أخباركم – أخبارنا
تقرير لبنان الميداني
أخباركم – أخبارنا تقرير لبنان الميداني على وقع هدوءٍ نادرٍ يسودُ الجنوب اللبناني بعد عامين من الحرب المفتوحة، عادت أصوات الناس لتعلو على دويّ المدافع.
في صور، وقف أبناء القرى الحدودية المحتلة أمام السرايا يطالبون بحقّ العودة إلى بيوتهم التي ما زالت تحت نيران المنع والتهجير، فيما تتكشّف في المقابل ملامح حربٍ طويلة ترسمها تقارير إسرائيلية تتحدث عن “انكسار حزب الله” وتداعياتها على الطائفة الشيعية ولبنان ككل.
وبينما تتنفس القرى الجنوبية يومًا هادئًا بعد أشهر من القصف والقلق، تشهد بيروت تطورات قضائية وأمنية متلاحقة: المحكمة العسكرية تُصدر حكمًا مثيرًا في قضية “العميل أيوب”، والفنان فضل شاكر يُسلّم نفسه للجيش بعد غيابٍ دام أكثر من عقد. يوم لبنانيّ استثنائيّ، تتقاطع فيه الصمت الميداني مع ضجيج الملفات السياسية والقضائية، في بلدٍ يعيش على إيقاع الهدوء الحذر وأسئلة ما بعد الحرب.
فبعد سنتين على الحرب في الجنوب، نظم “تجمع ابناء البلدات الجنوبية الحدودية” وقفة امام سرايا صور احتجاجًا على منعهم من العودة الى قراهم.
من جهة ثانية، نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ “حزب الله” والشيعة في لبنان هم الخاسرون الأكبر في حرب إسرائيل.
التقرير يقولُ إن الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله “كان في عُمرٍ صغير عندما وضع العمامة السوداء على رأسه وأخبر الناس أنه سيكون رجل دين، ثم أمرهم بالصلاة وراءه”، وأضاف: “بعد عقدين من الزمان، لم يعد الناس يصلون خلف الرجل الذي دخل الحرب الحالية كزعيم عربي كبير، ليخرج منها وقد تحطم عموده الفقري الاستراتيجي ،واستنفدت موارده السياسية، وخسر حياته”.
وتابع: “في الواقع، مع دخول أطول حرب خاضتها إسرائيل عامها الثالث، يبدو أن نصرالله وقضيته هما الخاسران الأكبر. فأين أخطأ؟ إن هزيمة حزب الله موجودة على كل المستويات الممكنة، الاستراتيجية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والنفسية”.
وأكمل: “جاءت الضربة النفسية مع هجمات العام الماضي باستخدام أجهزة النداء واللاسلكي. كان التعطيل المفاجئ لأكثر من 3500 من مقاتلي التنظيم ضربة قاصمة للمنظمة التي دخلت الحرب بما يُقدر بـ50 ألف مقاتل مؤهل. وإلى جانب هذا التأثير الكمي، أضعفت هذه الضربة معنويات قيادة التنظيم بشدة”.
وأردف: “كانت عملية الموساد دليلاً آخر على أن إسرائيل وصلت إلى هذه المرحلة من الحرب مُجهّزة جيداً. اقترن التدمير التدريجي لقادة حزب الله في مواقع متعددة، والتدمير المنهجي لصواريخه بعيدة المدى، بسياسة داخلية مثيرة للجدل أثناء تنفيذها، لكنها أثبتت فاعليتها في النهاية. مع هذا، كان إجلاء 250 ألف إسرائيلي من 45 بلدة مكلفاً اجتماعياً ومالياً، إلا أن الدعوة الفعلية لشن هجمات صاروخية على منازل خالية أهدر ذخيرة حزب الله، وفي الوقت نفسه تسبب في إجلاء مماثل على الجانب اللبناني من الحدود”.
واستكمل: “ظاهرياً، كانت الأطراف متكافئة في هذه المرحلة من الحرب، لكن من الواضح الآن أن حزب الله تفوق عليه في هذا الجانب المدني أيضًا مرتين.. فعليًا، سُوّيت قرى حزب الله بالأرض، ولا يبدو أن إعادة إعمارها تلوح في الأفق. اجتماعياً، قُدِّمت الرعاية لأهالي إسرائيل المُهجَّرين، بينما لم يُقدَّم لأهالي حزب الله. أُرسِل الإسرائيليون إلى فنادق في أنحاء البلاد، حيث وفّر لهم دافعو الضرائب الإقامة الكاملة، بينما لم يُهيئ نصر الله أي مأوى كهذا لرعيته، الذين انتهى بهم الأمر بلا مأوى في أرضهم”.
