كتب ابراهيم بيرم: اللقاء الليلي الطويل في سفارة فلسطين في بيروت، الذي جمع السفير الفلسطيني اشرف دبور والمسؤول عن الملف اللبناني في قيادة حركة “فتح” عزام الاحمد ونائب رئيس حركة “حماس” في الخارج موسى ابو مرزوق، والذي امتد لنحو 8 ساعات، عزز الآمال بامكان اخراج مخيم عين الحلوة من مدار العنف والدمار الذي يعيش فيه منذ ما يقارب الشهر ونصف الشهر.
فبعد هذا اللقاء، برز تطوران مريحان:
الاول: سارعت اوساط سياسية واعلامية على صلة بالفصيلين الى بث اجواء ايجابية واعدة بوقف ثابت للنار يفتح الباب امام خطوات متقدمة من شأنها ان تعزز الهدوء مقدمة لطيّ صفحة التوتر والعنف.
الثاني: نعِم المخيم وللمرة الاولى منذ نحو اسبوع بهدوء تعززه هذه المرة تطمينات واعدة بالتحول الى هدنة طويلة.
وقال الناطق باسم حركة “حماس” في لبنان جهاد طه لموقعنا: “اللقاء كان ايجابياً وصريحاً لجهة تنفيذ ما يتم التوافق عليه من خطوات وتدابير”.
اضاف: “المسألة الابرز هي تثبيت وقف النار وضبط الميدان للحيلولة دون حصول خروق. اما الامر الآخر، فقد تجلى في الحفاظ على المخيم لأن ذلك يتعيّن ان يكون اولوية وطنية لمنع التهجير والنزوح”.
ثم قال طه: “كما كان بديهياً اعادة الاعتبار الى تنفيذ التوافقات والتفاهمات المتخذة والمبرمة سابقاً مع الجهات الرسمية اللبنانية، اضافة بطبيعة الحال الى تنفيذ المقررات التي سبق لهيئة العمل الوطني الفلسطيني المشترك ان اتخذتها”.
ورداً على سؤال قال: “ان الاعتقاد العام الذي رسخ عندنا اخيراً هو اننا نمضي في المسار الصحيح لتنفيذ ما تم التوافق عليه في البيان. ونسجل ان ثمة جدية في ذلك، بدليل ان الاوضاع منذ منتصف ليل اول من امس، اي عقب انتهاء الاجتماع في السفارة تتسم بالهدوء مع بعض الخروق البسيطة، واملنا كبير في ان ننجح هذه المرة”.
لكن كل هذه المناخات الواعدة تبقى قاصرة عن الاجابة عن سؤال بدأ يطرح نفسه، وهو ما اذا كانت نيات “فتح” و”حماس” ومعهما بطبيعة الحال الشريحة الاكبر من الفلسطينيين، سكاناً وفصائل، هي على قدر عال من الرغبة في انهاء التوتر واحلال الهدوء. ولكن ماذا عن حقيقة موقف المجموعات المتشددة وهل ستجنح هذه المرة نحو التفاهم؟ واستتباعاً نحو التجاوب مع ما كانت ترفضه الى الامس القريب وهو تسليم المتهمين الثمانية بقتل القيادي العسكري البارز في “فتح” اللواء أبو اشرف العرموشي ورفاقه الاربعة.
لا احد يملك اجابة قاطعة، انما الكل يتحدث عن مسار ايجابي بدأت بوادره تظهر، وتبقى العبرة في الميدان نفسه.