الإثنين, نوفمبر 10, 2025
25.4 C
Beirut

ما حقيقة الكلام الاميركي عن عودة اولية لـ “حزب الله” الى العمق السوري؟

نشرت في

كتب ابراهيم بيرم لـ”أخباركم – أخبارنا”


ما الذي يخفيه الكلام المتنوع المصدر، عن عودة جزئية لـ “المرحل حزب الله” الى الساحة السورية، والتي اعلن عن خروجه منها قسراً بعد حليفه نظام بشار الاسد، بعدما وقف الى جانبه طوال اعوام وهو في موقع صد الهجمات للمجموعات المعارضة على عسكر نظام بشار الاسد؟
الجديد في الامر، ان مرجعية هذا الكلام وسنده لم تعد حصراً في بيانات سورية تظهر بين حين وآخر، متحدثة عن ضبط الامن السوري لكميات من الاسلحة وهي في طريقها الى الحزب الذي ينتظرها في البقاع الشمالي، او تشير الى ضبط خلية كامنة في محيط دمشق، او على تخوم منطقة القنيطرة التي باتت خاضعة بالكامل للسيطرة الاسرائيلية بعد انسحاب الجيش السوري من هناك.
وترى جهات على صلة وثقى بالحزب، ان النظام السوري بات يتعمد اخيراً الاضاءة على احداث ووقائع من هذا النوع، لبلوغ هدفين:
الاول تصفية حساب قديم بمفعول رجعي مع الحزب الذي شارك نظام الاسد في التصدي لزحف المجموعات المعارضة، قبل ان يتهاوى هذا النظام وتنجح بعض تلك المجموعات (هيئة نصرة الشام) في احتلال القصر الرئاسي في العاصمة السورية ورحيل الاسد.
الثاني ان النظام السوري الحالي، وهو في طريقه الى مصالحة الغرب وابرام تفاهم امني ان قدر له ذلك مع اسرائيل، ولكي يثبت لمن يعنيهم الامر في العالم العربي بأن استصدر لنفسه هوية جديدة لبلاده، اختار ان يقدم براهين وادلة تثبت انه واع ويقظ، وانه استطراداً جدير بتنفيذ المهمة التي تنكبها، وانه يرصد بدقة اي عودة محتملة للحزب قسراً من الساحة السورية، ومحظور عليه العودة اليها جزئياً او كلياً.
واللافت أن حكام سوريا الحاليين خيسارعون الى الاعلان عن ضبط خلايا أو اسلحة تعود الى الحزب، في كل مرة يتصاعد فيها الكلام عن احتمال ان ينجح الحزب بطرقه واساليبه المكتسبة بفعل التجارب السابقة، فيفتح ممرات في العمق السوري يمكن أن يستخدمها لنقل الاموال والاسلحة واشياء اخرى.
على ما يبدو، ان هذا النهج المعتمد من جانب حكام دمشق الحاليين، فقد عنصر الاثارة والتشويق، كما يقول مصدر في الحزب، لذا سارعت جهات اميركية لاسناد هذه السردية وتأمين صدى اوسع لها.
فقبل اقل من 72 ساعة، اصدر مركز ابحاث اميركي مرموق، دراسة (وجدت من يترجمها في بيروت)، انطوت على تفاصيل دقيقة عن ما اسمته “عودة اولية هادئة للحزب” الى الساحة السورية عبر “سكك وطرق التفافية وعبر خلايا ومجموعات نائمة”، استعداداً لما يلي.
وتعتبر تلك الدراسة ان هذه العودة تراكمية، تستفيد من عدم الاستقرار، والفوضى التي ما انفكت تعصف بالساحة السورية وتساهم في “تشليعها”.
وبناء على تلك الوقائع، فان السؤال المطروح: هل الحزب دخل فعلياً طور التفكير بالعودة الى الساحة السورية، أو مد رؤوس جسور وممرات لتأمين هذا الهدف لاحقاً، متى تتوافر الظروف السانحة لذلك.
وفي اطار ردها على تلك السردية، تقول جهات على صلة بقرار الحزب: ان الحزب اقر على لسان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، انه والمقاومة عموماً منيا بخسارة من جراء خسارة سوريا الحليفة التي كانت جزءاً من محور المقاومة، وهي خسارة تكاد تعادل خسائر الحزب من جراء الضربات الاسرائيلية على رأسه، خصوصاً ابان حرب ال 66 يوماً. لكن الحزب عض على الجرح وكظم غيظه، واعلن مباشرة انه يحترم خيارات الشعب السوري اذا كانت هذه هي فعلاً خياراته الحقيقية، وهو ما يمكن اعتباره ” قبولاً بالأمر الواقع” من جهة، واعلان الخروج النهائي من الساحة السورية من جهة ثانية.
وبناء عليه، حرص الحزب على نفي اي كلام سوري عن ضبط الاجهزة الامنية السورية لأسلحة او خلايا عائدة للحزب مستودعة في سوريا أو عابرة منها الى لبنان.
وفي سياق تقديم الحزب براهين حسية على هذا التوجه، فانه نأى بنفسه كما هو معلوم، عن جولات الاشتباك المتعددة التي جرت على الحدود الشرقية (بعلبك – الهرمل) بين قوات الامن السورية ومجموعات مسلحة محسوبة على بيئة الحزب. فضلاً عن ذلك، لم يصدر الحزب اي موقف من احداث الساحل السوري، ومن الهجمات على الشيعة او مجموعات دينية اخرى في سوريا، بل بالعكس، فقد ندد اكثر من مرة بالغارات الاسرائيلية على مواقع ونقاط سورية.
لكن يبدو ان كل ذلك على بلاغته، لم يقنع لا الاميركي ولا الاسرائيلي بفرضية أن الحزب قد خرج بلا عودة الى سوريا، بل ان كلاً منهما لا يزال يرى بأن اعلان الحزب المتكرر بأنه ليس في وارد العودة الى هذه الساحة، هو مجرد تمويه وتعمية لتأمين عودة مأمونة الى هذه الساحة. لذا لا بد من قرع جسر الانذار كلما دعت الحاجة، اضافة الى التذكير بضرورة دوره.
وحسب معلومات راجحة، فان الحزب حدد اخيراً وظيفة حصرية لهذه الساحة، وهي تآمين نقل الاموال الآتية اليه من صوب العراق وايران، لأن الهم الاساسي لواشنطن في هذه المرحلة هو تطبيق شعار “تجفيف مصادر التمويل للحزب” كمقدمة لازمة لتضييق الخناق عليه وشل فاعليته وحراكه، خصوصاً ان الجانب الاميركي اعلن عن جوائز مالية مجزية لمن يأتيه بمعلومات عن كيف يمول الحزب نفسه، وذلك في إطار سعيه إلى تجفيف منابع تمويل الحزب.