واستكمل: “داخل لبنان، عجز مجلس النواب والحكومة في بيروت عن فعل شيء دون موافقة نصر الله. أما خارج لبنان، فقد أصبح حزب الله محوراً لشبكة وكلاء إيرانية امتدت من العراق مروراً بسوريا وصولاً إلى اليمن. كانت الخطة طموحة أكثر بكثير مما يتصوره الكثيرون، وتعززت بجهود إعادة تشكيل سوريا ديموغرافياً”.
وتابع: “كان لاجئو الحرب الأهلية السورية، الذين يُقدر عددهم بنحو 6.5 مليون لاجئ، أغلبهم من السنة، وكانوا أعداء الرئيس بشار الأسد الرئيسيين، بل وأهدافه الرئيسية. وهكذا، بدأ الأسد، العلوي، وسادته الإيرانيون في توطين الشيعة، ومعظمهم من العراق، في منازل اللاجئين السنة المهجورة في سوريا”.
واستكمل: “في هذا السياق، اعتقد حزب الله، عن حق، أنه جزء من جهد تاريخي لبناء شرق أوسط يهيمن عليه الشيعة. هذا الاعتقاد هو ما دفع نصر الله سابقاً إلى قراره الأكثر جرأةً، وهو الانضمام إلى حرب الأسد على شعبه”.
وأضاف: “في الواقع، أصبح شيعة لبنان وقوداً لمدافع الأسد، ويُعتقد أن حزب الله خسر في سوريا أكثر من ألفي مقاتل كفؤ. ومع جرحاه، خسرت الجماعة في سوريا أكثر من عُشر قوتها القتالية الفعالة، هباءً منثوراً. فعلياً، كانت سوريا بمثابة فيتنام بالنسبة لحزب الله”.
وقال التقرير زاعما: “لقد اعتقد نصر الله أن أقليته، التي لا تتجاوز ثلث سكان لبنان، قادرة على فرض نفسها على سُنة ومسيحيي ودروز ذلك البلد. علاوة على ذلك، اعتقد أن بلداً صغيراً وفقيراً وممزقاً كلبنان قادر على قيادة هجوم ضد إسرائيل، والأدهى من ذلك، أنه اعتقد أن 85 مليون إيراني قادرون على السيطرة على 500 مليون نسمة من سكان الشرق الأوسط”.
واستكمل التقرير مُدعياً: “في العامين الماضيين، انهار هذا البناء بأكمله. لقد ولت سوريا التي كان نصر الله يدعمها. أما إيران الإمبريالية التي خدمها، فقد أصبحت مُشلولة عسكرياً ومُهمّشة استراتيجيًا، بعد أن فقدت معقلها السوري وذراعها اللبناني. والأسوأ من ذلك، أن الجماعة التي كانت إنجاز نصر الله طوال حياته قد تفككت، فرجالها يشغلون المستشفيات والمقابر، ومواقعها الأمامية مُدمرة، وأسلحتها مُحطمة، وخزائنها فارغة، ورعاتها الإيرانيون قد رحلوا”.
وختم: “لهذا السبب فإن الخاسرين الأكبر في الحرب التي بدأت قبل عامين هم الشيعة في لبنان”.
من جهة ثانية، أصدرت المحكمة العسكرية في بيروت حكمًا بالسجن ستة أشهر بحقّ حسن شفيق أيوب بتهمة «محاولة التعامل مع العدو»، ثم أخلت سبيله لانقضاء مدة توقيفه، ما فجّر نقاشًا واسعًا حول معايير توصيف «المحاولة» والنية الجرميّة وحدودها، خاصةً مع الروايات التي تتحدّث عن تسلّمه أموالًا عبر فتحة في جدار رميش ومواكبته بمسيّرة إسرائيلية.
فبحسب ما أورد موقع صحيفة «الراي» الكويتية فإن أيوب الذي رافقته مسيّرة إسرائيلية خلال دخوله وخروجه برر فعلته بحاجة مادية لتسجيل أولاده بالمدرسة.
وقال أيوب خلال الاستجواب «راحت السكرة وإجت الفكرة»، زاعمًا أنه لم ينفذ أي مهمة للعدو. وعليه، رأت المحكمة أن نية التعامل لم تكتمل ما خفف الحكم عنه. وبما أنه موقوف منذ كانون الثاني الماضي، «تم إخلاء سبيله أمس لانتهاء مدة محكوميته».
