أخباركم – أخبارنا

في زمنٍ يشهد تحوّلات رقميّة متسارعة، لم تعد التكنولوجيا مقتصرة على مجالات العمل أو التواصل فقط، بل أصبحت تلعب دورًا جوهريًّا في الرعاية النفسيّة أيضًا. ومع تزايد الوعي بأهميّة الصحّة النفسيّة وضرورة تسهيل الوصول إلى العلاج، برزت منصّات رقميّة متخصّصة في العلاج عن بُعد، من بينها منصّة “Doors” التي تسعى إلى جعل الدعم النفسيّ متاحًا لكلّ شخص بطريقةٍ آمنة ومرنة وسهلة.

وللحديث أكثر عن هذا التطوّر، أجرينا لقاءً مع الأخصّائي النفسي فؤاد منذر، الذي تحدّث عن تميّز هذا النوع من العلاج ورؤيته لمستقبل الخدمات النفسيّة في العالم العربي.

🟦 ما الذي يميّز “Doors” عن العيادات النفسية التقليدية؟
يقول فؤاد منذر إن العلاج النفسيّ عن بُعد عبر المنصّات الرقميّة يوفّر عاملين أساسيين: الوقت والمكان. فالشخص يمكنه أن يستفيد من الجلسة وهو في بيئة مريحة يشعر فيها بالأمان، مما يجعله أكثر صدقًا في التعبير عن ذاته. كما تتيح المنصّة مرونة في تحديد المواعيد بما يناسب الطرفين، وتُقدّم الجلسات عادةً بكلفة أقلّ من العيادات التقليدية، مما يجعلها في متناول شريحة أوسع من المحتاجين للدعم النفسيّ.

🟦 هل يمكن أن تساهم المنصّات الإلكترونية في كسر الوصمة الاجتماعية؟
يؤكد منذر أن المنصّات الرقمية تلعب دورًا توعويًا مهمًا، إذ تساعد عبر المحتوى التثقيفي والحملات الإعلامية في إزالة النظرة السلبية تجاه العلاج النفسيّ، وتُظهره كخدمة إنسانية طبيعية. كما توفّر مساحة آمنة وسريّة لمن يخشون نظرة المجتمع، فيستطيعون طلب المساعدة دون خوفٍ أو حرج.

🟦 هل العلاج النفسي عبر الإنترنت فعّال مثل الجلسات الحضورية؟
يرى منذر أن الفعالية تعتمد على طبيعة الحالة، لكن في حالات القلق والاكتئاب مثلاً يمكن أن يكون العلاج عبر الإنترنت مرحلة دعمٍ مهمة أو نقطة انطلاق نحو التعافي الكامل. فالمنصّة تتيح التعبير الحرّ والتفكير بوضوح، وقد تكون وسيلة انتقال إلى علاجٍ أعمق ضمن فريقٍ متخصّص. إنها خطوة أولى نحو رحلة الشفاء، خصوصًا لأولئك الذين يجدون صعوبة في الوصول إلى العيادات أو يواجهون حواجز اجتماعية.

🟦 كيف يمكن لهذه المشاريع أن تغيّر مستقبل الرعاية النفسية في العالم العربي؟
يعتبر فؤاد منذر أن العالم يعيش اليوم ثورة رقمية شاملة، والعلاج النفسي لا بد أن يواكب هذا التطوّر. فالتفاعل بين علم النفس والتكنولوجيا أصبح واقعًا لا مفر منه، والمنصّات الرقمية باتت الوسيط الطبيعي بين المعالج والمجتمع. ويختم قائلاً:

“أنا أؤمن بأنّ العلاج عبر المنصّات الرقميّة سيُصبح في المستقبل الركيزة الأساسيّة للعلاجات النفسيّة، لأنه ببساطة يجعل المساعدة متاحة، وسهلة، وقريبة من كل من يحتاجها.”

—
📌 إعداد وتحـرير: فريق “أخباركم”