كتب مسعود محمد : باختصار أي عمل عسكري إيراني ضد العراق وضد مخيمات اللاجئين الاكراد هو عمل اجرامي ينتهك ميثاق الأمم المتحدة وادعاءات إيران عن شراكة كردية إيرانية-إسرائيلية- اميركية وتنفيذ هجمات داخل إيران حتى يومنا هذا هو دون اثبات.
في ظل الضغط والتهديدات الإيرانية الممارسة ضد حكومة إقليم كردستان لنزع سلاح معارضتها الكردية على أراضيها وابعادهم الى معسكرات داخل عمق كردستان العراق برزت مجموعة من التطورات على عدة محاور أبرزها الحراك السياسي الكردستاني العراقي بشقيه ” الاتحاد الوطني والديمقراطي” باتجاه ايران حيث سجلت زيارتين مهمتين لوزير الخارجية العراقي الدكتور فؤاد حسين وبافل طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني الى طهران للبحث معها في تهديداتها وتقديم بعض التوضيحات وكسب مزيد من الوقت. بالمقابل العمل على حلول تقنية تعطي بعض الراحة لكل الأطراف في ظل حراك مستمر في إيران منذ مقتل الشابة مهسا اميني التي يتهم النظام الإيراني الاحزاب الكردية الإيرانية باستغلالها لتحريك الشارع في الداخل.
تم نزع سلاح بعض الفصائل بالفعل
فؤاد حسين وزير الخارجية كان واضحاً فلقد قال بتصريح ملفت في ايران “تم نزع سلاح بعض المجموعات الكردية الايرانية” وهو كان يشير الى طرف كردي وازن في المعادلة الكردستانية الإيرانية.
ومن المؤكد ان السيد بافل طالباني لديه ملف كامل عن عملية نزع اسلحة بعض الفصائل الكردستانية الايرانية فحزبه قام بتنفيذ عملية نزع السلاح.
تقع السلطات في بغداد وأربيل تحت ضغط كبير بسبب صعوبة احتواء المواقف المتباينة للأحزاب الإيرانية المعارضة، فيما تعهدت بتصفير وجودهم بقسم كبير من الحدود الا ان هذا لا يبدو واقعياً بظل حدود تمتد طولها 350 كلم.
ويفترض أن تنتهي المهلة الإيرانية في 22 سبتمبر (أيلول) الجاري، وفقاً للمتحدث باسم وزارة الخارجية، ناصر كنعاني، لكن الحرس الثوري أعلن هذا الأسبوع أن المهلة ستنتهي في 19 من هذا الشهر.
شبح ژینا اميني
القيادات السياسية الكردية الإيرانية المطلعة على الوضع قالت لموقعنا “اخباركم” ايران تعيش حالة من التوتر منذ انطلاق ثورة مهسا اميني وهي لم تستطع رغم كل القمع انهاء التوترات، والخطير بالنسبة لها ان قلب تحريك تلك الانتفاضة وقيادتها الفعلية هي في ايران ويقودها الشباب وتنظيمات المجتمع المدني في الداخل، وهذا ما يقلق حقيقة النظام، وهو يلفت الأضواء للعراق خوفاً من تجدد الانتفاضة في ذكرى مقتل اميني رغم انه عمل على اعتقال عدد كبير من الشباب لخنق الحراك.
دور مستجد لـ PAJAK
بدأ يبرز دوز لحزب الحياة الحرة فصيل حزب العمال الكردستاني في ايران بعملية احتواء الفصائل الكردستانية الإيرانية وخرج كلام غير مؤكد عن تفاهمات تحصل ما بين تلك الأحزاب وبيجاك لنقل بعض المعسكرات وتكثيف جهود الدفاع معاً وصولاً للقتال معاً للدفاع عن وجودهم، وقد بدا ذلك جلياً من خلال تصريح زعيم PJAKسيامند معيني الذي قال بتصريح لوكالة الفرات نيوز ” ما زالت الأمور غير واضحة إذا ما كان ستتخذ العراق فعليًا أي إجراء ضد مجموعات المعارضة الكردية في بلاده كما يرغب النظام الإيراني. كما أن الخيار العسكري لدى إيران لحل “مشكلة الأكراد” قد تم رؤيته أيضًا على أنها سيف داموقليس لسنوات عديدة. على أية حال، فإن PJAK مصممة على الاستمرار في مقاومتها. وقال معيني: “سنقوم بوضع وتطوير خارطة طريق حزبنا وفقًا لمطالب شعبنا وثورة ‘جين، جيان، أزادي’، وليس وفقًا لتهديدات الدولة الإيرانية. بدعم من شعبنا، قمنا ببناء منظمة قوية في بلادنا. موقفنا هو أن جميع الأحزاب الكردية يجب أن تضع الوحدة الوطنية والتضامن مع بعضها البعض في مركز عملها بدلاً من الانصياع لمطالب النظام. سيمنع القتال المشترك للعدو من تحقيق أهدافه. ولهذا السبب، سنقدم دعمًا لبعضنا البعض ولقوى الكرد الأخرى في حال نفذت إيران هجومها”.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل حليف ايران حزب العمال الكردستاني سيحمي معارضي ايران ام سيلعب دوراً باستيعابهم؟
قانون مهسا “ژینا” مر بأكثرية مطلقة في مجلس النواب الأميركي
اقر امس مجلس النواب الأميركي قانون مهسا الذي قدمه الجمهوري جيم بانكس امس في مجلس النواب، هذا القرار تم التصويت عليه في مجلس النواب الأميركي بأكثرية 410 صوتاً حيث اعطاه الديمقراطيون 201 صوتاً بينما اعطاه الجمهوريون 209 أصوات واتت النتيجة بأغلبية ساحقة بـ410 أصوات. مقابل فقط ثلاثة رفضوا تمرير هذا القرار.
ويطلب هذا القرار من الرئيس الأميركي جو بايدن او أي رئيس ينتخب في المستقبل فرض عقوبات على المرشد الأعلى الإيراني وعلى الرئيس الإيراني وعلى كل من يعمل في مكتبيهما، ممن هم متورطين في انتهاكات حقوق الانسان.
وهذا القرار يجب ان يمر في مجلس الشيوخ ويصوت عليه ويتم الموافقة عليه حتى يتم تطبيقه بوضوح، والديمقراطيون عادة يمررون مسائل حقوق الانسان فامس شاك شومر زعيم الديمقراطيين لمح الى ضرورة ممارسة المزيد من الضغط على ايران وقال انها تتسبب بمشاكل حقيقية في الشرق الأوسط وفي العالم بأكمله.
حتى ان بوب مانندز رئيس مجلس العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي خلال الثمانية والأربعين ساعة الماضية كان قد تذمر من اتفاق تبادل الاسرى الإيرانيين والأميركيين وتقديم 6 مليارات دولار لصالح الجانب الإيراني وقال انه غير موافق على هذا الاتفاق.
وبالتالي ينتظر فرض المزيد من الحصار على إيران، استنادا على تطور الأمور في الداخل الإيراني ودخول الكونجرس الأميركي بهذا الشكل قد يعني ان ما قد يحصل داخل ايران في حال عدم تفاهمها سيوازي حالة القلق الذي تعيشه فايران مطالبة بملفات تمتد من الداخل الإيراني بداية من ناحية حقوق قومياتها، والعلاقة مع الجوار العراق والاقليم السعودية وسوريا واليمن ولبنان وفلسطين.