يتحرك هو وامل براحة دون حسيب فهم من يحميان ويستضيفان القوى الفلسطينية من حماس وغيرها، ويعطونهما حرية الحركة وبالمقابل يطلبون من الجيش اللبناني بسط النظام والامن عند اندلاع المواجهات.
واكد المصدر الامني ان الاوضاع ستكون معقدة بعد انهيار الهدنة وفتح قامت بصد هجوم كبير انطلق ضدها من معاقل الإسلاميين، وادخلت قوات خاصة لحصار المجموعات الارهابية المدعومة من الحزب وهي ليست مستعدة للتراجع قبل اعتقال قاتلي أبو أشرف العرموشي.
ولقد ادت الاشتباكات الى إغلاق صيدا وتعطيل العمل وحياة الناس وذلك بسبب الواقع التعيس الذي صنعه الحزب وهو واقع لا يستطيع الجيش السيطرة عليه.
القوى الأمنية في صيدا اضطرت بسبب حدة الاشتباكات، الى تحويل السير للقادمين من بيروت من جهة جامع الحريري على الخط البحري. وللقادمين من الجنوب تحويل السير من جهة الحسبة باتجاه الخط البحري.
بهذا الإطار أبدى الرئيس فؤاد السنيورة استنكاره الشديد لتجدد الاشتباكات المسلحة في مخيم عين الحلوة ودعا الى وقفها فورا.
وقال: “ان استمرار الاشتباكات بين الفصائل الفلسطينية في عين الحلوة هو محض جنون وانتحار، فهم يدمرون منازل الفلسطينيين واللبنانيين”.
تبدو الدولة اللبنانية في ظل التجاوزات الفلسطينية غائبة والفلسطينيين يفعلون ما يحلو لهم في المخيمات وخارجها ويعطلون البلد.
السؤال الذي يطرح من المستفيد من كل ذلك، لا احد يعرف لكن الجميع يعرف شيء واحد ان المواطن اللبناني هو الخاسر الوحيد في كل هذا الوضع.