اسقاط القرار الوطني الفلسطيني المتمثل بفصائل منظمة التحرير الفلسطينية وفتح من خلال السيطرة على مخيم عين الحلوة أصبح واضحاً وجلياً. ويمر قرار الاسقاط بمرحلتين الأولى تسليم المخيم لمجموعات إسلامية إرهابية أصبح معروف من يغطيها ويمرر السلاح لها وهم من يسعون للسيطرة على الورقة الفلسطينية لاستخدامها في اجنداتهم الإقليمية، وورائهم قوى فلسطينية مركزية تمارس التقية وتخفي موقفها الحقيقي من اسلاميي المخيم فهم يدعمونهم سراً ويدعون السعي لوقف القتال علناً. وبرز امس في هذا الاطار محاولة لتوريط الجيش اللبناني باشتباكات المخيم عبر استهداف حاجز له وسقوط شهيد وجرحى الا ان مصادر قيادية امنية قالت لموقعنا ان قيادة الجيش حذرة وهي لن تجر الى الشارع وهي تعالج الامور بروية وصبر وحزم.
بهذا الإطار برز موقف مهم للرئيس العماد ميشال سليمان الذي اكد فيه انه لن ينعم مخيم عين الحلوة بالاستقرار اذا استمر بيئة منتجة للمجرمين من طراز قتلة القضاة عام ١٩٩٩ وايوائهم، وغيرهم كثر.
وقال:” ايادي الشر والمخططات الاسرائيلية تدرك جيداً كيف توقد الفتنة في صفوف الشتات الفلسطيني او تستفيد منها وتؤجج نيرانها.”
واضاف:” على السلطة الفلسطينية العمل على انهاء السلاح المتفلت لتفادي التعرض للجيش والمدنيين واهالي صيدا وجرّ المخيم الى كارثة كما حصل في نهر البارد، لا أحد يرغبها، وتسليم المطلوبين للعدالة الذين صدرت بحقهم احكام قضائية وفتح صفحة جديدة.”
حتى اللحظة اسقطت فتح بصمودها اسقاط قرارها الوطني الا ان المؤمرة كبيرة ولا يمكن حسمها قبل إنهاء حالة التمرّد الاسلامي داخل المخيم بعدما تحوّل عدد من أحيائه إلى ملاذ آمن لإرهابيين من مختلف الجنسيات، بدليل أنّ الذين يقاتلون في صفوف الجماعات الإسلامية هم من جنسيات متعدّدة، فلسطينية وسورية ولبنانية.