أخباركم – أخبارنا
مقال تحليلي معدّ للنشر بناءً على نص نُشر في يديعوت بقلم نداف إيال (نُقل بالنص الأصلي الذي أرسله المستخدم).
تل أبيب — تتبلور اليوم في الساحة السياسية والإعلامية إسرائيل مخاوف عميقة حول أثر صفقة محتملة لإنهاء الحرب في غزة، خصوصًا على مصير حركة حماس وقدرتها على البقاء كقوة سياسية وشعبية داخل القطاع. في مقال تحليلي نشره نداف إيال في صحيفة «يديعوت»، يُشدّد الكاتب على أن هدف الحرب لم يكن — ولم يكن مخططًا أن يكون — اختفاء حماس كحركة بالمعنى التنظيمي الكامل.
ما الذي تقترحه الصفقة ولماذا تثير القلق؟
الصفقة المقترحة تُعدّ إنجازًا من منظورين متقابلين: فرض تسليم الرهائن — وهذا ما تعتبره إسرائيل «إنجازًا»، لكنها في المقابل ستؤدي، وفق العرض، إلى مرحلة انتقالية يكون فيها الحكم في غزة فلسطينيًا مع إشراك قوات أمنية إقليمية. هذا التوزيع للسلطة يقوّض احتمال سيطرة القوات الإسرائيلية على إدارة يومية طويلة الأمد في القطاع، وبالتالي يترك فراغًا يُخشى أن تعيده حماس أو قوى مشابهة.
المخاوف المشروعة التي يوردها الكاتب تشمل:
- احتمال محاولة حماس الاحتيال وعدم إعادة جميع الرهائن.
- إمكانية تعافٍ تنظيمي وسياسي للحركة إذا لم تُفرض سيطرة مدنية وعسكرية مستدامة تمنعها من إعادة بناء بنيتها العسكرية.
- تقييد حرية عمل الجيش الإسرائيلي إذا كانت هناك إدارة مدنية وقوات إقليمية تعمل في القطاع.
ماذا حقق الجيش الإسرائيلي حتى الآن؟
بحسب التحليل، أنجزت إسرائيل ــ من منظور عسكري ــ خفضًا كبيرًا لقدرات حماس العسكرية والحكومية، لكن ذلك لا يعني تحييد الحركة كمكوّن شعبي وسياسي. التحديات التكتيكية واللوجستية التي واجهت الجيش ــ حفريات تحت الأرض، وجود رهائن، تداخل المدنيين ــ عرقلت قدرة الاحتلال أو العملية العسكرية على إنهاء التهديد بصورة نهائية دون تكلفة بشرية ومادية هائلة.
خيار واحد لإنهاء وجود حماس: احتلال طويل الأمد؟
يرى الكاتب أن الشرط الوحيد الممكن عمليًا لتحقيق «تفكيك كامل» لحماس هو سيطرة إسرائيلية كاملة وطويلة الأمد على غزة عبر احتلال عسكري مستمر لسنوات. وحتى هذا الخيار ليس مضمونًا للنجاح. وقد أشار المقال إلى أن إسرائيل لم تخطط رسميًا أو تعلن عن نية لاحتلال كامل طويل المدى، كما أن المؤسسة الدفاعية وبعض القيادات عارضت ذلك.
الأسئلة الأساسية للشارع الإسرائيلي
في قلب النقاش: كيف نضمن ألا تعود حماس لتسيطر مجددًا؟ كيف نمنع عودة البنية العسكرية؟ الكاتب يؤكد أن طالما بقي هناك سكان فلسطينيون في غزة فستبقى الحركة موجودة طالما استمر الدعم الشعبي لها أو غياب بدائل سياسية قادرة على استيعاب الجمهور.
الاستطلاعات المشار إليها في التحليل تشير إلى أن الأغلبية العظمى من الإسرائيليين تدعم إنهاء الحرب مقابل إعادة الرهائن، وذلك يخلق ضغطًا داخليًا لإنجاز صفقة سريعة حتى لو تركت آثارًا أمنية طويلة الأمد.
خلاصة التحليل
- الصفقة المحتملة قد تنهي مرحلة قتالية قصيرة نسبيًا وتعيد الرهائن، لكنها لا تقضي على حماس كحركة سياسية واجتماعية.
- تفكيك حماس يتطلب أكثر من ضربات عسكرية: يتطلب استراتيجية سياسية طويلة الأمد، وربما احتلالًا مستمرًا لتعطيل إعادة التسلح والتنظيم — وهو خيار مُكلف ومثير للجدل.
- إذا نُفّذ الاتفاق كما هو مطروح، فالمواجهة مع حماس قد تتحول إلى صراع طويل الأمد متقطع، بدلاً من هزيمة نهائية.



