خاص: أخباركم – أخبارنا
تشهد الساحة اللبنانية حراكًا سياسيًا متسارعًا بعد إعلان رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون استعداد لبنان للانخراط في مسار تفاوضي جديد برعاية دولية، في وقت تتبدّل فيه موازين القوى في المنطقة وتُفتح قنوات تسوية بين خصوم الأمس.
وفي موازاة ذلك، أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الكنيست في القدس تصريحًا لافتًا تناول فيه الملف اللبناني مباشرة، قائلاً:
“حزب الله هو خنجر ضرب إسرائيل، وأنهيناه، والرئيس اللبناني يعمل على سحب السلاح وحصره بيد الدولة، ونحن ندعم الرئيس لبناء دولة تعيش بسلام مع جيرانها، وهناك أمور جيّدة تحدث في لبنان.”
يُعد هذا الموقف أول دعم علني من الإدارة الأميركية لمسار الرئيس اللبناني، ويعكس مقاربة جديدة تعتبر أن لبنان يسير نحو تثبيت سيادة الدولة وإعادة ضبط المشهد الأمني الداخلي بما يتوافق مع متطلبات الاستقرار الإقليمي.
من جهته، أكّد الرئيس جوزيف عون أن الدولة اللبنانية “سبق أن تفاوضت مع إسرائيل برعاية أميركية والأمم المتحدة، ما أسفر عن اتفاق لترسيم الحدود البحرية تم الإعلان عنه من مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة”، مشيرًا إلى أن “لا شيء يمنع تكرار التجربة نفسها لإيجاد حلول للمشكلات العالقة، لاسيما أن الحرب لم تؤد إلى نتيجة”.
إسرائيل ذهبت إلى التفاوض مع حركة حماس لأنها لم يعد لديها خيار آخر بعدما جرّبت الحرب والدمار. اليوم الجو العام هو جو تسويات، ولا بد من التفاوض، أما شكل هذا التفاوض فيحدد في حينه.
وعن المخاوف من دخول لبنان مرحلة خطر، أوضح رئيس الجمهورية أن “لبنان ليس في خطر إلا في عقول بعض الذين يتخذون مواقف نقيض الدولة، ولا يريدون أن يروا أن لبنان يقوم من جديد، لاسيما وأن كل المؤشرات الاقتصادية إيجابية”، مؤكدًا أن “المشكلة في لبنان أن البعض يريد حلولًا سريعة، لكن 40 سنة من الأزمات المتتالية لا يمكن إنهاؤها بين ليلة وضحاها، فاليونان مثلًا خرجت من أزمتها بعد ثماني سنوات رغم الدعم الأوروبي.”
ويأتي هذا الحراك اللبناني في سياق انفتاح متزايد على التسويات الإقليمية بعد حرب غزة، ومع ضغوط أميركية متواصلة على الحكومة الإسرائيلية لوقف التصعيد وفتح مسارات دبلوماسية جديدة. ويرى مراقبون تحدثوا مع موقعنا أن الرسائل المتبادلة بين بيروت وواشنطن تعكس رغبة الطرفين في تحويل لبنان من ساحة صراع إلى منصة حوار ضمن مشهد إقليمي متحوّل نحو الحلول السياسية بدل المواجهات العسكرية.