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

الشرع في البيت الأبيض ومصادر أمنية تكشف عن تعرضه لمحاولتي إغتيال من “داعش”

أخباركم - أخبارنا صل الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم الإثنين إلى البيت الأبيض في...

وفد الخزانة يمنح لبنان مهلة 60 يومًا للإصلاح وضبط السلاح: “ننتظركم منذ 40 عامًا”

أخباركم - أخبارنا ذكرت مصادر نيابية لقناة OTV أن اللقاء الذي جمع عددًا من النواب...

إسرائيل تبني جدار إسمنتي خلف الخط الأزرق

أأخباركم - أخبارنا تقوم قوات اسرائيلية ببناء جدار اسمنتي خلف الخط الأزرق عند الحدود...

بلغاريا لن تسلم مالك السفينة المرتبطة بانفجار المرفأ وتطلب إلغاء عقوبة الإعدام

أخباركم - أخبارنا ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية "أ.ف.ب" بأن "القضاء البلغاري أرجأ النظر في...

More like this

من “الإرهابي المطلوب” إلى “الرئيس المنفتح”: قراءة في التحوّل السوري الأكبر .. كيف يفسر غرامشي هذا التحول؟

أخباركم - أخبارنا/ مسعود محمد في السياسة، ليست الحقائق الثابتة هي التي تصنع الأحداث،...

هل سيقرّ مشروع قانون تعليق العمل بالمادة ١١٢ من قانون الانتخاب لصالح اقتراع المغتربين؟

أخباركم - أخبارنا د. وفيق ريحان توجد ثغرة في نص المادة ٥٨ من الدستور...