لم تنجح كلّ الاتّصالات والاجتماعات التي سُجّلت طوال يوم أمس السبت على أكثر من جبهة، في وقف إطلاق النار بمخيّم “عين الحلوة”، حيث استمرّت الاشتباكات بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، ما ادّى إلى سقوط عدد من القتلى وجرح العشرات، من داخل المخيّم وخارجه. وشل مدينة صيدا تلك المدينة التي رحبت دائماً بفلسطين وأهلها لتتحمل اليوم نتيجة عبثهم وخلافاتهم وتصفية حساباتهم على الأراضي اللبنانية. مصادر خاصة قالت لموقعنا “اخباركم ان عين الحلوة تحولت الى مدخل لخلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس اذ تطمح حماس والجهاد بالتعاون مع حزب الله بالسيطرة على القرار الوطني الفلسطيني في لبنان لاستخدامه خدمة لأجندات إيران التي عينها على الورقة الفلسطينية من خلال عين الحلوة، ويتم لذلك دعم تلك المجموعات الإسلامية المتطرفة.
وانتشرت اشاعات تم نفيها لاحقاً انه وبعد فشل مفاوضات التهدئة، قدّم اللواء منير المقدح استقالته من منصبه في حركة فتح، مشيراً إلى أنّه “لن يكون شاهد زور على المذبحة التي تجري في مخيّم عين الحلوة ولن أختم حياتي بلعبة الدّم إذ إن هناك مؤامرة كبيرة تحاك”.
وكانت تسربت معلومات عن لعب الجيش تمرير أسلحة الى داخل المخيم لصالح القوى المناصرة لحزب الله، وكانت قيادة الجيش قد اعلنت خلال النهار اتّخاذ التدابير المناسبة والقيام بالاتّصالات اللازمة لوقف هذه الاشتباكات، داعيةً الأطراف كافّة إلى وقف إطلاق النار حفاظًا على مصلحة أبنائهم وقضيتهم، وصونًا لأرواح السكان في المناطق المجاورة.
أمّا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي فشدّد خلال اتّصال هاتفي أجراه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، على أولوية وقف الأعمال العسكرية والتعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية لمعالجة التوتّرات القائمة”، معتبراً أنّ “ما يحصل لا يخدم على الاطلاق القضية الفلسطينية ويشكّل إساءة بالغة الى الدّولة اللبنانية بشكل عام، وخاصّة إلى مدينة صيدا التي تحتضن الاخوة الفلسطينيين، والمطلوب منهم في المقابل أن يتعاطوا مع الدولة اللبنانية وفق قوانينها وأنظمتها والحفاظ على سلامة مواطنيها”.