الناشط عباس الحسيني من بلدة البازورية جنوب لبنان، استغرب كيف إن مبلغ 2500 دولار أميركي وما زالت الخطوة “محاولة للتعامل”، وأضاف: «رافقته مُسيَّرة بالدخول والخروج عبر فتحة في جدار بلدة حدودية، وما زال ضمن إطار «المحاولة»؟ برَّر تعامله مع العدو والَّذي يُعتبَر خيانة وطن وشعب وأُمَّة وانتصار العدو على الوطن والمواطن، ويُؤدّي حكماً للمساعدة على الإستهداف فالقتل، برَّر كل هذا بأنه بحاجة مادِّيَّة لتسجيل أولاده في المدرسة !!! كل هذا واعتبرت المحكمة بأنَّ نِيَّة التعامل لم تكتمل وقرَّرت إخلاء سبيله”.
وذكّر بقضية الإعلامية ليال الإختيار «عندما استضافت الناطق باسم جيش العدو على شاشة العربية ولم تُشد بجهوده أو تتغزّل بشخصيته أثناء المقابلة إنما كانت هجومية واتهامية له بالإجرام والعنف والقتل (..) ومع ذلك تم إصدار مذكرة بحث وتحري بحقها» بعد دعوى من محامين مقرّبين من حزب الله.
من هو حسن أيوب؟…حسن شفيق أيوب، ابن بلدة بيت ليف (قضاء بنت جبيل – جنوب لبنان)، مصفّف شعر، يبلغ نحو 45 عامًا، وأب لطفلين.
بدأ التواصل معه عبر منظمة دولية مزعومة على فيسبوك، تبيّن لاحقًا أنّها واجهة لـ«الموساد»، واستُكملت الاتصالات إلى أن جرى تجنيده.
طبيعة المهام التي أُسنِدت إليه: تصوير مواقع جغرافية في الجنوب ومراكز حزبية ومساجد، وتقديم إحداثيات ومعلومات حسّاسة خلال فترة الحرب
وخلال العدوان الموسّع على لبنان، تفيد التقارير أنّ مشغّليه أرشَدوه/نقلوه بمسيّرة إلى داخل فلسطين المحتلّة ليبيت ليلة هناك وتلقّى دفعات مالية بينها 2500 دولار لقاء مهمّات تصوير جديدة. ونُقل عن حسن قوله في التحقيق معه: «مشّو فوقي طيارة درون أخدتني ورجعتني».
التوقيف الرسمي: أعلن الجيش اللبناني توقيفه في 20 كانون الثاني 2025 بتهمة التواصل مع العدو بعد إيهامه بواجهة “منظمة دولية”، بينما والده شفيق أيوب أعلن براءته منه علنًا ونعته بالخائن، فيما طلبت زوجته الطلاق وفق ما نُشر.
وذُكر أنّ مخابرات الجيش صادرت 2500 دولار وُجدت في محفظة الزوجة أثناء التحقيق، وحكمت المحكمة العسكرية عليه ستة أشهر عن «محاولة التعامل» معتبرةً أنّ النية لم تكتمل، ثم أُخلي سبيله في 4 تشرين الأول 2025 لانقضاء مدة التوقيف.
في سياق ىخر وفي قضية الفنان فضل شاكر، كشفت معلومات اليوم الأحد، عن أنه “لا مقايضة في قضية فضل شاكر وقد سلّم نفسه على قاعدة عدم تورّطه بدم الجيش اللبناني في أحداث عبرا”.
وأشارت المعلومات، إلى أن “ثلاثة ضباط من مخابرات الجيش كانوا بانتظار شاكر بعد اتصالات عبر وسطاء على امتداد شهرين أدت إلى عملية التسليم”.
وتابعت: “فضل شاكر تعرّض في الفترة الأخيرة الى مضايقات كثيرة لا سيما بعد عودته إلى الأعمال الفنية”.
وصدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي:
بتاريخ ٢٠٢٥/١٠/٤ مساءً، نتيجة سلسلة اتصالات بين الجيش والجهات المعنية، سلم المطلوب فضل عبد الرحمن شمندر المعروف “شاكر” نفسه إلى دورية من مديرية المخابرات عند مدخل مخيم عين الحلوة – صيدا، وذلك على خلفية أحداث عبرا في العام ٢٠١٣.
بوشر التحقيق معه بإشراف القضاء المختص.



