الإثنين, نوفمبر 10, 2025
29.4 C
Beirut

عامان على طوفان الأقصى، والإجرام الصهيوني غير المسبوق، والصمود البطولي للشعب الفلسطيني، هل دولة فلسطين ستبصر النور مع مبادرة ترامب للسلام؟

نشرت في

أخباركم – أخبارنا

 يوسف مرتضى- كاتب سياسي

في أسباب ٧ أوكتوبر ٢٠٢٣

خلال أعوام ٢٠١٧-٢٠٢٢، شهد الكيان الصهيوني أزمة حكم أجريت خلالها أربع انتخابات نياببة، نتج عن أخيرتها في العام ٢٠٢٢ أكثر الحكومات اليمينية تطرفاً في إسرائيل برئاسة بنيامين نتانياهو وعضوية الصقرين  التلموديين، وزير الأمن بن غفير، ووزير المال سموترتش. وفي خلال أقل من عام واحد من حكمها بنت هذه الحكومة١٢٠٠ مستوطنة في الضفة الغربية، واتخذ وزير الأمن فيها إجراءات تمنع من هم دون سن الخمسين  من الفلسطينيين من الصلاة في المسجد الأقصى، كما قام بتوزيع السلاح بشكل واسع على المستوطنين في  الضفة الغربية. هذه الإجراءات كانت تترافق مع التضييق على السلطة الفلسطينية في رام الله بحرمانها من مستحقاتها من عائداتها من الرسوم والضرائب، فضلاً عن الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة لمخيمات الخليل ونابلس، ما كان يؤشر على عزم حكومة نتنياهو على تهجير أهل الضفة كمقدمة لاستهداف غزة من بعدها.

في الثاني والعشرين من أيلول عام ٢٠٢٣ كشف نتنياهو عن خطة حكومته بتهجير الفلسطينيين من الضفة والقطاع بخطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، حيث عرض أمام الحضور خارطة فلسطين كاملة خالية من أي فلسطيني،  مدعياً أنها جزء من أرض إسرائيل التوراتية!؟.

وفي غزة كانت قوات العدو الصهيوني قد شنت ثلاث حروب متتالية، في أعوام، ٢٠٠٨،٢٠١٢،٢٠١٤، واطبقت الحصار عليها منذ العام ٢٠١٤.

أمام هذه المشهدية للعدوان الصهيوني ماذا كان قد تبقى أمام الفلسطينيين غير المواجهة وبكل الأشكال المتاحة، في ظل صمت إقليمي ودولي شبه شامل عما يتعرض له الفلسطينيون من اضطهاد،  وعن مصير بائس ينتظرهم!؟

من هذه الخلفية أنظر لعملية طوفان الأقصى، بغض النظر عن رأي السلبي بأيدولوجية التنظيم الفلسطيني الذي بادر إليها. وانطلاقاً من تقديري أن حق المقاومة الفلسطينية بكل إشكالها ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين تقرّه جميع القوانيين والمواثيق الدولية بصفتها حركة تحرر وطني.

في نتائج المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية

إن مواكبة مسار المقاومة البطولية للشعب الفلسطيني وصموده لسنتين متتاليتين رغم التضحيات الجسام، نلحظ إصرار المقاومة على مقارعة قوات العدو وقدرتها على إنزال الخسائر في صفوف جنودها ، ومنع الدو من تحقيق أهدافه التي أعلناها نتنياهو منذ بدء العدوان على غزة وهي:

١- القضاء الكامل على حماس والمقاومة المسلحة في غزة.

٢- تحرير جميع الرهائن الإسرائيليين بالقوة.

٣-السيطرة الأمنية الكاملة على القطاع .

٤- منع حماس من المشاركة في إدارة القطاع .

٥- اتخاذ كل الإجراءات لعدم تمكين غزة من تهديد أمن المستوطنات في المستقبل.

وفي موازاة ذلك كانت حكومة نتنياهو تعد العدة لضم الضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين من غزة .

تلك المواجهة المديدة مع قوات الاحتلال وما رافقها ونجم عنها، يدعوني إلى رفض نظرية المؤامرة في ٧ أوكتوبر. وأن هذه المقاومة للشعب الفلسطيني التي جنّد الغرب معظم قدراته في دعم العدوان ضدها خلال السنتين المنصرمتين في حرب إبادة نازية جماعية تقودها الصهيونية العالمية ضد الشعب الفلسطيني، قد قلبت المعادلة، حيث فرضت القضية الفلسطينية كبند أساسي على حدول اهتمامات المجتمعين العربي والدولي. وكان ثمرة ذلك اعتراف ١٥٩ دولة عضوة في الأمم المتحدة بدولة فلسطين ، وفرض عزلة دولية على إسرائيل الغارقة بالدماء الفلسطينية في غزة، ما دفع ترامب إلى إطلاق مبادرته للسلام ووقف الحرب في غزة ، إنقاذاً لنتنياهو وحكومته من مأزقهم في غزة وفك عزلتهم الدولية، حيث وقف نتنياهو على منبر الأمم المتحدة في ٢٢ أيلول ٢٠٢٥ يخاطب مقاعد خالية من ممثلي الأمم.

