كتب باسل عيد:
قبيل وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان الاثنين المقبل تزامنا مع حركة موفدين قطريين وسعوديين، برز إصرار فرنسي على أن يحضر الملف اللبناني في اللقاء الذي سيعقد بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على هامش قمة مجموعة العشرين المنعقدة في الهند.
كما طلب الفرنسيون عقد اجتماع فرنسي سعودي في العاصمة الفرنسية باريس، يضم فريق عمل الطرفين، للبحث بالملف وإطلاقه مجدداً.
وقبيل انعقاد اللقاء المرجح بين بن سلمان وماكرون في الهند، أجرى الفرنسيون سلسلة اتصالات بمسؤولين سعوديين وأميركيين لتجديد إطلاق تحركهم في لبنان، لاسيما وان فرنسا لا تريد الخروج من المشهد، ولا الإعلان عن فشل مبادرتها.
من جهة اخرى، قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، إن قمة مجموعة العشرين في نيودلهي، التي عقدت السبت، “توصلت إلى توافق حول الإعلان الختامي لزعمائها، وذلك رغم الخلافات الرئيسية فيما بينهم والتي تتعلق بالحرب على أوكرانيا”.
وأضاف، “نتيجة العمل الشاق الذي قام به فريقنا، وبدعمكم، توصلنا إلى توافق في الآراء حول الإعلان الختامي لقمة قادة مجموعة العشرين في نيودلهي”، معلنا “أنا أعلن اعتماده”.
وشهدت المجموعة انقسامات كبيرة بشأن الحرب في أوكرانيا. ففي حين تسعى البلدان الغربية إلى تنديد قوي بحرب روسيا في الإعلان الذي سيصدر في ختام القمة، تطالب بلدان أخرى بالتركيز على القضايا الاقتصادية الأوسع نطاقا. ولم ترد تفاصيل بعد عن اللغة التي تم الاتفاق عليها للإشارة إلى الحرب.
وأعلن القادة المجتمعون أنهم “سيدعمون الجهود المبذولة لزيادة القدرة العالمية للطاقة المتجددة 3 مرات بحلول العام 2030. وتعهدوا بتسريع العمل لمكافحة تغير المناخ والالتزم بتسريع التدابير لمواجهة الأزمات والتحديات البيئية بما فيها تغير المناخ”.
وعن النتائج المتوقعة من قمة مجموعة العشرين، تحدث جون فاينر نائب مستشار الأمن القومي الأميركي للصحفيين عن “اتفاق مبدئي بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات والاتحاد الأوروبي وشركاء آخرين في مجموعة العشرين من أجل استكشاف (مشروع) للنقل عن طريق البحر والسكك الحديدية سيتيح تدفق التجارة والطاقة والبيانات من الهند عبر الشرق الأوسط وصولا إلى أوروبا”.
وجاء غياب الرئيسين الصيني شي جين بينج والروسي فلاديمير بوتين عن القمة ليشير إلى تزايد الخلاف بشأن القيادة العالمية.
اهم النتائج الاقتصادية للقمة هي “جسر وممرات عبور خضراء” عابرة للقارات أعلن عنها السبت في قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها الهند، والتي ستضم مشاريع ربط آسيا بأوروبا مرورا بالسعودية.
الاتفاق المبدئي للمشروع الذي تم توقيعه السبت في نيودلهي يضم: الولايات المتحدة والسعودية والإمارات والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، وفقا لبيان نشره البيت الأبيض.
المشروع سيضم خطوطا للنقل السككي والنقل البحري تربط قارات أساسية بعضها ببعض، فيما وصفه الرئيس الأميركي، جو بايدن بـ”الاتفاق التاريخي”، وقالت عنه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لايين أن المشروع “أكبر بكثير من مجرد سكك حديد أو كابلات”، مشيرة إلى “جسر أخضر ورقمي بين القارات والحضارات”.
ومن شأن هذا المشروع أن يساعد في تعزيز التجارة وتوفير موارد الطاقة وتحسين الاتصال الرقمي. أن التفاصيل التي كشف عنها بعد طول انتظار لديها القدرة على التقريب بين الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا إذا ما تم تطويرها وتنفيذها على نحو لائق، بما يجعلها قادرة على توفير بديل للشركاء عن مبادرة الحزام والطريق الصينية”.