أخباركم – أخبارنا / خاص من اربيل
دعا الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، العراقيين عامة والمسيحيين خاصة، إلى مشاركة واسعة وفاعلة في الانتخابات البرلمانية المقبلة لعام 2025، والتصويت “لمن يحترم التعددية الدينية والقومية التي تميّز العراق”، مشدداً على أنّ الكنيسة الكلدانية ترفض أن يُمثَّل المسيحيون بأشخاص فاسدين أو جماعات مسلّحة تتحكم بمصيرهم.
وفي بيان رسمي تلقت أخباركم نسخة منه، قال البطريرك ساكو: “يفصلنا شهر واحد عن الانتخابات النيابية، وأدعو العراقيين عامة والمسيحيين خصوصاً إلى المشاركة الكثيفة، واختيار من هو الأنسب لخدمة الشعب من دون تمييز، ممن يُشهد له بالنزاهة والصدق، ويحترم التعددية، ويؤمن بسيادة العراق ونهضته واستقراره”.
وأضاف ساكو أنّ الكنيسة ترفض أن يتحكم مصير المكوّن المسيحي بأيدي جماعات دخيلة، مؤكداً: “لن نقبل أن يغدو المسيحيون وقوداً لهذه الجهات التي تسيطر على بلداتهم في سهل نينوى”، في إشارة إلى بعض الفصائل المسلحة التي تفرض نفوذها على مناطق الأقليات شمالي البلاد.
وأشار البطريرك إلى أنّ الكنيسة كانت قد طالبت الحكومة ومفوضية الانتخابات بـ”حصر التصويت في المكوّن المسيحي” لضمان تمثيله الحقيقي، إلا أنّ الطلب لم يُستجب له، مضيفاً أنّ “الحكومة العراقية فشلت منذ أكثر من 15 سنة في حماية حقوق الأقليات واتخاذ إجراءات ملزمة لإنصافها والحفاظ على تمثيلها ودورها الوطني”.
وختم ساكو بيانه بالقول: “المسيحيون لن يستسلموا رغم جراحهم، وسيسعون لتحقيق حقهم الدستوري الذي يضمن مستقبلهم وبقاءهم. الكنيسة الكلدانية لا تبيع نفسها ولن تستسلم للظلم، وولاؤها للعراق وللعراقيين غير محدود”.
ويُعدّ المسيحيون في العراق من أقدم المكونات التاريخية في البلاد، وقد تراجع عددهم منذ عام 2003 من نحو مليون ونصف إلى أقل من 300 ألف بسبب الحروب والتهجير والاضطهادات الطائفية، خصوصاً بعد سيطرة تنظيم داعش على الموصل وسهل نينوى عام 2014. وعلى الرغم من محاولات العودة، ما زالت معظم القرى المسيحية تواجه تحديات أمنية واقتصادية، وسط مطالبة متكررة من البطريركية الكلدانية والمنظمات الدولية بتحقيق تمثيل سياسي حقيقي يحمي وجودهم وحقوقهم في العراق الجديد.



