أخباركم – أخبارنا
في شوارع غزة التي أنهكها الركام والرماد، يسير الناس بخطى مترددة كمن يبحث عن ذاكرةٍ ضاعت بين الحجارة. لا يفتّشون فقط عن جدرانٍ بقيت أو أبوابٍ صمدت، بل عن رائحة بيتٍ، ضحكة طفلٍ، أو ظلّ شجرةٍ كان يحميهم من حرّ الحرب. بين شارع الرشيد وصلاح الدين، يلتقي الناجون كأنهم غرباء في مدينتهم، يتلمّسون الحجارة كأنها وجوه أحبّتهم، وينادون أسماء بيوتهم كما لو كانت كائنات حيّة. كلّ زاوية تروي قصة، وكلّ ركام يحمل ذاكرة عمرٍ انكسر ولم يمت. ورغم الألم، تلمع في العيون شرارة عودةٍ وعنيدٍ أسمه الأمل… فغزة، وإن تهدّمت، لا تموت.



