كتب ابراهيم بيرم: منذ ان تجدد النزوح المكثف للسوريين الهاربين الى الاراضي اللبنانية بعد تفاقم الوضع الاقتصادي وتردي الوضع المعيشي في بلادهم في الآونة الاخيرة، سارع (ا ل ح ز ب) الى اطلاق “نفير الانذار”، فيما يبذل جهوداً استثنائية بغية التعبير عن ثلاثة امور:
الاول، انه بات يخشى فعلياً من التداعيات الامنية وغير الامنية التي تنطوي عليها موجة النزوح الجديدة، لا سيما وانها تترافق مع معلومات ووقائع تقدر اعداد هؤلاء النازحين المحتملين بعشرات الالاف.
فضلاً عن ذلك، فان المعلومات نفسها تتحدث عن أن قسماً من هؤلاء هم على قدر عال من التدريب والخبرة العسكرية، وقد تزودوا بها إما عبر التدريب الاجباري او عبر المشاركة سابقاً في جولات اقتتال من خلال بعض المنظمات المناوئة للنظام.
والواضح ان (ا ل ح ز ب) برهن عن هذه الخشية بعدما بلغته معلومات تشي بأنّ ثمة امر عمليات جديداً للمجموعات المتشددة بالعودة الى عمليات التفجير والاغتيال التي سبق ونفذوها في بعض المناطق اللبنانية، ومنها الضاحية الجنوبية معقل (ا ل ح ز ب).
والمعلوم ان جهاز امن (ا ل ح ز ب) لاحق قبيل اسابيع سورياً متهماً بتنفيذ تفجير طاول زوار مقام السيدة زينب في ريف دمشق، ابان بداية شهر محرم وادى الى مقتل اكثر من عشرة زوار. وقد لجأ بعدها هذا المتهم الى اقارب له يقيمون في حي السلم، احد احياء الضاحية، فلاحقه عناصر الجهاز لكنه القى بنفسه من الطبقة السابعة فمات على الفور وفق الرواية التي اعتمدها (ا ل ح ز ب) لاحقاً.
وافادت المعلومات أن (ا ل ح ز ب) شرع في اجراءات مكثفة بغية ابقاء النازحين تحت عينه الراصدة للحؤول دون أي مفاجآت ليست في الحسبان.
الثاني، اطلق (ا ل ح ز ب) حملة اعلامية وسياسية مكثفة تحت عنوان دعوة الاجهزة العسكرية واللبنانية المعنية الى اتخاذ اجراءات وتدابير عاجلة من شأنها الحد من موجة النزوح الجديدة.
وقد جعل الامر جزءاً اساسياً من خطابه السياسي اليومي، معطوفاً على اطلاق تحذيرات من اعباء هذا النزوح المنفلت من عقاله.
الثالث، يسعى (ا ل ح ز ب) بكل ما اوتي من قوة الى نفي تهمة يوجهها اليه خصومه، وفحواها ان منافذ النزوح السوري الى لبنان هي عملياً تحت سيطرته وتتم بعلم منه.
وفي هذا الاطار، يعرب المسؤول عن ملف النازحين في (ا ل ح ز ب) النائب السابق نوار الساحلي في اتصال معه عن قلق (ا ل ح ز ب) الكبير من موجة التسلل الحالية للنازحين السوريين بطرق غير شرعية، مؤكداً “ان هذا التطور يحمل معه مخاطر جسيمة على الاقتصاد والامن والبنية التحتية في لبنان”.
وعن الاتهامات التي توجه الى (ا ل ح ز ب) بأن منافذ تسلل النازحين على الحدود بين البلدين تقع عملياً في مناطق تحت سيطرته او تحت عينه الراصدة؟ يجيب الساحلي ان هذا الكلام هو حجة باطلة. وقد قلنا مراراً ان اكثر من 88 في المئة من المعابر غير الشرعية بين لبنان وسوريا موجودة بين حدود عكار والشمال. ويعلم القاصي والداني ان ليس هناك اي وجود او نفوذ او دور لـ (ا ل ح ز ب) فيها لأن تلك المناطق هي عملياً خارج بيئته الشعبية الحاضنة.
اضاف، اما بعض المعابر البقاعية وخصوصاً تلك الواقعة في السلسلة الشرقية، فهي خاضعة تماماً للجيش اللبناني الذي يقيم فيها حواجز ثابتة واخرى متنقلة.
وبناء عليه، يشير الساحلي الى ان المسؤول الاول عن منع عمليات النزوح السوري هما وزارتا الدفاع والداخلية، اذ تقع على الاجهزة والوحدات التابعة لهما مهمة الحد من هذا النزوح.
وهل ان (ا ل ح ز ب) متخوّف من التداعيات الامنية لهذا النزوح؟ اجاب لا يمكن ان نغفل عن مثل هذه المخاطر، خصوصاً اننا نتحدث عن اكثر من مليوني نازح في بلد يقدر عدد سكانه بخمسة ملايين نسمة وقدراته وامكاناته ليست في احسن حالاتها.
ويخلص الساحلي الى القول: نحن من اوائل الذين قرعوا بشدة جرس الانذار من مخاطر النزوح، داعين الى العمل للحد منه والى اعادة النازحين بالتفاهم مع الحكومة السورية، وقد بادرنا الى خطوات عملية في هذا الاطار وما زلنا مستعدين لذلك.
