أخباركم – أخبارنا
“قراءة في حدث” /ناديا شريم
يوم الاثنين الماضي، شهد مجلس النواب جلسة صاخبة للهيئة العامة، تخللها هرج ومرج وأصوات عاليه. اما الحدث، فكان انسحاب عدد كبير من النواب بعد إقرار بعض القوانين المهمة، نتيجة رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري وضع مشروع قانون تعديل الانتخابات النيابية الذي يسمح للمغتربين بالتصويت لـ128 نائباً على جدول الاعمال، مما دفعه إلى رفع الجلسة وتأجيلها إلى يوم الثلاثاء. لكن، وبحسب ما كان متوقعاً، فإن النصاب لم يكتمل ولم تعقد اي جلسة للهيئة العامة.
أمام هذا الواقع، يبقى السؤال هل توقف التشريع، وما تأثير ذلك على الحكومة المطالبة بعدد كبير من الإصلاحات على كل المستويات؟
تعتبر النائب بولا يعقوبيان “أن ما حصل في البرلمان عادي جداً، فهو من ألاعيب الدولة العميقة واحزاب التركيبة السياسية. فالنواب، وعند رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري وضع مشروع القانون المتعلق بتصويت المغتربين على جدول الاعمال، أخذوا موقفاً. لقد خرجنا تباعاً من القاعة وطيّرنا النصاب بعد إقرار بعض القوانين المهمة، لكنه بري استعمل سيفاً مسلطاً على رأس النواب، بتجميد هذه القوانين. في القانون، يستطيع الرئيس بري أن يقوم بذلك، لكنه لم يكن يهتم في الماضي بإقفال المحضر، إلا أن من حقه استخدام هذا الأمر لتجميد القوانين. ما حصل الآن، أن باب تسجيل المغتربين فتح، وهم لا يعرفون على اي اساس سوف يسجلون. فالقانون النافذ يسمح لهم بإنتخاب ستة أعضاء، ويبقى أن هذا الأمر سيكون بالنسبة لنا امّ المعارك لإعطاء المغتربين حق التصويت لـ 128 نائباً، فتكون لديهم القدرة على تقرير مصير لبنان ومستقبله. هذا ليس تفصيلاً، خصوصاً وان الاغتراب اللبناني لا يشبه اي اغتراب آخر، لانه الاوكسيجين الذي يتنفسه لبنان، إن لجهة المغتربين الذين يأتون إلى البلد أو لجهة التحويلات المالية. لذلك من الضروري أن يصوت المغتربون لكل أعضاء البرلمان لانها ارادتهم. من هنا، لن يكون هناك نسبة تسجيل عالية لأن من سيعرفون انهم سيصوتون لستة نواب لن يسجلوا، علماً أن من يريد من المغتربين التصويت لستة نواب يشكلون اقلية. قد يعتبر البعض أنه من الممكن أن يحصل تغيير ويسجلون، وربما البعض يكون لديهم طموح بأن يترشحوا”.
خطر جدي
واذ شددت يعقوبيان على “أن هناك خطراً جدياً على التشريع، لذا تختاج الحكومة د إلى قوانين اصلاحية مهمة لكي تستطيع أن تعمل. من هنا، فإن العرقلة ستطال الطرفين، وسوف يستعمل الرئيس بري هذه الاداة للضغط علينا، وقد بدأ فعلاً بإستعمالها”.
وعما اذا كان هناك تأجيل للاستحقاق النيابي، فتؤكد “أن هناك كلاماً كثيراً عن موضوع تأجيل الانتخابات، وعن أن بعض الكتل لديها مصلحة بذلك. لا أعرف كيف ستكون النتيجة، لكني اؤكد ان رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام يرفضان هذا الامر”.
وتضيف: “لا أعتقد أن هناك طرفاً يمكن ان يتحمل مسؤولية تأجيل الانتخابات، لذلك لا يمكن أن تؤجل الا بوجود توافق خارجي واسع على ذلك. كانت هناك صفقة تقضي ببقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري لفترة معينة على أن لا يترشح في المرة المقبلة، اي نهاية عهد بري عن طريق التمديد لسنة أو سنتين. هذا ما يتردد في الكواليس، ويرجح أن يكون التمديد لسنة واحدة”.
اما بالنسبة للتطورات الاخيرة التي جرت في غزة، فتشدد يعقوبيان على أن ما يجري في الاقليم سيؤثر على لبنان بشكل مباشر، والخوف الأكبر هو اليوم على لبنان في حال انتهت مأساة غزة واختتم هذا الجرح. نحن نأمل ان ينتهي ذلك، خصوصاً وان لدى نتنياهو انتخابات بعد سنة، إضافة الى سيف المحاكمة المسلط على رأسه. من هنا، قد يرغب بإبقاء بؤر ملتهبة حوله، وسيكون لبنان الساحة البديلة عن غزة. المخاوف اليوم تبقى في تحويل لبنان الى غزة جديدة، في؟حال بقي رفض تسليم السلاح. لكن الاساس أن موضوعنا مرتبط بالمفاوضات الأميركية – الإيرانية التي لم تسجل اي تقدم يذكر حتى الساعة، مما يعرض الساحة اللبنانية لمزيد من التوتر”.
وتختم يعقوبيان: “بناء على هذه الوقائع، هناك خوف جدي من عودة الحرب خلال الاشهر المقبلة أو حتى الأسابيع المقبلة، لأن طبول الحرب تقرع. هناك تهديدات جدية ونتنياهو يريد الاستمرار في القتال تجنباً للمحاسبة اذا ترك منصب رئاسة الوزراء. من هنا، لديه مصلحة شخصية خاصة بإستمرار المشاكل، ولبنان هو الساحة الاسهل المرشحة لتكون مسرحاً لاستمرار حروبه”.