وعلى الرغم من أن مبادرة ترامب تحقق ثلاثة أهداف لحكومة نتنياهو فشلت في تحقيقها  في حربها المدمرة على مدى عامين  لغزة، وهي: تحرير الرهائن ، نزع سلاح المقاومة، ومنع حماس من المشاركة بإدارة غزة. إلا أنه في المقابل ضمنت المبادرة عدم ضم الضفة الغربية، وعدم تهجير الفلسطينيين من غزة ، وانسحاب قوات العدو  الإسرائيلي منها، وإعادة إعمارها.  وبقي مسار حل الدولتين يكتنفه الغموض بانتظار ما ستؤول إليه الضغوط العربية والإسلامية الضامنة لمبادرة ترامب من نتائج في المدى المنظور.

إن موافقة حماس وأفرقاء المقاومة الفلسطينية على مبادرة ترامب، هي خطوة مهمة لإنهاء المقتلة الصهيونية في غزة من جهة،  وأن هذه الموافقة قد تفاقم من الصراع بين أفرقاء الحكم في إسرائيل من جهة ثانية،ما قد يمهّد لإسقاط حكومة نتنياهو التلمودية المجرمة، واستبدالها بحكومة تعطي فرصة حقيقية لبناء مسار السلام مع دولة فلسطينية كاملة الأوصاف على حدود العام ١٩٦٧،  ما يمهّد الطريق إلى فرصة تحقيق استقرار وسلام دائم في الشرق الأوسط تكون إيران جزءاً منها ، الأمر الذي  ينهي أيضاً ذريعة الأذرع الإيرانية، في العراق ولبنان واليمن.

إن تفاؤلي هذا ليس ناجماً من نزوة رومانسية، ولا من تقديري العالي  لإصرار الشعب الفلسطيني المذهل على التمسك بأرضه والدفاع عنها رغم ما تكبده من تضحيات على مدى ٧٦ عاماً، ولكن أيضاً هو الصمود البطولي للغزيين ولمقاومتهم الفلسطينية الباسلة في أطول حربٍ عرفها الكيان الصهيوني منذ نشأته في العام ١٩٤٨، ولمعرفتي ومواكبتي لشبكة الدعم الفلسطينية الواسعة المتجزّرة والمتناغمة بين الداخل والخارج. هذه الشبكة هي من عمل على إمداد المقاتلين في غزة والضفة بالسلاح والذخائر والتموين والأدوية بالأطنان من مستودعات العدو نفسه، بما في ذلك من داخل الكيان على مدى كل الأشهر الماضية، وفي تنظيم حركات التضامن في جامعات أوروبا وأميركا ومع الأحزاب والمنظمات غير الحكومية في معظم بلدان الغرب  التي نجم عنها إسطول الصمود لدعم غزة، حيث أعيد للقضية الفلسطينية بريقها ، وحيث انقلب التعاطف مع الحملات الصهيونية بدعوى الهولوكست ، إلى نمو وعي ينتشر أكثر فأكثر في الغرب بأوساط الجيل الشاب تعاطفاً مع حق الشعب الفلسطيني وإدانةً لحرب الإبادة النازية التي يقوم بها العدو الصهيوني في غزة والضفة.

إن رئيس الولايات المتحدة الأميركية ترامب الذي لم يحقق أي إنجازٍ جدي يذكر لا في الملفات الداخلية ولا في الملفات الخارجية، وهو المقبل على انتخابات نصفية في العام القادم ، والطامح إلى حيازة جائزة نوبل للسلام ، لم يكن أمامه إلا إنهاء حرب غزة بأسرع وقت ممكن والاستجابة للضغوط العربية والدولية، بضمان حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره على أرضه. وكل مراهنة بعد تجربة سنتين من المقاومة والصمود في غزة والضفة، على استسلام الشعب الفلسطيني أو النجاح في تهجيره من أرضه لم يكتب لها النجاح.

ويبقى سلاح وحدة القرار الفسطيني في مواجهة العدو ومؤامراته وفي مواجهة داعميه هو حجر الزاوية في ترجمة التضحيات والصمود إلى نصرٍ حقيقي  للشعب العربي الفلسطيني الجبار.

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

الشرع في البيت الأبيض ومصادر أمنية تكشف عن تعرضه لمحاولتي إغتيال من “داعش”

أخباركم - أخبارنا صل الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم الإثنين إلى البيت الأبيض في...

وفد الخزانة يمنح لبنان مهلة 60 يومًا للإصلاح وضبط السلاح: “ننتظركم منذ 40 عامًا”

أخباركم - أخبارنا ذكرت مصادر نيابية لقناة OTV أن اللقاء الذي جمع عددًا من النواب...

إسرائيل تبني جدار إسمنتي خلف الخط الأزرق

أأخباركم - أخبارنا تقوم قوات اسرائيلية ببناء جدار اسمنتي خلف الخط الأزرق عند الحدود...

بلغاريا لن تسلم مالك السفينة المرتبطة بانفجار المرفأ وتطلب إلغاء عقوبة الإعدام

أخباركم - أخبارنا ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية "أ.ف.ب" بأن "القضاء البلغاري أرجأ النظر في...

More like this

من “الإرهابي المطلوب” إلى “الرئيس المنفتح”: قراءة في التحوّل السوري الأكبر .. كيف يفسر غرامشي هذا التحول؟

أخباركم - أخبارنا/ مسعود محمد في السياسة، ليست الحقائق الثابتة هي التي تصنع الأحداث،...

هل سيقرّ مشروع قانون تعليق العمل بالمادة ١١٢ من قانون الانتخاب لصالح اقتراع المغتربين؟

أخباركم - أخبارنا د. وفيق ريحان توجد ثغرة في نص المادة ٥٨ من الدستور...