
مسعود محمد:
كتب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط عبر منصة “اكس”: “إن التاريخ المعروفي الأصيل هو الذي جمع العمامة والكرامة والحرية وجعل بياض العمائم يلاقي بياض المواقف من جبال الشوف الى جبل العرب وان علم التوحيد هو علم سلطان الاطرش علم الاحرار السوريين كل السوريين”.
وأرفق جنبلاط منشوره بصورتين لكل من راية طائفة الموحدين الدروز وصورة قديمة لأركان الهيئة الروحية للطائفة الدرزية.
تحظى السويداء برمزية وموقع حساس في سوريا، وتسمى بـ”حاضرة بني معروف”.
أخذت راية (خمسة حدود) دلالة رمزية تتجاوز المسألة الدينية أو المذهبة في تلك الحاضنة وتحولت الى رمز ثوري اكثر منه ديني وفي كل مرة وعندما تتعرض أي مجموعة للخطر في المحافظة تدافع عن نفسها تحت هذه الراية.
واجه بني معروف حملات متعددة عبر التاريخ من القمع والقهر، وأشهرها حملات إبراهيم باشا عندما احتل بلاد الشام إذ رفضوا التجنيد الإجباري، مؤكدين أنهم ليسوا مرتزقة ورفضوا الانضمام للأتراك. وعندما تعرض الشعب السوري لظلم النظام رفض أهالي السويداء تجنيد أبنائهم ضمن صفوف النظام السوري، بعد انطلاقة الثورة السورية.
تاريخياً اطلق إبراهيم باشا الجزار ثلاث حملات ضدهم وتحت هذه الراية تجمع قسم كبير من عشائر البدو والمسيحيين والدروز قبل عقود طويلة لمواجهة ما أطلق ضدهم.
الراية أصبحت منذ تلك الفترة رمزا لمكافحة الطغيان والعدوان، واستنفار الهمم ولتوحيد الكلمة وهي تتجاوز المسألة المذهبية، وتشكل رمزا لحشد الناس في حالات التعرض للتهديد.
والراية لها رمزية دينية معينة، وتخرج مع بقية البيارق في حالات الحرب أو التهديد الوجودي لأهالي جبل العرب.
والراية ذاتها تم رفعها في أثناء الثورة السورية الكبرى التي انطلقت من السويداء ضد الاستعمار الفرنسي عام 1925.
واللافت في الاحتجاجات الحالية مشاركة كافة أطياف المجتمع في السويداء فيها، وعلى رأسهم رجال الدين والطبقة التي كانت تحسب في السابق على فئة “الرماديين” أو الموالين للنظام السوري.
وفي غضون ذلك بدا لافتا خلال الأيام الماضية دخول مشايخ العقل الثلاثة على الخط، بتأييدهم مطالب المحتجين، ويبدو ان الزعيم وليد جنبلاط قد قرر ان يكون في قلب السويداء تحت ظل راية التوحيد على طريقته.