كتب باسل عيد:
بعد الاخبار التي جرى تداولها مؤخرا عن امكانية انقطاع الخبز من الاسواق اللبنانية ورفع الدعم عنه بشكل كلي من قبل الحكومة، الأمر الذي أدى لخلق بلبلة بين المواطنين، الذين عمد عدد منهم الى تخزين الخبز في منازلهم، في حين جرى بيع ربطة الخبز بأسعار اعلى من سعرها الحالي في عدد من المناطق اللبنانية، أصدرت وزارة الاقتصاد والتجارة البيان الآتي:
تنفي وزارة الاقتصاد والتجارة نفيا قاطعا ما ورد في بعض الصحف عن انقطاع في الخبز وقرار بوقف الدعم. وتؤكد أن هذه المادة الحيوية والاستراتيجية متوافرة. وتهيب ببعض الإعلام التحلّي بالدقة وعدم الوقوع في افخاخ ينصبها بعض العابثين والمتضررين من الآليات التنظيمية التي وضعتها الوزارة والتي ضبطت السوق ومنعت المتاجرة بلقمة اللبنانيين.
من جهته عقد وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال أمين سلام مؤتمرا صحافيا، وضع خلاله النقاط على الحروف حيال ما ورد في بعض الصحف عن انقطاع في الخبز وقرار بوقف الدعم عنه،
فأكد ان وزارته “عملت بكل أمانة وشفافية لحماية خبز الناس وسعر ربطة الخبز في هذه الظروف الصعبة، وتأمين امدادات القمح من دون انقطاع في ظل ظروف اكثر من قاهرة ومستحيلة”، مبديا فخره بالعمل الذي قامت به الوزارة وبمؤازرة القوى الامنية لها، وفي طليعتها اللجنة الامنية المسؤولة عن التوزيع والذي تترأسها وزارة الاقتصاد، “فهي انقذت هذا الملف من خلال عمل جبار خلق شفافية غير معهودة في ملف دعم كان بوضع سيء قبل مجيئنا الى الوزارة”.
واشار الى انه بالرغم من عدم وجود مخزون استراتيجي للقمح في لبنان، فإن وزارة الاقتصاد “لم تسمح بحصول انقطاع لامدادات القمح بالرغم من الحرب في أوكرانيا ولم يحصل انقطاع للخبز عن الناس ولا ليوم واحد، حتى عند تذبذب الاسعار حصلنا على قرض من البنك الدولي، وهو امر ناجم عن خوفنا على لقمة اللبناني”.
وقال، “هذا القرض هو الذي يؤمن وصول امدادات القمح الى لبنان وسعر ربطة الخبز التي تعد الارخص في كل منطقة الشرق الاوسط وفقا لكل الدراسات التي أجريت”.
واكد سلام على اهمية الحفاظ على الجهود التي قامت بها وزارته “لان الظروف المعيشية ذاهبة نحو الاصعب، ويجب الحفاظ على سعر ربطة الخبز وعلى وجودها”.
وانتقد سلام “فذلكة” البعض عن غياب وزير الاقتصاد وكلامهم عن ازمة في الخبز، معتبرا ان هؤلاء هم “تجار الازمات وسارقو عيش الناس”. وقال، “بدل طمأنة الناس هم يخرجون بأبواق واخبار وتلفيقات كاذبة عن وجود ازمة خبز ونية الوزير برفع الدعم وان سعر الربطة سيصل الى اكثر من مئة الف ليرة. هذه كلها اكاذيب مضللة ومعطيات غير صحيحة”.
واوضح انه كان موجودا في واشنطن في زيارة الى البنك الدولي “لبحث المراحل المقبلة معهم، بدءا من الظروف الاجتماعية للبلد والامنين الغذائي والصحي والامور الطارئة التي يجب تقديمها للمواطن وللطبقات الاكثر فقرا وحاجة من اجل دعمها خلال السنوات المقبلة”.
وشدد سلام على أن “لا أزمة خبز في لبنان، بل تأخير في وصول بعض البواخر بسبب الازمة الاوكرانية – الروسية بسبب التأخير الحاصل في الموانىء الروسية بسبب تأخير البواخر القادمة من اوكرانية عبر البحر الاسود وصولا الى لبنان”. موضحا انه بسبب عدم وجود اهراءات ومخزون استراتيجي في لبنان فإن البواخر “تأتي بشكل اسبوعي”.
وطمأن بأن تأخير البواخر الذي ولد نقصا بالقمح في بعض المناطق لاسيما الشمال “تمت معالجته” وان البعض خلق ذعرا لدى الناس وهذا ادى في بعض الاماكن الى رفع سعر ربطة الخبز بسبب بعض المضللين.
وكشف عن وجود بواخر قمح تفرغ حمولتها في مرفأ بيروت وتبلغ 20 الف طن بانتظار صدور تحاليلهم هذا الاسبوع ليتم ادخال الكمية الى السوق. وكذلك 32 الف طن قادمة على الطريق. وخلال الاسبوعين المقبلين ستكون هناك طلبيات لبواخر بحجم اكبر مع امكانية طلب باخرتين حجم حمولة الواحدة منها 30 الف طن ليصبح عندنا مخزونا استراتيجيا.
ونفى سلام نفيا قاطعا ما حكي عن رفع الدعم عن الخبز، لافتا الى ان “قرض البنك الدولي يهدف للحفاظ على السعر الحالي حتى يستطيع الفقراء الحصول على ربطة الخبز”. متهما البعض بخلق الازمة وتضليل الناس.
وقال، “حاول الكثيرون ان يتحدونا وان يخلقوا الازمات وحاول البعض سرقة المخزون وتهريبه، الا انه بقوة الدولة استعدناه ونظمناه ورتبناه، وهناك جداول واضحه تظهر التوزيع على كل الاراضي اللبنانية لكل الافران في لبنان بشكل شفاف ومفصل”.
واكد ان لا انقطاع في مادة الخبز. اما اذا حصل تأخير في الموانىء، “نحن على اتصال مع السفراء المعنيين لتسهيل عبور بواخر القمح الى لبنان”.
وكشف سلام انه سيرفع كتابا رسميا الى جلسة مجلس الوزراء المقبلة وتتعلق باعادة تفعيل بناء إهراءات مرفأ بيروت، مشددا على ان واجبنا كدولة “ان نعمل على هذا الملف بالرغم من المشاكل المادية للدولة واضطرارنا للجوء لمساعدات دول ومؤسسات خارجية ومن ضمنها البنك الدولي وصناديق اخرى”. ورفض الا يكون في لبنان مخزون استراتيجي للقمح والحبوب معتبرا انه “مطلب وطني”.
وختم منتقدا بعض ردات الفعل من قبل البعض في الداخل اللبناني تجاه موضوع اعادة بناء الاهراءات مستغربا عدم مساندة هؤلاء ودعمهم لهذا الموضوع، مشددا على اهمية وجود الاهراءات في المرافىء اللبنانية كافة.